عادي
أرسى أمنها فاطمأنّ مواطنوها ومقيموها

شارقة سلطان.. حصن أمان بفكرٍ مستنير

00:03 صباحا
قراءة 6 دقائق

الشارقة: محمود محسن

ما كانت لتكون عاصمة الثقافة باسمة، دون فكر مستنير سابق لأوانه مستشرف لمستقبل وطنه وأبنائه، لتغدو مدينة محلية بطابع عالمي، يأمن في رحابها المواطن والمقيم، نهضت وازدهرت في ظل رواسخ أمنية أرسيت على مدار 52 عاماً من العمل الدؤوب، عزز أركانه محققاً التطلعات بتبني استراتيجيات مكنت من بسط الأمن والاستقرار، استناداً إلى قواعد أمنية صلبة، جعل منها حصناً منيعاً وملاذاً آمناً، ليسود ربوع المدينة والمناطق التابعة لها الأمن والأمان.

هكذا أمّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الإمارة بدعم مستمر، وتوجيهات كانت بمثابة الخطة الشاملة، والمحرك الفعلي لبلوغ النقلة النوعية، التي شهدتها الشارقة منذ تولي صاحب السمو مقاليد حكمها.

الصورة

52 عاماً من فيض أفكارٍ كرست لنرى الشارقة آمنة، ينعم بأمنها من وطأت قدماه أرضها بهدوءٍ وسكينة، هكذا سطرت قصة إمارة تبسمت من حب حاكمٍ حباها جل فكره واهتمامه، وأبا الراحة لتنعم أبناؤها وقاطنوها بما تطمئن به الأنفس وتستكين له القلوب.

عزز صاحب السمو حاكم الشارقة مقومات العيش المستقر الآمن في أنحاء الإمارة، من خلال تدعيم الأجهزة الأمنية ممثلة في القيادة العامة لشرطة الشارقة، بالتجهيزات الكاملة، وجميع سبل الدعم اللازم، لبناء منظومة أمنية متكاملة، قادرة بدورها على نقل الإمارة إلى برٍ آمن وحفاها بالأمان، لتنجح من خلال استراتيجياتها في تحقيق أعلى النسب في مستوى المؤشرات الأمنية، وتحقيق مكاسب نوعية مختلفة.

قرارات فارقة

قرارات فارقة أصدرها صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة، أسهمت في تمكين القيادة العامة لشرطة الشارقة، في مباشرة اختصاصاتها، والارتقاء بالمنظومة الأمنية في الإمارة على المستويات كافة، تمثلت في قرار إنشاء هيئة نظامية محلية مستقلة في الإمارة بمسمى «القيادة العامة لشرطة الشارقة»، وقانون الموارد البشرية للكادر العسكري للمدنيين في الهيئات النظامية في الإمارة، إلى جانب قانون الموارد البشرية للكادر المدني في الهيئات النظامية، إضافة إلى القيادة العامة لشرطة الشارقة كعضو في المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة.

الصورة

مؤشرات منشودة

بفضل رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، نجحت المنظومة الأمنية في الإمارة، في تطوير آلياتها بصورة مستمرة، مسجلةً تفوقاً منشوداً في مؤشراتها الاستراتيجية انسجاماً مع استراتيجيات وزارة الداخلية،‏ وتطلعات القيادة الرشيدة في أن تصبح دولة الإمارات من أفضل الدول أمناً وسلاماً، وذلك وفق مؤشرات الأجندة الوطنية، حيث حققت القيادة العامة لشرطة الشارقة منذ مطلع يناير الماضي وحتى نهاية سبتمبر من عام 2023، انخفاضاً إيجابياً في معدل الوفيات على الطريق لكل 100 ألف نسمة من سكان إمارة الشارقة، بمعدل 1.33 وفاة لكل 100 ألف نسمة، وفي معدل الجرائم المقلقة لكل 100 ألف نسمة من السكان، حققت القيادة انخفاضاً إيجابياً بمعدل 32 جريمة لكل 100 ألف نسمة، وانخفاضاً في زمن معدل الاستجابة لحالات الطوارئ، بزمن قدره 3.5 دقيقة، بما يعزز المؤشر الوطني لسرعة زمن الاستجابة للحالات الطارئة بوزارة الداخلية، ويعزز الغايات والأهداف المنشودة.

ابتكارات تخصصية

امتلكت القيادة العامة لشرطة الشارقة بفضل الدعم اللامحدود من صاحب السمو حاكم الشارقة، العديد من الممكنات، التي تتيح لها إمكانات التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار، حيث تسهم في دعم التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات، في محور الابتكار واستشراف المستقبل، كاستراتيجية الإمارات تبتكر، والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ومن هذه الممكنات، وجود وحدة تنظيمية لإدارة نظم الابتكار وتطوير العمل (قسم الابتكار واستشراف المستقبل)، حيث عملت القيادة مع جامعة هيوستن في استشراف المستقبل عبر سلسلة من العمليات التطويرية المستدامة في جميع الأنظمة التي تعمل بها شرطة الشارقة، من خلال تحديد التحديات الأمنية، ووضع الحلول الابتكارية، وتنفيذها عبر مختبرات الابتكار في القيادة العامة، وبمشاركة الشركاء الاستراتيجيين وأفراد المجتمع، هذا فضلاً عن وجود 5 حاضنات ابتكارية تخصصية، تخرج بأساليب ابتكارية تصب في تطوير المنظومة الأمنية بمختلف مجالاتها، ووصل عدد الأساليب الابتكارية إلى أكثر من 29 أسلوباً ابتكارياً، إلى جانب تحقيق إنجاز نوعي عبر تسجيل 163 ملكية فكرية.

الصورة

احترافية عالية

مكنت الاحترافية العالية التي تنتهجها الإدارات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، فرقها الأمنية من تحقيق ضربات استباقية وضبطيات نوعية، ضمن استراتيجية إدارة مكافحة المخدرات، لتحصين أفراد المجتمع من آفة المخدرات والسموم البيضاء، تعزيزاً لجودة الحياة بالمجتمع، حيث تمكنت إدارة مكافحة المخدرات خلال عام 2023 من ضبط 551 متهماً في مجموعة من العمليات النوعية في تجارة وترويج المواد المخدرة، وبحوزتهم مليون و51 ألف كجم من مخدر الحشيش، والهيروين، والكريستال، و7 ملايين و80 ألف كجم من العقاقير والمؤثرات العقلية، بقيمة سوقية بلغت 104،117،446 درهماً.

إنجازات ريادية نوعية مستمرة حققتها شرطة الشارقة، تمثلت في عملياتها النوعية التي تمكنت من خلالها في إحباط المخططات الإجرامية في الترويج والإتجار بالمخدرات، كان أبرزها عملية «الأكياس السوداء»، وعملية «شركات التوصيل»، وعملية «كشف الستار»، كما رصدت 785 حساباً إلكترونياً على مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم بنشاط الترويج والإتجار بالمواد المخدرة».

مبادرات أمنية

تحقيقاً لأمن وأمان الإمارة تبذل شرطة الشارقة جهوداً متعددة ومستدامة، لإطلاق مجموعة من المبادرات الأمنية الشاملة، من شأنها رفع نسبة الأمن والأمان، حيث تبنت تنفيذ مبادرة الوعي الرقمي، كمبادرة توعوية وقائية تهدف إلى خفض نسبة بلاغات الجرائم الإلكترونية، ورفع نسبة الشعور بالأمان من خلال أنشطة استباقية وقائية تثقيفية عدة، إلى مختلف شرائح المجتمع وللكادر الوظيفي كذلك، تعزيزاً للوعي الأمني ولزيادة سرعة مواجهة الجريمة الإلكترونية.

ومبادرة «ضواحٍ آمنة»، والمتمثلة في تواجد دوريات الشرطة في المناطق الداخلية في اختصاص مراكز الشرطة الشاملة، لرفع الشعور بالأمان لدى المجتمع بوجود هذه الدوريات في الفترات المسائية والليلية، إسهاماً في خفض معدل الجريمة، ويعتبر الوجود وقائياً ورادعاً لكل من يحاول ارتكاب بعض الجرائم، وتأتي ضمن المبادرات الأمنية مبادرة أمن الصناعيات، وتكمن أهميتها في تواجد فرق عمل مختصة في المناطق الصناعية، وهدفها تعزيز الأمن والأمان في هذه المناطق وخفض معدلات الجرائم فيها من خلال المؤشرات والبيانات المتاحة.

المكافحة التكنولوجية

التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، باتا ركائز أساسية اعتمدتها شرطة الشارقة في استراتيجياتها لمكافحة الجريمة، بهدف تحقيق أعلى مستويات الأمن والسلامة للمجتمع، وتحقيقاً لذلك دشنت القيادة العامة مشروع «الشارقة إمارة آمنة»، ذو البعد الاستراتيجي القائم على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، ويعتمد في عمله على تركيب كاميرات أمنية في الشوارع والميادين، وما اتصل بها من عمليات الربط بالمرافق الحيوية، والمنشآت التجارية، والصناعية، والمدارس، والفنادق بشبكة اتصال مؤمنة لدى القيادة، مزودة بالبرمجيات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الشرطة للاستفادة من عمليات المراقبة الأمنية في متابعة القضايا الواردة من جهات الاختصاص، وتتيح التكنولوجيا الرقمية إمكانية رصد الظواهر السلبية مثل التسول، الباعة المتجولون، التجمهر، عبور المشاة، النفايات المتراكمة وغيرها، ومراقبة الحركة المرورية كالازدحام، والحوادث، وتعطل المركبات، والمخالفات المرورية، والمواقف العامة، إضافة إلى الحالات الجوية وتأثيرها في الحركة المرورية مثل الضباب والأمطار وغيرها.

وتشكل أعداد الكاميرات العاملة ضمن منظومة «الشارقة إمارة آمنة» 44.643 كاميرة، تغطي إمارة الشارقة ومدنها «الوسطى والشرقية» تتضمن كاميرات ذكية لمراقبة الطرق، وكاميرات التعرف وتتبع لوحات المركبات، وكاميرات الإنذار المبكر للمنشآت عالية الحساسية، وأسهمت هذه المنظومة في الحصول على نسبة 98%، في مؤشر الأمن والأمان خلال العام 2022، والمساهمة في رصد الظواهر السلبية في المجتمع، وهو أيضاً ما عكسته نتائج المؤشرات سالفة الذكر خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري.

حماية الطفل

تولي إمارة الشارقة الطفل أولوية قصوى ضمن منهجيتها تعزيزاً لجودة الحياة للطفل على ‏الصعيدين النفسي والاجتماعي بما يتماشى مع توجهات القيادة الرشيدة نحو مشروع المدن الصديقة للطفل واليافعين، وعليه يبذل مركز الدعم الاجتماعي بشرطة الشارقة جهوداً مؤثرة بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين في حماية الطفل، من خلال المبادرات التي يقدمها المركز مع المؤسسات التعليمية الهادفة إلى نشر التوعية بين الأطفال. ‏

وتسلط الإمارة مساعيها نحو حماية الطفل كونه أحد القضايا المجتمعية المؤثرة، ويأتي ذلك الاهتمام بفضل توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وحرصه على استقرار الأسرة والمجتمع، حيث تهدف المؤسسات التوعوية في الإمارة إلى حماية الطفل وتمكينه في المجتمع، من خلال استهداف الطفل وأولياء الأمور، والجهات ‏والمؤسسات المعنية بحماية الطفل، وكيفية تعزيز وعي الطفل وثقته بنفسه، وطرق حماية نفسه من المخاطر، وأهم الأساليب لتعليمه كيفية التعامل مع الغرباء بطريقة آمنة، خصوصاً فيما يتعلق بوسائل التواصل ‏الاجتماعي، والإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية الطفل من التنمر، سواء في البيئة المدرسية أو الواقع الافتراضي، مع التركيز على أهمية دور أولياء الأمور في حماية الأطفال، من خلال بناء حوار بين الطفل والوالدين، وتخصيص أوقات أسرية لهم، ومتابعة محيط صداقاتهم، مع ضرورة الانتباه في حال الاشتباه بتعرض الأطفال للتحرش ‏بأنواعه، وعدم التردد في اللجوء إ لى المراكز الاجتماعية لطلب المساعدة والاستشارة لحماية للطفل.

مركزان متنقلان

بحثاً عن راحة المواطنين والمقيمين للحيلولة دون وقوع الجرائم والتجاوزات، دشنت شرطة الشارقة مركزي شرطة متنقلين يعملان على مدار 24 ساعة، تم تجهيزهما بأحدث التقنيات المتطورة، للعمل بمنطقتي النهدة والرق، وتقديم الخدمات كافة، التي تقدمها باقي مراكز الشرطة في الإمارة، والمتمثلة في تلقي البلاغات بمختلف أنواعها، والرد على الاستفسارات المختلفة لأفراد الجمهور من قاطني المنطقتين، ومراقبة المنطقة عبر كاميرات مرتبطة بغرفة العمليات والسيطرة، إضافة إلى تسيير دوريات، لتعزيز الجوانب الأمنية والمرورية على مدار اليوم.

وتنحدر الأفكار الابتكارية لشرطة الشارقة من دافعها لتحقيق المساعي الأمنية، ضمن منظومة ريادية متميزة، تسعى لتعزير الأمن والاستقرار، ومواكبة التوسع العمراني والديموغرافي، من خلال الوصول بخدماتها إلى كافة مناطق إمارة الشارقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bd3kmbcs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"