الشارقة: أمير السني
«تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمع المحلي والمجتمعات عموماً، عبر طرح برامج أكاديمية ومهنية مبتكرة، وتقديم خبرة تعليمية متميزة لإعداد متعلمين مدى الحياة وقادة ذوي معارف ومهارات متكاملة».. هذا النهج الذي سارت عليه جامعة الشارقة منذ تأسيسها في عام 1997، وظلت تخطو بخطى ثابتة، حتى تصدرت القوائم العربية والعالمية وفق التصنيفات الأكاديمية الدولية، وباتت منارة ترفد العالم بالكفاءات الطلابية والبحوث العلمية.
انطلاقاً من رؤية مؤسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبرعاية رئيس الجامعة، سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة،
تُعد جامعة الشارقة واحدة من الجامعات التي تحرص على توظيف مفهوم مجالات التخصصات الأكاديمية وربطها بالواقع وسوق العمل، حيث تحتضن الكليات التي تمكّن الطلاب من التفاعل بتبادل الخبرات والتحديات، فضلاً عن أنها توفر بيئة متميزة ملهمة وإبداعية وداعمة، وتسعى دئماً للحفاظ على تطورها وارتقائها لتكون مؤسسة علمية رائدة إقليمياً ودولياً.127 برنامجاً أكاديمياً
تضم جامعة الشارقة 14 كلية، وهي: الطب، الصيدلة، طب الأسنان، العلوم الصحية، الهندسة، الحوسبة والمعلوماتية، العلوم، إدارة الأعمال، القانون، الاتصال، الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الشريعة والدراسات الإسلامية، الفنون الجميلة والتصميم، وكلية الدراسات العليا.
وتطرح الجامعة 127 برنامجاً أكاديمياً معتمداً في مختلف التخصصات، منها 57 برنامجاً في مرحلة البكالوريوس، و50 في الماجستير، و17 في الدكتوراه، و3 برامج لدبلوم الدراسات العليا، ويبلغ عدد الطلبة الدراسين في الجامعة، بمختلف مراحل البكالوريوس والدبلوم والدراسات العليا، نحو 18500 طالب وطالبة، ينتمون إلى أكثر من 98 جنسية، بينما يتجاوز عدد الخريجين 45 ألف خريج من مختلف أنحاء العالم، كما يعمل بها 730 عضو هيئة تدريسية من 50 جنسية مختلفة.
برامج جديدة
تطرح الجامعة عدة برامج دراسية أكاديمية جديدة، منها برنامج ماجستير العلوم في الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم، والمعتمد من وزارة التربية والتعليم، وبدأت الدراسة به مع بداية العام الأكاديمي الحالي (2024/2023).
وتكمن أهمية البرنامج في تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة لتحليل وحل المشكلات المعقدة بمجالات العلوم والتكنولوجيا، من خلال تطبيق مفاهيم الرياضيات وتقنيات العلوم الحسابية، وإجراء البحوث العلمية المشتركة.
وتتمثل أهداف البرنامج في تزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة في مجال الرياضيات التطبيقية، وإجراء البحوث العلمية، والعمل على المشاريع المتقدمة، واقتراح حلول مبتكرة تخدم المجتمع، حيث سيعمل البرنامج على إعداد الطلبة وتمكينهم من القدرة على التفكير النقدي وتحليل المشكلات الرياضية ومعالجتها باستخدام البيانات الرياضية في الواقع الملموس، والنظر في الافتراضات العلمية التحليلية، وبناء النماذج الرياضية الصحيحة وتقديم الحلول المنطقية، والتعرف إلى كيفية استخدام الإحصاء والرياضيات عالية المستوى لحل تحديات الحياة الواقعية.
كما طرحت الجامعة، هذا العام، برنامج دكتوراه الفلسفة في علوم الحاسوب، المعتمد من وزارة التربية والتعليم، ويهدف إلى منح شهادة الدكتوراه للباحثين والمختصين في مختلف تخصصات علوم الحاسوب من الحاصلين على درجة الماجستير.
ويمثل البرنامج إضافة نوعية للكلية وبرامجها المتنوعة وتدعيم دورها في خدمة المجتمع، من خلال تلبية احتياجات قطاعات المجتمع من المتخصصين المؤهلين على أعلى مستوى في مختلف مجالات الحوسبة والمعلوماتية، والتي أصبحت من الضروريات لكافة القطاعات التي تحتاج بشكل متزايد إلى مهارات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
ويُعد الهدف الرئيسي لبرنامج الدكتوراه في علوم الحاسوب، هو توفير المعرفة والتطبيقات المتقدمة في مجال علوم الحاسوب مع خبرة بحثية متعمقة، حيث سيدرس الباحث مجموعة من المساقات المتعمقة واكتساب المهارات البحثية التي تركز على التطوير المتقدم في علوم الحاسوب.
صدارة متقدمة
تتويجاً للجهود المستمرة التي بذلتها كليات الجامعة، خلال السنوات الماضية، في إعداد وتأهيل الخريجين وفق أعلى المعايير المعتمدة دولياً، حصلت كلية الصيدلة على الاعتماد الدولي لبرنامجي بكالوريوس الصيدلة ودكتور الصيدلة (PharmD) من مجلس الاعتماد الأمريكي لتعليم الصيدلة (ACPE)، وهي الجهة الأكثر مصداقية ومكانة في تخصص الصيدلة على المستوى الدولي.
وأشاد التقرير الصادر عن اللجنة المتخصصة في المجلس الأمريكي، بمستوى التأهيل والمهارات العملية التي يحصل عليها الخريج، والتي تؤهله للالتحاق المباشر بأسواق العمل، والعمل على إعداد صيادلة أكفاء للعمل بالمنظومة الصحية، وتحقيق رؤية الدولة واستراتيجيتها في التعليم والتعلم.
وتكمن أهمية الحصول على هذه الشهادة المتميزة في أثرها الفعال في تخريج صيادلة سريريين، بما ينسجم مع متطلبات أسواق العمل وتعزيز فرص الخريجين للتنافس في استكمال الدراسات العليا في الإقامة السريرية في أقوى الجامعات العالمية، وتعزيز الفرص في استقطاب الكفاءات المتميزة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وفي إنجاز جديد يضاف إلى سجل الإنجازات والنجاحات، حصلت كلية إدارة الأعمال في الجامعة على تجديد الاعتماد الدولي لكافة برامجها من جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال (AACSB)، والذي يمنح للكليات المتميزة حول العالم، حيث يشير إلى التزام الكلية بتطبيق أعلى معايير الجودة في التعليم بكافة البرامج الأكاديمية، وما تقدمه من علوم ومعارف ومهارات وفق المعايير الدولية.
ويؤكد هذا الإنجاز تميز برامج الكلية وجذب الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية المتميزين، إلى جانب تعزيز عملية تطوير المناهج الدراسية وإتاحة فرص وظيفية للخريجين.
تصنيفات عالمية
أما على المستوى الأكاديمي والعلمي، فكانت الجامعة قد صُنفت رسمياً ضمن فئة أفضل (251-300) جامعة حول العالم لعام 2023، طبقاً لتصنيف مؤسسة التايمز للتعليم العالي المتخصصة في تصنيف الجامعات على مستوى العالم.
ومؤخراً، أعلن تصنيف شنغهاي العالمي للجامعات لعام 2023، أن بعض تخصصات كليات الطب والهندسة بجامعة الشارقة صنفت ضمن فئة أفضل 101 إلى 150 على المستوى العالمي، وحققت الجامعة المركز ال61 على مستوى جامعات العالم في مؤشر الاقتباسات والاستشهادات في البحوث والدراسات العلمية التي أنجزها أعضاء هيئتها الأكاديمية، ما يؤكد جودة وأهمية تلك البحوث العلمية كماً وكيفاً ورصانتها بصفتها مرجعاً علمياً لكثير من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم في مختلف المجالات العلمية.
فيما أظهرت أحدث نتائج التصنيفات التي أعلنتها مؤسسة التايمز الدولية للتعليم العالي، في تقريرها الصادر عن تصنيف الجامعات لعام 2023، تقدم جامعة الشارقة إلى المرتبة 45 لأفضل الجامعات الآسيوية، وكذلك تقدمها إلى المرتبة 43 على مستوى الجامعات الفتية عالمياً، وهي الجامعات التي لم يمر على إنشائها أكثر من خمسين عاماً.
جوائز عالمية
حصل المشروع المقدم من أعضاء الفريق المختص في ملف التحول الرقمي واستخدام التطبيقات التكنولوجية المتخصصة في عملية التعليم والتعلم بجامعة الشارقة، على جائزة منظمة اليونسكو الذي ينظمها المركز الدولي للابتكار في التعليم العالي (ICHEI) 2023، والتي تهدف للتعرف إلى الابتكارات والممارسات الجديدة في مجال رقمنة التعليم العالي، والتي تمنح مرة كل 3 سنوات، وشارك في دورتها لهذا العام 131 مشروعاً مقدماً من 83 مؤسسة أكاديمية يمثلون 42 دولة من مختلف دول العالم.
ويأتي هذا التكريم تقديراً لجهود الجامعة في استخدام وتطبيق عملية التحول الرقمي والتعليم الهجين، من خلال تطوير مساقات تتلاءم مع طرق التعليم والتعلم الحديثة، وتعتمد على التكنولوجيا الرقمية بمختلف التخصصات، والتي أسهمت وبشكل كبير في تطبيق نموذج التعليم الهجين في الجامعة، وضمان شمولية العملية التعليمية للطلبة من ذوي الظروف الخاصة بكفاءة وفاعلية وفق استراتيجية الجامعة وسياستها.
إنجازات بحثية
حققت جامعة الشارقة إنجازات كبيرة في مسيرتها البحثية منذ عام 2014، مع تأسيس ثلاثة معاهد جديدة للبحوث العلمية، تم إنشاؤها لتغطي جوانب العلوم والمعارف المتنوعة، وهي: معهد البحوث للعلوم والهندسة، ومعهد البحوث للعلوم الطبية والصحّية، ومعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتأتي هذه الخطوة لدعم وتعزيز مشاركة طلبة الماجستير والدكتوراه في المجموعات البحثية، والمختبرات والمشاريع العلمية وتمويل الأبحاث، والبحوث متعددة التخصصات والبحوث الدولية، وكذلك البحوث ذات الصلة بالمجتمع المحلي.
وبدأت الجامعة بتنفيذ خطّة التطوير الشاملة لإحداث نقلة نوعية في إنتاج البحوث العلمية، ليس من حيث العدد فحسب، بل الجودة والتأثير في المجتمع أيضاً، وجاءت النتيجة بإنشاء مراكز الامتياز البحثية التي بلغ عددها عشرة مراكز، وارتفع عدد المجموعات البحثية إلى 85 مجموعة موزعة على تلك المراكز.
كما تم افتتاح عدد من المختبرات العلمية الجديدة، منها مختبر الهندسة الكيميائية وتحلية المياه، ومختبر أبحاث النقل والرصف وهو مزود بأحدث أجهزة الاختبار لتقييم وتطوير ومعالجة وتحليل أداء الأسفلت وتصميمه وإعادة تأهيله وإدارته.
وانطلاقاً من الخطة الاستراتيجية للجامعة والمتعلقة بتطوير وتحديث البنية التحتية الخاصة بالبحث العلمي، تم افتتاح المقر الجديد لمعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، الذي يهدف إلى تفعيل البحث العلمي وتشجيعه، من خلال توفير جميع الإمكانات التي تساعد الباحثين من أعضاء هيئة التدريس والطلبة في كليات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الشريعة والدراسات الإسلامية، إدارة الأعمال، القانون، الاتصال، والفنون الجميلة والتصميم، على إجراء البحوث والدراسات وتقديم الابتكارات التي تسهم في إنتاج وصناعة المعرفة وخدمة المجتمع، إضافة إلى نشر نتائج الدراسات في المجلات العالمية وتقديمها من خلال حلقات النقاش والمؤتمرات وورش العمل.
أكاديمية الفلك والفضاء
تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، أنشئت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك بجامعة الشارقة في 7 مايو من عام 2015، لخدمة المجتمع وتوعيته في جميع مجالات علوم الفضاء، لتكون رائدة عالمياً في الأبحاث العلمية، وترسيخ مكانة الدولة مركزاً علمياً على المستويين الإقليمي والعالمي، وبإشراف الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة.
وأصبحت الأكاديمية حالياً من أكثر الأماكن شمولية بالعالم، في مجال علوم وأبحاث الفضاء والفلك، لما تتضمنه من مجموعة مرافق، كمختبرات الأبحاث والمرصد الفلكي والقبة الفلكية ومعارض الفضاء.
سلطان بن أحمد رئيساً للجامعة
لاستكمال مسيرة جامعة الشارقة بنفس النهج والنجاح والتميز، أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في ديسمبر 2021 المرسوم الأميري رقم 46 لسنة 2021 بتعيين سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيساً لجامعة الشارقة، ورئيساً لمجلس أمنائها.
وبعدها بأيام، التقى صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، وعدداً من أعضاء مجلس أمناء الجامعة.
وأشاد سموه بالمستوى الكبير الذي وصلت إليه جامعة الشارقة في كل جوانب العملية التعليمية والأكاديمية والبحثية والاجتماعية والإدارية وغيرها.
وتقدم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، رئيس جامعة الشارقة، بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على الثقة التي أولاه إياها بتكليفه برئاسة جامعة الشارقة، مشيراً سموه إلى أن ما وصلت إليه جامعة الشارقة من تصنيفات متقدمة ضمن المؤسسات التعليمية الرائدة في برامجها ومرافقها وجودة خريجيها، أتى، بعد فضل الله، من خلال رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، ودعمه ومتابعته للجامعة منذ إنشائها واستمرار رعايته لها.
تنمية مستدامة
صنفت منظمة «يو آي جرين متريك» جامعة الشارقة في المركز 86 عالمياً، طبقاً لتصنيفها لعام 2023، الذي يصنف الجامعات في مجال التنمية المستدامة والالتزام بمعايير البيئة النظيفة، كما حافظت جامعة الشارقة على المركز الأول على مستوى دولة الإمارات، للعام السابع على التوالي، بالتصنيف نفسه، والمرتبة الثانية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والمرتبة الثالثة على مستوى العالم العربي.
وشارك في تصنيف «يو آي جرين متريك» أكثر من 1183 جامعة على مستوى العالم، وقد حققت الجامعة تقدماً ملحوظاً في عدد من المعايير التي يعتمد عليها التصنيف، حيث حققت المرتبة الأولى عالمياً في فئة الإدارة الفعالة للمياه وتحقيق جميع مؤشرات القياس بنسبة 100%، كما حققت المرتبة الرابعة عالمياً في فئة البنية التحتية ومدى ملاءمة المرافق والمنشآت وفعالية استجابتها لمواجهة الأزمات والطوارئ ومدى السلامة والأمن، وفي فئة التعليم والبحث العلمي في مجال الاستدامة احتلت الجامعة المرتبة 55 عالمياً، وفي فئة إدارة النفايات وكفاءتها احتلت الجامعة المرتبة 78 عالمياً.
كذلك صنفت جمعية تحسين الاستدامة في التعليم العالي (AASHE) في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، جامعة الشارقة، ضمن الفئة الذهبية في نظام تتبع الاستدامة والتقييم والتصنيف (STARS)، وبذلك تصبح جامعة الشارقة هي الأولى في الوطن العربي التي تحصل على التصنيف الذهبي لإنجازاتها في مجال الاستدامة.
