الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
تشتهر سلطنة عمان بأجود أنواع اللبان المستخلص من أشجار المناطق المختلفة في ظفار، نظراً لعوامل التربة والمناخ المناسبة لنمو هذه الشجرة، وتقاس جودة اللبان باللون النقي الخالي من الشوائب، ويرتفع ثمنه طبقاً لهذه الجودة، وتقل كلما تغير لونه إلى الاحمرار أو اختلط بشوائب أخرى، ويشتمل اللبان على فوائد عديدة، إذ يستخدم في الأغراض الطبية واستخراج الأدوية ويخلط مع مكونات طبيعية لاستخلاص العطور والزيوت.
اللبان «الحوجري» ذو اللون الأبيض النقي المشوب بالأخضر، يعتبر أجود أصناف اللبان على الإطلاق، ويتم إنتاجه من الأودية الشرقية الجافة في المحافظة، أما اللبان «النجدي» فيأتي في المرتبة الثانية، وينتج من الأودية النجدية التي تصب شمالاً، والمنحدرة من سلسلة جبال ظفار الممتدة من الشرق إلى الغرب.
في المرتبة الثالثة من ناحية الجودة، يأتي اللبان «الشزري» الذي يحصد من الأدوية الغربية الجافة التي تقع جنوب الأودية النجدية، بينما يأتي اللبان «السهلي الشعبي» في المرتبة الرابعة، وينتج من أشجار اللبان المنتشرة في الأودية والسهول المتأثرة بالرطوبة والأمطار، وهو أكثر الأنواع إنتاجاً، ويتميز بغزارة الزيت المستخرج منه.
يحتوي اللبان على مادة «الكورتيزون» المثبطة للالتهابات، ويقول الباحثون إن «الكورتيزون» المتوفر في اللبان ذو جودة عالية وفاعلية أفضل بكثير من الصناعي، كما يشيد الباحثون بأنه ليست له أعراض جانبية مثل «الكورتيزون» الصناعي الذي يسبب مضاعفات خطيرة منها هشاشة العظام وقصور في وظائف الكبد والكلى، كما توجد أدوية عدة تم تصنيعها بعد فصل واستخلاص مادة «الكورتيزون» من اللبان وغالبها أدوية غربية.
وإذا مزج مشروب اللبان بالزيت والعسل يخرج ما في العظام من برد مزمن ويزيل قروح الصدر، وتداوى أمراض الأذن بالزيت المستخلص منه، وكذلك يداوي جروح العين، كما يزيل القروح جميعها الباطنة والظاهرة.
بالنسبة إلى دخانه، فهو يطرد «الهوام» وهي الكائنات الضارة وتحديداً الحشرات، كما ينقي الهواء المحيط، وقشاره يساعد في توقيف النزف وتقوية المعدة، أما ثمر شجره فيزيل «الدوسنتاريا» وهو التهاب معوي يصيب القولون، كما يستعمل مع الصمغ العربي لقطع الرائحة الكريهة وعسر النفس والسعال، ويستعمل كمطهر طبيعي.
هناك وصفة لعلاج السعال والنزلات الصدرية، إذ يؤخذ قدر ملعقة كبيرة من «الكندر» أي لبان الذكر، ويقلى مع حوالي ملعقتين من البقدونس، مضافاً إليه كوبين من الماء، ويغلى حتى يتركز الماء إلى كوب واحد، ويكون غليظ القوام، يشرب نصفه في المساء والنصف الآخر في الصباح.
