مواقف إماراتية للقضية الفلسطينية

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

تنخرط دولة الإمارات بحكمة واقتدار في الجهود الدبلوماسية والإنسانية المكثفة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يواجه حرباً إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة وأنتجت مأساة شاملة غير مسبوقة تتطلب العمل الجاد لمواجهتها والتخفيف من وطأتها، والدفع لإيجاد حل سياسي جذري يحول دون تكرار ما حدث ويفتح أفقاً حقيقياً يستعيد فيه الشعب الفلسطيني كامل حقوقه.

الحضور الإماراتي لإنهاء هذه المحنة المؤلمة يسجل في كل يوم مبادرة أو موقفاً أو حركة إنسانية. وتعزيزاً لهذا المسار، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص مبلغ 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. فهذه السيدة التي باشرت مهمتها الشهر الماضي، بموجب قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي، تعمل على إدارة آليات لتسريع وصول المساعدات إلى غزة، ولإنجاز مهمتها بنجاح تحتاج إلى الدعم والمساعدة لتحقيق المطلوب غير الهين، المتمثل في إغاثة مئات آلاف الفلسطينيين ضحايا الحرب والجوع والأوبئة.

وقد شدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الذي التقى السيدة كاج وأعلن عن مبادرة رئيس الدولة، على أهمية توفير الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لأداء مهامها الإنسانية، فالوضع لم يعد قابلاً للاحتمال أو التغاضي، فما حدث للشعب الفلسطيني خلال أربعة أشهر في قطاع غزة لم يشهده شعب آخر على الإطلاق، وهو وضع يتطلب مواقف أكثر قوة وصلابة من جميع أطراف المجتمع الدولي، التي عليها أن تتحمل مسؤوليتها وألا تتخفى وراء المصالح السياسية أو الحسابات الضيقة، فهذه العلل والذرائع لم يعد لها أي منطق في ظل المذابح اليومية والإمعان الإسرائيلي في القتل وفي ذبح القانون الدولي، وقد كانت النتيجة هذه الصور الحية من غزة، حيث هناك دمار هائل، وعشرات آلاف الضحايا قتلوا، وكل السكان تقريباً نازحون، لا يجد الكثير منهم المأوى والمأكل والملبس والدواء.

طوال هذه الحرب الملعونة، لم تتوقف الجهود الإماراتية، سواء الدبلوماسية في مجلس الأمن أو عبر اتصالات القيادة الرشيدة بمختلف قيادات العالم للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ومعالجة أسباب الأزمة سياسياً. أما ميدانياً فلم تتوقف قوافل الإغاثة المحملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وفي نحو ثلاثة أشهر أغاثت عملية «الفارس الشهم 3» قطاع غزة بأكثر من 88 طائرة مساعدات، وأنشأت مستشفى ميدانياً ومحطة لتحلية المياه، وتسعى إلى توزيع مليون وستمائة وخمسين ألف قطعة من الملابس الشتوية والأغطية للتدفئة لمواجهة الأجواء الباردة التي يعانيها النازحون في قطاع غزة المنكوب. كما أبحرت سفينة مساعدات ثانية من الفجيرة بحمولة 4544 طناً لدعم الأشقاء في غزة.

ما تفعله الإمارات، في هذه الأزمة الإنسانية، من واجب تجاه الفلسطينيين يتأسس على التزام لا ينقطع، وتشهد عليه مبادرات ومواقف خالدة، تعكس التوجه الراسخ للدولة في إرساء الأمن والاستقرار والتضامن مع الأشقاء في قضيتهم العادلة. وفي كل المحافل والمناسبات، تؤكد الدبلوماسية الإماراتية أن حل الأزمات لا يتم إلا بالتفاوض والحوار والاحتكام إلى الشرعية الدولية، وليس بالعنف والتطرف والإرهاب واغتصاب الحقوق.

وثبات هذا الموقف يؤكد صواب الرؤية والتوجه، فالاستقرار المنشود في المنطقة لن يتحقق طالما الشعب الفلسطيني يتعرض للانتهاكات والاجتثاث والإلغاء، وبالنظر إلى ما شهدته غزة خلال 120 يوماً، فإن الوقت حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته السياسية والأخلاقية ويدفع باتجاه حل مستدام لهذه القضية، وفق أسسها المرجعية، وستكون الإمارات، كما كانت دوماً، في صدارة الفاعلين والداعمين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2dpjp3bc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"