الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
تقام مصارعة الحيوانات في مناطق متفرقة حول العالم، وتعد الثيران من أصناف الحيوانات الواردة لهذا النوع من المصارعات، إلا أن للجِمال موقفاً آخر نحو هذه المنافسة، إذ يجذب مهرجان مصارعة الجِمال في غرب تركيا الآلاف من الناس كل عام لرؤية الحيوانات وهي تحاول التفوق على بعضها دون عنف، ويظل هذا المهرجان من أبرز معالم ثقافة «اليوروك»، أو الثقافة البدوية في تركيا، والتي لعبت فيها الجِمال دوراً حاسماً، إذ تعتبر الجمال بالنسبة لهم حيوانات أساسية تتحمل العبء في الرحلات الطويلة، ويعد المهرجان نقطة بارزة في أحداث مصارعة الجمال المماثلة التي يتم تنظيمها كل شتاء في غرب وجنوب تركيا، من «تشانا كالي» إلى أنطاليا.
تعود جذور مصارعة الجمال إلى أوائل القرن التاسع عشر، وينظر إلى مدينة «إنجيرليوفا»، الواقعة في مقاطعة أيدين على أنها المكان الرئيسي للمصارعة، ولكن مع مرور الوقت، طغى مهرجان سلجوق عليه، والذي يشارك فيه آلاف المواطنين، بمئات الجمال داخل حلبات المصارعة في ساحة «باموك».
لا يزال المهرجان الذي حطم أرقام الحضور القياسية في الماضي، يتمتع بشعبية كبيرة، وخلال شتاء العام الماضي، توافد الناس من جميع أنحاء تركيا إلى ساحة «باموشاك» حيث تم تقديم الجمال من قبل أصحابها للمصارعة، ولم يشكل الطقس البارد عائقاً أمام عشاق المصارعة وهم يشاهدون الجمال المزينة بسروج ملونة تجوب الساحة قبل الحدث الرئيسي، كما ارتدى بعض المتفرجين أزياء تقليدية ملونة مثل سروج الجمال، ما يعكس ثقافة يوروك. وبالنسبة للمشاهدين، تعتبر مصارعة الجمال جزءاً من تجربة ترفيهية تشمل الرقصات الشعبية والولائم حول النيران على جوانب الساحة.
وسط تصفيق حاد وأصوات الطبول و«الزورنا»، وهي آلة نفخ تقليدية، دخل 162 جملاً إلى الساحة، جميعها إبل «تولو»، وهي إبل هجينة ولدت من الجمل العربي والبكتري، تتنافس الإبل الذكور في أربع فئات مختلفة ويتم تدريبها على استخدام المهارات ضد منافسيها، كما يتم تزاوج كل منها وفقاً لأوزانها، وبناء على ذلك يتم تزاوج الإبل ذات المهارات المختلفة عن بعضها، ويسعى البعض إلى تعثر خصومها بحيل القدم، بينما يطبق آخر قفل الرأس ويجلس على خصمه، والبعض الآخر يدفع الخصم بكل بساطة حتى يستسلم ويتراجع، والمنافس الذي يخيف خصمه ويجعله يصرخ أو يتسبب في انهياره يتم إعلانه هو الفائز، كما يتم تجهيز كل جمل بكمامة لمنعها من عض بعضها أثناء المصارعة، بينما يقف أصحابها في مكان قريب لفصل الجمال بالحبال والعصي إذا أصبحت عنيفة للغاية.
