دون شك أن شبكة الإنترنت قادت ثورة حقيقية في مجال الاتصالات، بل وقفزت لتطور تكنولوجي شامل وعام، وكأن ثورة الاتصالات قد وجهت بوصلة الابتكارات والاختراعات نحو مزيد من التطور في مجالات أخرى متنوعة. أثر شبكة الإنترنت مدوٍّ على الكثير من القطاعات، مثل قطاع السياحة، والنقل، والطاقة، والتجارة ونحوها. وفي مجال الطاقة تحديداً، ساهمت شبكة الإنترنت في تطور الطاقة النظيفة أو الطاقة البديلة، بل عممت استخداماتها ودخلت الطاقة الشمسية على الخط، كونها أهم مجالات الطاقة النظيفة، وباتت معلوماتها منتشرة ومتاحة على نطاق واسع بفضل هذه الشبكة العالمية، وحدث تبادل قوي في المعلومات بين مختلف المجتمعات البشرية، وباتت هناك مبادرات فردية لاستخدامات الطاقة، حيث نسمع عن نجاحات لأفراد في توليد الطاقة باستخدام مصبات المياه والأنهار، وهناك نجاحات وفق مبادرات شخصية فردية أيضاً في توليد الطاقة باستخدام الرياح، وهناك أيضاً جهود ومهام وأعمال لتوليد الطاقة الشمسية.
ورأينا تبعاً لتلك الاهتمامات، والتوجّه نحو الطاقة النظيفة، تطورات في مجالات أخرى، مثل حضور السيارات الكهربائية الذي دخل في تصميمها وصناعتها الكثير من المعلومات التي تعتمد على شبكة الإنترنت، ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي دخلت في السيارات الحديثة التي باتت تقود نفسها بنفسها. البعض من تلك المبتكرات في بداية الطريق، ولكنها تتطور بشكل متسارع، كما هو واضح. ويعود كثير من الفضل لشبكة الإنترنت، فهي أتاحت التواصل بين مختلف أرجاء العالم، ومعها حدثت ثورة في تبادل الأفكار وتناقلها بشكل أسرع، وأيضاً ضمت الكثير من المعلومات التي باتت متاحة وعامة للناس جميعاً، وهذه الآلية ساهمت في تسارع الكثير من المبتكرات والمخترعات.
شبكة الإنترنت لم تتوقف عند هذه الجوانب، بل قفزت بالخدمات الحكومية، والخدمات التجارية والاقتصادية لمصاف غير مسبوقة، حيث باتت الكثير من التعاملات تتم بواسطة تطبيقات على هواتفنا الذكية التي نحملها.
ويمكن لنا التحدث دون الوفاء بما قدمته هذه الشبكة، لكن تبقى آثارها وتطورها محل دراسة وبحث، ويكفي أن ما يعرف بذكاء الآلة، أو الذكاء الاصطناعي يعتبر واحداً من منتجاتها، أو الأرضية التي يتم تأسيس هذه التقنية عليها.
الجهل بالإنترنت، وعدم التمكن من التنبّؤ بمستقبلها، يُعدّان تراجعاً في وقت يتطلب الإعداد للمستقبل، وشبكة الإنترنت، تبلغنا بالكثير عن هذا المستقبل.
