عادي
موسيقى الروح

الموشحات

23:53 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
لا تزال كلمة «الأندلس» لها وقع كبير في نفوس المسلمين، بإيقاع شجي عميق آسر مملوء بالحنين، يحمل في طياته أصداء قرون من التوهج الساطع المبين، يعيد للخاطر أمجاد مدن لا تُنسى مثل قرطبة وغرناطة وإشبيلية بذكريات على مر السنين، عن أعلام خُلّدوا في ذلك الوقت وإلى هذا الحين.

وإن غادرتنا أسطورة الأندلس كالنجم الآفل الحزين، إلا أن أطيافها ما زالت تهيم فوقنا كقبلة فوق الجبين، بصدى نغم قديم تهتز معه الأنفاس تماماً كالأكسجين، فالموشحات فن يفيض بنهر جياش يفوق كل الموازين، يتدفق بالشذى والرؤى حول جمال التلحين. ولهذا، شغلت الموشحات أجيالاً من العلماء؛ بل العالم، أجمعين، بالبحث في مكنوناتها وربما اكتشاف سرها الدفين، فكيف تجتمع الأصالة والعبقرية في آنٍ واحد دون الحاجة إلى تحسين؟

سنبدأ أولاً بالحديث عن مصادر دراسة الموشحات، بكل ما فيها من غنائية وأخيلة وإحساس بالحياة، ثم سنسعى إلى تحديد ملامح نشأتها وتطورها وأقسامها، وبعض أنواعها وتعدد عصورها وألوانها، ونظام الأوزان ومبادئ القوافي التي سارت عليها. بعدها، سنتناول الموضوعات الشائعة التي احتلت فكر أدبائها، مروراً بتركيبة الشعر الفصيح والقصيدة العربية وبحورها، على الرغم من أن الوشّاحين قد أضافوا لوناً فريداً إلى النسيج الفني للموشحة، بنيّة إضافة اللمسة الشعبية الخاصة والمُرجّحة، لإنجاح الوصف الدقيق الذي تزخر به الموشحات بصورها النابضة، عند تصوير البيئة الأندلسية آنذاك وأسرارها الغامضة.

وأخيراً، سنضع بعض الأمثلة عن الوشاح الأندلسي، ومدى قوة تأثيره النفسي والحسي، ولذلك تابعونا خلال هذا الشهر الفضيل، لنكتشف معاً أسراراً ليس لها مثيل.
Eman_Alhashimi13@

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t3nsrx8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"