عادي
مريم العرياني تحدد عوامل التنشئة

أُمٌّ و 6 متفوقين

00:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
الطفلة غاية تشارك في جلسة حوارية تابعة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

الأسرة هي اللبنة الأساسية لازدهار المجتمعات وبنائها، كما أنها المدرسة الأولى لتأهيل أجيال صاعدة وواعدة قادرة على مواجهة التحديات وإحداث فارق في مختلف المجالات، وهي من تكسب الأطفال الثقة بالنفس وتنزعهم منها، وهي من توجّه الأطفال لاختيار الميول المناسب للمجتمع مع الحفاظ على الهُويّة الوطنية، الأسرة هي خط الدفاع الأول وحجر الأساس في بناء أي مجتمع، والأداة الرئيسية للحفاظ على هُويّته الوطنية وقيمه ومبادئه الأساسية.

وأولت القيادة الرشيدة الأسرة أهمية خاصة من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية، برفع مستوى الوعي لدى الأُسر المواطنة بالمسؤولية تجاه تربية الأبناء تربية سليمة، وغرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوسهم، واستكمالاً لمسيرة الإنجازات الوطنية في مجال رعاية الأسرة، تسير الإمارات بِخُطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق الاستدامة المُجتمعية، وبفضل الجهود التي تُبذل بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، تبوَّأت مكانة رفيعة في هذا السياق، فقد تصدَّرت المرتبة الأولى عالمياً في كثير من المؤشرات التي تتعلَّق بالمرأة والأسرة. التقت «الخليج» نموذجاً مميزاً لأسرة إماراتية من زوج وزوجة يؤهلون أبناءهم وعددهم 6 أطفال لأن يصبحوا ذوي شأن كبير في المستقبل، حيث إن أكبرهم عمرها 13 عاماً وفازت بجوائز محلية وعالمية متعددة، كذلك شقيقتها وشقيقها حصدا جوائز في مجالات تربوية ورياضية وغيرها.

وقالت الأم الإماراتية مريم مصلح العرياني: لديّ 6 أولاد هم: ابنتي غاية الأحبابي عمرها 13 عاماً، ونايلة 12 عاماً، وحمد 10 أعوام، ونصيب 9 أعوام، ومهرة 6 أعوام، ومصلح 4 أعوام.

واستعرضت الأم مريم جزءاً من إنجازات أطفالها حيث بدأت بابنتها غاية، وهي أصغر سفيرة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» لمؤتمر الأطراف COP28، مشيرة إلى أنها حصلت على المركز الرابع في تحدي القراءة بدورته لعام 2022. كما حصلت على المركز الأول بجائزة الشيخ حمدان بن زايد للبيئة، وهي أصغر مشاركة حصلت عليها عن فئة أفضل مؤثر بيئي من بين أربعة مؤثرين، كما حصلت على جائزة البيئة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

الصورة

«الفتاة الخضراء»

وذكرت أن طفلتها غاية حصلت على لقب «الفتاة الخضراء» من الشيخ الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، المستشار البيئي لحكومة عجمان، بعد لقائها معه عام 2017، حيث لاحظ اهتمامها بالبيئة، وشغفها بالحيوانات.

ومروراً على ابنتها نايلة، أشارت إلى أنها حصلت على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء الأكاديمي المتميز في عام 2021، وجوائز أكاديمية وأنشطة مجتمعية عدة. كما أنها فازت بالمركز الثالث في جائزة علي بن حرمل التربوية فئة القصة المصورة، وأصدرت قصتين للأطفال واحدة من إصدار مبادرة «أقدر» التابعة لوزارة الداخلية، والثانية من إصدار دار كتاب للنشر. كما حصدت المركز الثالث في جائزة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للإبداع الأدبي، واختيرت لافتتاح أكبر مؤتمر عالمي للاتصالات الراديوية في إمارة دبي.

وقالت عن ابنها حمد، مبرمج حاسوب ويهوى لعبة الجولف، وحقق إنجازات عدّة فيها، منها اختياره من الهيئة العامة للرياضة للانضمام لفريق الناشئين - مستوى متقدم، وفاز بميدالية لتحقيق أعلى رمية في الجولف في أبوظبي، وهو حالياً لاعب كرة قدم.

أما عن طفلها نصيب، فذكرت أنه يحب الفنون الشعبية التراثية ولديه أسلوب قصصي في تأليف قصص الأطفال، وحالياً بصدد إصدار قصة توعية للأطفال. أما أخته مهرة، فتعتمد عليها مدرستها يومياً في إلقاء الكلمة الإذاعية الصباحية، لتمتعها بالثقة العالية في النفس، أمام زملائها، وفازت بجائزة «عون» لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتطوعها أكثر من مرة في مبادرات إنسانية.

الدفء الأسري

وأوضحت أن الأسر الإماراتية مترابطة ومتشابكة وداعمة وممتدة، حيث يمكن الاعتماد على أخوال الأطفال وخالاتهم وأعمامهم وعماتهم، ضاربة مثالاً لسفر أحد أبنائها للمشاركة في فعالية خارج الإمارات، أنها لم تكن تكتمل إلا بدعم إخوتها وإخوة زوجها، وهذا الشعور الذي يمثل الدفء الأسري الحقيقي.

وذكرت أن وجود أفراد الأسرة في منزل واحد يسهم في تنشئة أطفال أسوياء، حيث إن جدود الأطفال يعلمونهم قيماً ومبادئ عظيمة، ويستفيدون من خبراتهم الحياتية.

وأضافت: نظراً لأني امرأة عاملة أضطر إلى الغياب عن المنزل في الصباح حتى في الصيف التي تكون إجازة للأطفال، ولكني بذلت جهدي لعدم ترك أطفالي للأجهزة الإلكترونية كالهواتف والحواسيب، حيث حرصت دائماً على اختيار أنشطة ترفيهية بدنية خارج المنزل، كالزيارات الأسرية لتعزيز مبدأ صلة الرحم في نفوسهم، ومناطق الألعاب المخصصة للأطفال، والورش التفاعلية.

جهود ومثابرة:

ولفتت إلى أن اختيار نشاط يناسب ميول كل طفل من أولادها تطلب مجهوداً ومثابرة، حيث أشركت جميع أولادها في أنشطة مختلفة، في محاولة منها للاطّلاع على ميول كل طفل، على سبيل المثال جربت معهم نشاط الرسم، الذي وجدت ابنتها غاية تهواه دوناً عن إخوتها، ومن ثم اشتركت لبقية الأطفال في ورش التصوير الذي أحبته طفلتها نايلة، دوناً عن إخوتها، ومن ثم البرمجة التي انجذب لها ابنها حمد.

وأشارت إلى أن ابنتها غاية هي الأبرز في المجتمع، لأن نشاطاتها صبت في المجتمع الإماراتي، وجاء ذلك بعد سنوات من الجهد والمثابرة، حيث بدأت تأهيلها من عمر 5 سنوات، وبدأت في حصد الثمار من فترة قليلة، مع العلم أن هدفي من تأهيلها لم يكن بهدف إبرازها في المجتمع، بل كان لدعمها.

مكافأة التفوق

عن أبرز طرائق تحفيز أبنائها على تحقيق المزيد من النجاحات قالت: كل نجاح يحققه أحد من أولادي لا بدّ من إعطائه مكافأة، في محاولة لربط ذهن وذاكرة أبنائي بأن النجاح مذاقه رائع، حتى وإن كانت المكافأة بسيطة.

غرس القيم الوطنية

وعن أبرز العوامل الأساسية لتنشئة أسرة صالحة وسوية قالت: أولاً: يجب التركيز على أعمدة الدين، وأبرزها الصلاة وقراءة القرآن الكريم والتفقه في سيرة الأنبياء. ثانياً: التحدث باللغة العربية في المنزل، على الرغم من تدريس الأطفال في مدارس خاصة، لأن العربية هي هُويتنا، واللغة الثانية نستخدمها في نطاق المدرسة والأنشطة الخارجية. ثالثاً: توريث العادات والتقاليد وغرس قيم الهوية الوطنية. رابعاً: خلق قدوة للأطفال عبر التحدث بكثرة عن شخص ما ومدحه، وعدم تركهم اختيار قدوتهم بأنفسهم لصغر سنّهم وقلة خبرتهم. خامساً: الحرص على مشاركتهم خطابات وكلمات أصحاب السموّ حكام الإمارات الملهمة والتي تحمل رسائل دعم عميقة وإيمان بقدرات أبناء وبنات الإمارات. سادساً: التحدث مع الأطفال عن الظواهر الجديدة التي تظهر بين المراهقين وخاصة على مواقع التواصل.

الطفل حمد خلال تكريمه بفوزه في رياضة الجولف
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29k4ux5p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"