عادي
موسيقى الروح

أنظمة الموشحات

22:37 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
نظر كثيرٌ من الدارسين إلى الموشحات فلم يروا فيها في نهايةِ المطافِ، إلا لوناً من الشعر يعتمد بالأساس على تنويع القوافي، حيث لم يبقَ للأندلسيين في موشحاتهم سوى التجديد في نوع القافية، وهو ضرب من ضروب الحرية اللامتناهية في سبيل صناعة المقطوعة الوجدانية الكافية والوافية، فهو فن أوجدته مقاييس المنشدين أو الشعراء بحسب ظروفهم القاسية. وبذلك لا يمكن أن نعتد بهذا الجانب كمذهب جديد في الأشعار بكل شفافية، لأننا لا نؤمن بالشكليات وإن آمنا بقدراتهم الإبداعية النقية والصافية، فهناك عدد من النصوص التي خرجت عن هذه القاعدة، بل وانتشرت بنجاحٍ كبير دون الحاجة إلى المساعدة، حيث اعتمدت كلياً على الإحساس وعلى المواهب الواعدة.

في الحقيقة، تعتبر لغة الموشحات في مجموعها متفقة مع قواعد اللغة العربية الصحيحة، ولا شك في أن المستمع قد لاحظ ما تتسم به من رقة وعذوبة صريحة، حتى إنه يمكن للقارئ أن يستمتع بقراءتها كاملة دون أن يصادف لفظة تستعصي عليه من قريب أو من بعيد، أو أن يجد سوءاً في تركيبها أو صياغتها، أو لوناً من ألوان الصعوبة أو التعقيد، فهي تعد من أنظمة «السهل الممتنع» بكل تأكيد. والجدير بالذكر أن من أشهر الذين ساهموا في تطوريها حد الرفاهية، هم أبو نواس وابن المعتز وأبو العتاهية، حيث اهتموا بالإمعان في المحسنات البديعية والألاعيب اللفظية، وأضافوا إليها العديد من التحسينات والبيانات اللحظية، بعيداً عن القواعد الصارمة أو الأنظمة التحفظية.

Eman_Alhashimi13@

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/528hpf7b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"