عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

التعامل مع المبعوثين

22:52 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي
من التطبيقات العملية للعلاقات الدولية في الإسلام، التعامل مع المبعوثين، ويعتبر من أروع الأمثلة على ذلك، هو صنيع النبي صلى الله عليه وسلم، مع مبعوثي مسيلمة الكذاب، اللذَيْنِ جاءاه يحملان إليه مزاعم مسيلمة بأنه أُشرك معه في الرسالة، فمع خطورة القضية التي جاءا من أجلها، ومع شذوذ مطلبهما إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يمسهما بسوء لأنهما رسولان، وكان رسولا مسيلمة، هما: ابن النواجة وابن آثال، ومعهما رسالة، نصها كالآتي: «من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلامٌ عليك، أما بعد فإني قد أُشركت في الأمر معك، وإنّ لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم لا يعدلون»، ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم، نص الرسالة قال: «فما تقولان أنتما؟» قالا: نقول كما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما»، ثم كتب إلى مسيلمة رسالة هذا نصها: «من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين».

لذا تتجلى هذه العلاقات في أروع صورها، وتعلم البشرية بكيفية التعامل مع الند الآخر، بأرقى أسس التعامل الأخلاقي، ما أضاف للشريعة الإسلامية مفاهيم جديدة من القيم، التي كانت تفتقدها العلاقات الدولية آنذاك وإلى مفهوم الدبلوماسية والتعامل مع الرسل والمبعوثين، وهذا ما جعل من مفهوم هذه العلاقات تتسم بالفطنة والذكاء وجودة الحوار عند المسلمين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zvt2hed

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"