عادي

باقة ضوء

22:52 مساء
قراءة دقيقتين
1

رعاية الله لرسوله

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد حتى أكرمني الله بالرسالة، فإني قد قلت لغلام ليلة من قريش كان يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الشباب. فقال: أفعل. فخرجت أريد ذلك، حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفاً بالدفوف والمزامير فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان تزوج بفلانة بنت فلان، فجلست أنظر إليهم فضرب الله على أذني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس، ثم جئت صاحبي فقال: ما فعلت؟ قلت: ما صنعت شيئاً، ثم أخبرته الخبر، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك فقال: أفعل. فخرجت فسمعت حين جئت مكة مثل ما سمعت حين دخلت مكة تلك الليلة، فجلست فضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر، ثم ما هممت بسوء حتى أكرمني الله عز وجل برسالته.

تبرئة من السماء

اختصم رجلان إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقضى لأحدهما على الآخر، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر ليقضي بيننا. فأتيا إليه، فقال الذي قضى له الرسول: قضى لي رسول الله على هذا فقال: ردنا إلى عمر. فقال عمر: أكذلك؟ قال: نعم. فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما. ثم خرج إليهما حاملاً سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر فقتله، وفر الآخر وقال للرسول: يا رسول الله، قتل عمر والله صاحبي. فقال رسول الله: ما كنت أظن أن عمر يجترئ على قتل مؤمن. فأنزل الله قوله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسملوا تسليماً}. فأهدر الرسول دم الرجل المقتول، وبرئ عمر من قتله.

تواضع أبي بكر

بعد أن بويع أبو بكر، رضي الله عنه، قصد السوق في اليوم التالي مبكراً ومعه ثياب ليتجر فيها، فلقيه عمر وأبو عبيدة فقالا له: إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إلى السوق. فقالا له: ما تصنع وقد وليت أمر المسلمين؟ فقال: من أين أطعم عيالي؟ قالا: انطلق معنا حتى نفرض لك (أي: حتى نحدد لك مبلغاً يكفيك للتفرغ لشؤون المسلمين). فانطلق معهما إلى المسجد، فوجدوا المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا، فقالا: افرضوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً، فقالوا: بُرْداه (البُرْد: الكساء والثوب) وإذا أبلاهما وضعهما وأخذ غيرهما، وظهره (أي ما يركب من الدواب) إذا ما سافر، ونفقته على أهله مثلما كان ينفق قبل أن يستخلف، فقال أبو بكر، نعم، رضيت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4faa6b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"