عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

العدل (1)

23:01 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

نتحدث في هذا المقال والمقالات اللاحقة عن الأسس والدعائم الثابتة التي تستقر عليها نظرية العلاقة الدولية في الإسلام، مقرونة بموازنة علمية هادفة، مع الإشارة إلى النظم والتصورات التي ادعت أنها سبقت الشريعة الإسلامية بذلك.

لقد تميز الإسلام عن غيره بهذه القيم الإنسانية الحضارية، والتي عجزت جميع النظم الحديثة والمنظمات الدولية عن تحقيقها، وقد أعلنها النبي، صلى الله عليه وسلم، وطبَّقها في واقع المسلمين حقيقةً، ومن هذه القيم: العدل؛ فالعدل قيمة عظيمة. ما أجملها، وما أعظمها، وما أروعها، وإذا طُبقت في واقع الناس فإنهم يشعرون بالأمن والطمأنينة والراحة والسعادة.

لقد أوجب الإسلام العدل والإنصاف لكل أحد، حتى ولو كان مخالفاً لنا في الدين أو العقيدة، كما أوجب العدل في كل شيء من الأقوال والأفعال، وحذَّر من مغبَّة مخالفةِ ذلك.

وإنَّ من دعائم السعادة التي يسعى إليها البشر، أن يطمئن الناس كافة على حقوقهم، وأن يشعروا بالعدل موجوداً بينهم ومطبقاً فيهم، وليس أصعب على المرء من أن يجد نفسه مظلوماً ولا يجد من يرد له حقه، ولهذا أمر الإسلام بالعدل بين كل البشر دون تفرقة.

وفي المقابل، نجد أنّ الظلم في ذاته محرم شرعاً أياً كان مصدره، وأياً كان موقعه، وهذا أبين دليل على «موضوعية القيم» في الإسلام وإطلاقها دون نسبيتها، ولذا كانت خالدة، وأيضاً فإن العدل في نظر الإسلام هو الغاية القصوى التي أُنزلت من أجلها الشرائع السماوية، وأُرسِلت الرسل جميعاً، مصداقاً لقوله تعالى: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ» الحديد: 25، وهذا هو المسار الصحيح للتشريع.

ويمكن القول بأن نظام العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم يقوم على العدل، ولقد تقرر هذا العدل بنصوص دستورية (قرآنية)، وبقوانين أساسية (أحاديث نبوية)، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تأمر بالعدل؛ يقول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» النحل: 90.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/495bzjnd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"