عادي

الموشحات الدينية

00:06 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي

لا أحد يعلم بالضبط متى بدأ نَظْم الابتهالات والتضرع لله والدعاء بالجملة اللحنية، ولا حتى كيف تطور هذا اللون الذهبي الخاص من الموشحات الدينية، ويُقال إن أقدمها نُسب إلى ابن عربي بعد أن اشتهر بموشحاته الصوفية، ولقد تعددت ألوانها وأنواعها وأقسامها بحسب أهداف فلسفتها الغرضية أو الموضوعية. وبمناسبة ذكر الإنصاف في الفلسفة، تشير الحيادية إلى فكرة عدم التحيز والاستناد إلى الأدلة الحقيقية، عوضاً عن إظهار العواطف الدفينة أو التعبير عن الأحاسيس الجياشة أو إبداء الآراء الشخصية، بمعنى أن شيئاً ما صحيح أو موجود بشكل مستقلٍ عن الإدراك أو المعتقدات الفردية.

حسناً لا عليكم. لنعد إلى الأحداث التاريخية الفنية والواقعية، بعيداً عن النظريات الفلسفية وقريباً من القوانين واللوائح الموشحية التي قد لا تنتمي في بعض الأحيان إلى القواعد العربية، بل منها ما يعجز عنه الإعراب لكثرة المخالفات النحوية، بسبب خصب الأفكار الخيالية والشطحات اللغوية، وكل ذلك في سبيل تجميل وترصيع الموشحة المتدينة التقية، والمُترَعة بالزهد والورع والتقوى والنفحات الإيمانية، وإن كان فيها ما يصف ضعف الإنسان واغتراره بالدنيا وانشغاله بالغرائز البشرية، فقد يحدث أن ينسى الآدمي أن هذه الحياة فانية، وبالتالي قد يتعامى عن الحقائق سواء بقصد أو بغير قصد ولا يفرق هنا حسن أو سوء النية، ففي كلتا الحالتين وجب الاستغفار والتوبة لله وأولئكَ هُم خيرُ البريَّة، فلا ملاذ لابن آدم سوى العلي القدير وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً.

@Eman_Alhashimi13

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53t8pupd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"