عادي

باقة ضوء

23:14 مساء
قراءة دقيقتين

ذاك مال رابح

كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً، وكانت حديقة له تدعى «بيرحاء» أحب أمواله إليه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يدخلها ويشرب من ماء طيب فيها، ولما نزلت «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن ربي يقول: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» وإن أحب أموالي إلي «بيرحاء»، وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله، حيث أراك الله تعالى، فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

ابنة أمير المؤمنين

أرادت زينب بنت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، أن تتزين وتتجمل بالثياب والحلي في أيام العيد الثلاثة، وكان في بيت مال المسلمين عقد من اللؤلؤ الثمين، فذهبت إلى ابن أبي رافع، أمير بيت المال وطلبت منه العقد لتتزين به في أيام العيد، ثم ترده إلى بيت المال كما كان، فأعطاها ابن أبي رافع العقد، وبينما هي متزينة به، رآها والدها فظهر الغضب على وجهه، وقال لها في شدة: من أين لك هذا العقد؟ ومن الذي أعطاك إياه؟

فقالت وقد علا وجهها أثر الخوف: أخذته من ابن أبي رافع، لكي أتزين به أيام العيد الثلاثة ثم أرده كما كان.

فأرسل علي وهو الخليفة العادل الحريص على أموال المسلمين في طلب ابن أبي رافع، فلما حضر إليه انتهره وأنبه وقال له: من الذي أمرك أن تعطي هذا العقد لابنتي وتختصها بذلك من بين سائر بنات المسلمين، فهل أخذت أمراً من المسلمين بأن تتصرف في أموالهم كيف تشاء؟

فقال ابن أبي رافع مستعطفاً: إنها ابنتك يا أمير المؤمنين.

ولكن كلمة الاستعطاف هذه لم تهدئ ثورة علي ولم تثنه عن قصده فقال لابن أبي رافع: هل تغني ابنتي عني من عذاب الله، وتحمل عني وزري يوم القيامة؟

فقال ابن أبي رافع: لا يا أمير المؤمنين.

فقال علي: خذ منها العقد لحينه، واردده إلى بيت المال لساعته، وإياك أن تعود لمثلها فتنالك عقوبتي، فأخذ العقد ورده إلى بيت المال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kjav5za

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"