عادي
14 شقيقاً يخدمون الدولة

بالفيديو| 4 دكتوراه و 3 ماجستير

23:30 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url
3

رأس الخيمة: حصة سيف

أسس اللواء الركن المتقاعد سعيد ناصر الخاطري، أسرته على تعاليم الدين الإسلامي، وحرص على غرس القيم والعادات الحميدة في وعيهم وإدراكهم، وعمل مع زوجته على تشجيع أبنائهما على طلب العلم، فيما أنجبا 14 ابناً وابنة، أربعة منهم من حملة الدكتوراه، من ضمنهم طبيب استشاري في قسم العظام، وأستاذة في كليات التقنية العليا، ومديرة روضة حكومية، مقابل ثلاثة من حملة الماجستير، وسبعة من حملة البكالوريوس في تخصصات مختلفة، منهم طبيبة أسنان، ليتوزعوا جميعاً بين مناصب متنوعة في الجهات الحكومية.

الخاطري أكد أن الدولة لم تقصر في إتاحة التعليم المجاني، وإتاحة جميع الخدمات للأسرة الإماراتية، فمن واجبنا أن نردّ الجميل لهذا الوطن الطيب المعطاء، ونعزز حضور أبنائنا في خدمة وطنهم.

يقول اللواء الخاطري عن طفولته: كانت صعبة، فقد تذوقت اليُتم صغيراً، ولدت عام 1955 بمنطقة الحمرانية في رأس الخيمة، وبعد خمس سنوات من ولادتي توفيت والدتي، ولديّ ثلاث أخوات من والدتي، وشقيقان، أكبرهم محمد توفاه الله، وولده أحمد هو حالياً رئيس دائرة محاكم رأس الخيمة. وتولت رعايتنا، بعد وفاة الوالدة، جدتي وجدي لأمي. وفي سن التاسعة، التحقت بالدراسة بمدرسة «القاسمية» في مدينة رأس الخيمة، التي كان موقعها بجانب حصن رأس الخيمة، وبعد عامين تحولت إلى مدرسة أذن، حيث درست مرحلة الابتدائية، ومن ثم التحقت بالقوات المسلحة في 14 يوليو عام 1971، وكان عمري 16 عاماً. وبعد عامين من العمل، عام 1973، تزوجت. وأخذت بنت عمي شيخة عناد الخاطري، وأنجبت منها أربعة أولاد وعشر بنات.

أكملت دراستي في القوات المسلحة إلى المرحلة المتوسطة، ثم أكملت دراستي ضمن دورات تعليمية عسكرية في السعودية عام 1988، وفي الأردن عام 2002 حصلت على ماجستير العلوم العسكرية من جامعة مؤتة.

ويضيف: أدركت في بداية تأسيس الأسرة أهمية ودور الوالدين في تربية الأبناء، فهم أساس التربية، وعبر تجربة الحياة خلال 50 عاماً ماضية في تكوين الأسرة، أيقنت فعلاً أن التربية الناجحة أساسها القرآن والسنة، ومبدأ أن الدين يحدد المسار، وخلال حياتنا كان ارتباط الأبناء أكثر بالأم لارتباطي بالعمل، وغالب أعباء التربية وقعت على كاهل الأم، التي لها جهود ودور كبير، وفي الحياة رزق كثير ومتعدد الوجوه، لكن أهمها الزوجة الصالحة، وحين يرزقك الله بالزوجة الصالحة تعينك على تربية الأبناء، وكنا نتبادل بيننا الوصية، فقد كنت أوصي زوجتي وهي أيضاً توصيني أن نكون أفضل قدوة للأبناء، إذا لم يتفاهم الوالدان على الحياة الطيبة، ينعكس ذلك على الأبناء سلباً، وحرصت على أن تكون حياتنا الأسرية يسودها جو التسامح واللين والعدل، ولم يكن فيها شدة، والعدل يتمثل في المحبة وفي التوجيه وفي الهدايا الموجهة للجميع. كما كنا دائماً ندعو لهم ليشرح صدورهم للإيمان، ويوفقهم دنيا وآخرة، ودعاء الوالدين مهم جداً للأبناء.

تخصصات علمية

روى حكايته، مع والدته وطريقة تربيتها لأبنائها، فقال: دور الأم أساسي في تربية الأبناء، ومن تجربتي 70% من التربية تكفلت بها الأم، بحكم عملي وسفراتي، وكانت زوجتي مخلصة ووُفقت في اختيارها زوجةً ورفيقة عُمر، فهي رزق من الله تعالى. اهتمت بهم وبتعليمهم رغم دراستها القليلة، فقد درست إلى الصف الخامس الابتدائي في «مدرسة أذن»، جنوب رأس الخيمة، لكنها كانت تربيهم على الدين والفطرة، وحين يكبر الأبناء، يصبح الأكبر منهم قدوة لأشقائه الأصغر، والكبير يعلم الصغير، والحمد لله كانت المدارس مفتوحة ومجانية، حتى الجامعة، وجميعهم انتهوا من المرحلة الجامعية، وأربعة منهم حصلوا على الدكتوراه، أولهم كانت ابنتي كليثم، وتحمل الدكتوراه في اللغة العربية، وتعمل أستاذة جامعية. بعدها الطبيب عبد الله، الذي يحمل البورد الألماني، استشاري في قسم العظام، وفاطمة تحمل الدكتوراه في الشؤون الإسلامية، وأسماء تحمل الدكتوراه في التربية، وتعمل مديرة مدرسة. وثلاثة من أبنائي يحملون الماجستير، منهم ناصر، يحمل الماجستير في القانون، ونورة، تحمل الماجستير في إدارة الذكاء الاصطناعي، وعائشة، تحمل الماجستير في إدارة الحاسب الآلي، وسبعة يحملون البكالوريوس، إذ درست مريم، الفيزياء الطبية في كلية العلوم بجامعة الإمارات، ومحمد، خريج كلية التقنية العليا، تخصص هندسة الحاسب الآلي، وخزامى، خريجة جامعة عجمان، كلية التربية، وموزة، تخصص لغويات من جامعة الإمارات، وميثاء، خريجة جامعة عجمان، تخصص طب أسنان، وعيسى، خريج جامعة عجمان، قانون، وآخرهم رفيعة، خريجة إعلام من كليات التقنية.

شراكة الوالدين

ويقول: لله الحمد، وفرت المدارس والجامعات والتعليم المجاني، ما سهل عملية تعليمهم المدرسي والجامعي، ومهد الطريق لتشجيعهم لإكمال مسيرة تعليمهم، ولم يدرس أحد من أبنائي في المدارس الخاصة، وكانوا حريصين على طلب العلم وساعدوني باهتمامهم الذاتي بطلب العلم، ولديهم مستوى ذكاء طيب، ولم أضطر حتى لإحضار مدرسين خصوصيين. والتربية تقوم على ما تعلمناه في الحياة، على أن نعلم أبناءنا على القرآن والسنة النبوية، وعلى العادات الحميدة والقيم، التي تربينا عليها، ولا بدّ من المحافظة عليها.

وسام

الدكتورة أسماء، الابنة التاسعة لسعيد الخاطري، قالت: حين تخرجت في القسم العلمي بالمدرسة، وكانت نسبتي عالية، قُبلت في كلية الطب بجامعة الإمارات، لكن والدتي كان طلبها آنذاك أن يتخصص أحد منا في اللغة الإنجليزية، فاستجبت لطلبها دون تردد، ودخلت كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت بامتياز بدرجة 3.7، بعدها شجعني والداي على أن أكمل الدراسة في جامعة زايد، لأدرس الماجستير في القيادة التربوية وتخرجت بامتياز أيضاً، وحصلت على وسام مرتبة الشرف الثانية، وقبل أن أتخرج في الماجستير بستة أشهر، عيّنت في وزارة التربية والتعليم عام 2014، وعملت مدرسة خمس سنوات ونصف، بعدها رُقيت لنائب مدير في روضة ومدرسة فاطمة بنت مبارك في الحمرانية، ثم انتقلت إلى روضة خت، وأعمل مديرة روضة بالتكليف، ودرست الدكتوراه في ماليزيا، بكلية لينكولن الجامعية، وتخرجت عام 2019.

وكانت رسالة الدكتوراه عن دور دعم المدير وتأثيره على المخرجات الوظيفية للموظفين في قطاع التعليم، وكانت نظرية جديدة ونجحت في تطبيقها على أرض الواقع، إذ كنت أزور الفصول في الروضة يومياً، وكنت أحضر حصص الاحتياط، وأصبحت مألوفة ومحبوبة لدى الطلبة الصغار، بعكس النظرة العامة بأن يكون المدير مُهاباً بين الطلبة، وكان عمري حين نلتُ الدكتوراه 29 عاماً، ولم أتوقف عن الدراسة، حيث حصلت على الدبلوم المهني في إعداد القادة الدوليين، من جامعة حمدان بن محمد، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة «يونيتار»، عام 2020، وحالياً مستمرة في تطوير مهاراتي، وطموحي أن أصل إلى شخصية ذات تأثير، وأتبع خطى الوالد، فهو القدوة النموذجية لي.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yfa2zps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"