وعادت الروح

03:59 صباحا
قراءة دقيقتين

* سيدي «بو خالد» تلك الطاقة الكامنة التي خرجت من اللاعبين حفزها هتافك، حيث ألهمت الكل بوجودك، وأشعلت فيهم الحمية والحماسة، كمن أرسل فيهم أملاً ونوراً، وأعيد لها البعث من جديد، شجن خفي وبلسم ندي، سرى بين الشرايين والعروق، ومعها أيقظت العزوم، وانتعشت لها الهمم، واحتشدت كل الجموع، لم يترددوا في الحضور، وزحفت حشود الجماهير، لمشهد جعل الكل واقفاً على أطراف أصابعه في كل دقائق وأحداث تلك الملحمة، ولم يكن غريباً بالمرة أن يستقبل سيدي «بو راشد» الطفلة العراقية «سارة خشمان» وهي تصدح بحب الإمارات ويصنع لها المفاجأة، في مشهد الأب الحاني عبر استقبال تجلت فيه الكثير من المعاني الإنسانية الجميلة، فهي الروح التي تولدت لدى الجميع، لأرض الحب والخير والتسامح.
* حينما تعهدت بعودة روحك وقتاليتك، بتلك الشخصية والهويّة، التي عرفناها عنك، عادت لك الجماهير كلها، تساندك وتقف خلفك، وتلتف وتصطف حولك، وحينما وقفت بإصرار وثبات، وأنت تدافع وتذود ببسالة، ووجدنا منك الرغبة المختلفة، لم يسبق أن شاهدناها أو وجدناها، حتى قبل انطلاق البطولة، خالفت معها كل التوقعات، وأثبتّ أن «عيال زايد» وأبناء الوطن، لم ترهبهم الفوارق والمسافات، ولن يمنعهم التاريخ والجغرافيا، وسيعملون على محو تلك الصورة وسلبية الأداء، لتعود معها الآمال من جديد أمام البطل القاري.
* لا غرو أن نشاهد «الفارس» يسقط في أرض الميدان، ليعود للقتال من جديد، لم تردعه الجراح، ولم تمنعه الآلام، استمد قوته وعزمه، من هتافات الجماهير، وعادت روحه وصلابته، من شجاعة المغاوير، هكذا كان برهانكم، على من شككوا في وطنيتكم، وهكذا كان جوابكم، لمن قللوا من عطائكم، فهي الروح يا سادة، التي عادت والتي اعتادت أن تكون حاضرة، وجسدتها «أم علي» عميدة المشجعات، التي تسافر خلف «الأبيض» في كل بطولاته ومبارياته، ترسل رسائلها الإيجابية لتحفيزهم، لم تكتف بالحضور، بل سارعت بعدها للاطمئنان على فارس جمعة في مشفاه.
* العقدة انكسرت، ونصف النهائي سنخوضه، وقد قلصنا المسافة، واقتربنا من خط النهاية، وهذه الروح نريدها، وهذه العودة نحتاج إليها، للوصول إلى النهائي الحلم، الذي تمنيناه وحلمنا به معاً، وانتظرناه طويلاً كي يتحقق، ولن يكتمل إلا بعزيمة الرجال المخلصين، ولم يتبق إلا النزر اليسير، ونعيد الكرة من جديد، على أرضنا بعد نهائي عام 1996، ونحن أقوى بالروح، وبدعم ولحمة الأرض والجماهير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"