في وقت يشهد فيه العالم اهتمامات متباينة بالتعليم الصيدلي، تبرز مؤسسة كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية كنموذج يُحتذى به، فقد شهدت الكلية نمواً ثابتاً في عدد طلابها، سواء محلياً أو دولياً، خاصة في السنوات الأخيرة، على الرغم من التقلبا
ت التي يشهدها القطاع الصيدلي. وهذا الاتجاه يدل على شعبية مهنة الصيدلة، بالإضافة إلى المكانة الأكاديمية المرموقة لكلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية على الصعيدين المحلي والدولي. يُضاف إلى ذلك سعي الكلية إلى التوازن بين أعداد الطلاب والطالبات ما يعكس التزام الجامعة بالإدماج والمساواة.
إذاً، كيف يمكن للبرنامج الدراسي في كلية الصيدلة أن يتكيف مع التطور المستمر في القطاع الصحي؟ يجيب عن ذلك د. محمد الشوربجي، عميد كلية الصيدلة، "باتباع جامعة الخليج الطبية نهجاً شاملاً ومتقدماً في التعليم. وتصميم منهج شامل لتزويد الطلاب بالمعرفة الأساسية وإعدادهم أيضاً لمواجهة التحديات والفرص التي توفرها مهنة سريعة التغير".
وأضاف: "من خلال دمج أحدث التطورات في ممارسة الصيدلة بالإضافة الى تكنولوجيا الرعاية الصحية ورعاية المرضى، ينفرد البرنامج الدراسي بالصدارة والتميز والابتكار. وأوضح الدكتور محمد الشوربجي: "إن المراجعة المستمرة وتحديث المناهج الدراسية يضمن أن يكون الطلاب على أتم الاستعداد لمجال الصيدلة دائم التطور والتغيير."
من الخصائص الفريدة للبرنامج الدراسي تقديم برنامج بكالوريوس الصيدلة لمدة 4.5 سنوات يليه درجة دكتور الصيدلة (PharmD) لمدة 1.5 سنة، وذلك استجابةً لتوجيهات مفوضية الاعتماد الأكاديمي بالإمارات العربية المتحدة لاتخاذ هذا النهج المبتكر. لا يعمل هذا النهج المبتكر على تسريع مسار الطلاب للحصول على درجة دكتور الصيدلة فحسب، ولكنه أيضاً يتماشى مع المعايير الدولية، ما يجعل جامعة الخليج الطبية هي الجامعة الوحيدة في الإمارات التي تقدم هذه الدرجة العلمية في مدة لا تتجاوز ست سنوات فقط.
علاوة على ذلك، يُركز البرنامج الدراسي على التدريب العملي ضمن النظام الصحي الأكاديمي، مُستفيداً من مستشفيات جامعة ثومبي الأكاديمية وِالعيادات والصيدليات، إلى جانب مراكز التدريب الأخرى جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين لتوفير تجربة عملية للطلاب منذ اليوم الأول. تضمن بيئة التعلم الغامرة هذه أن يكون الخريجون ليسوا فقط من ذوي الكفاءة الأكاديمية، ولكن أيضاً من ذوي الكفاءة السريرية لإحداث تأثير مفيد في ممارسة الصيدلة على الصعيدين المحلي والدولي
المنح الدراسية ومبادرات الدعم
تساهم الكلية في دعم الطلاب بشكلين مختلفين. أولاً، من خلال المبادرات التعاونية التي تهدف إلى تشجيع مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة لِقيادة القطاع الصيدلاني في الدولة. تقدم الكلية بالشراكة مع مؤسسة "نافس" فرص فريدة للمواطنين الإماراتيين للانضمام إلى برنامج بكالوريوس الصيدلة أو دبلوم فني الصيدلة بعدة منح دراسية كاملة مدعومة من نافس. تم تصميم تلك البرامج لإعداد القادة المستقبليين في المجال الصيدلاني من بين مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
ثانياً، تُقدم الكلية الدعم للطلاب المُسجلين في البرامج من خلال مركز سعادة الطلاب. وقد تم إطلاق آليات وعدة برامج دعم متنوعة، بما في ذلك "معاً نرتقي"، "التعلم بمساعدة الأقران"، وبرنامج إرشادي أكاديمي متخصص، إلى جانب جلسات الإرشاد وورش العمل المهنية. تُمكن هذه المبادرات الطلاب من التواصل والارتباط بأعضاء هيئة التدريس والمُختصين في القطاع الصيدلي والخريجين، وذلك لتقديم الإرشاد والدعم والمشورة المهنية. صُممت هذه المبادرات بعناية لضمان حصول الطلاب على الدعم الشامل والتحفيز وذلك لتحقيق ذاتهم والاستفادة القصوى من إمكاناتهم.
التميز الشامل في التدريب والتعلم العملي الإكلينيكي
في كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية، يُعد إعطاء الأولوية للتعلم العملي الإكلينيكي كحجر أساس للبرنامج أمراً بالغ الأهمية. فمن خلال التدريب العملي الإكلينيكي بالمستشفيات والتدريب العملي بالصيدليات، يكتسب الطلاب تجربة عملية مكملة لمعرفتهم النظرية. يُوضح الدكتور محمد الشوربجي: "يوفر البرنامج تدريباً عملياً اكلينيكياً شاملاً، ما يتيح للطلاب تطبيق معارفهم في بيئة العمل الفعلية وكذلك العمل والتعاون مع فريق الرعاية الصحية بمختلف تخصصاته ".
بالإضافة إلى ذلك، فإن نهج الشمولية يمتد إلى ما هو أبعد من الفصول الدراسية حيث تعمل كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية على تعزيز التنوع بين الجنسين من خلال المبادرات والبرامج المختلفة المصممة لتمكين الطالبات. يُوضح د. محمد الشوربجي: "تهدف برامج الإرشاد الأكاديمي إلى تنمية المهارات القيادية للطالبات، كما تسعى المؤسسة لخلق بيئة يشعر فيها جميع الطلاب بالدعم والتقدير. علاوة على ذلك، يخضع أعضاء هيئة التدريس والموظفون لبرامج التدريب للتعامل مع مختلف التحديات المُتعلقة بالشمولية والمساواة وذلك لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. ومن خلال الحوار المستمر مع الطلبة، تتمكن المؤسسة بشكل استباقي من تحديد وعلاج أي مشاكل قد تظهر في داخل المجتمع الأكاديمي ".
آفاق التعلم المبتكرة القادمة
تُطلق كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية مشاريع وشراكات جديدة مبتكرة بهدف تعزيز الخيارات التعليمية والبحثية المتاحة لطلاب الصيدلة. يشمل أحد هذه المشاريع العمل مع سلسلة صيدليات لتقديم خدمات الاستشارات في مناطق مُخصصة داخل صيدلياتها. يُعد هذا التعاون إضافة رائعة لمهنة الصيدلة حيث إنه يسهم في نمو الخدمات الصيدلانية المقدمة للمرضى بالإضافة إلى المساهمة في الرعاية الصحية لهم.
بالإضافة إلى ذلك، يُسلط د. محمد الشوربجي الضوء على عدة مناقشات جارية مع شركاء بالجامعات الأمريكية لتوسيع فرص تدريب الطلاب بالخارج، بالإضافة الى دعم عدة مبادرات للقيام بأبحاث مشتركة مع تلك المؤسسات المرموقة. تهدف هذه المساعي إلى منح طلابنا ميزة تنافسية وإعدادهم بشكل أفضل لسوق العمل الصيدلي المتطور ".
إلى جانب ذلك، تستخدم كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لتشجيع الطلاب، يشمل ذلك الإرشاد الأكاديمي المُخصص، والدروس الإضافية المخصصة، وعدة مبادرات صحية لتلبية متطلبات الطلاب المتنوعة. يهدف أعضاء هيئة التدريس والموظفون إلى إنشاء بيئة تعليمية ترحيبية وشاملة. كما تقوم الكلية بالتواصل الدائم مع الخريجيين وذلك لتقديم المشورة والدعم المهني المستمر. ومن خلال هذه المبادرات تضمن المؤسسة نجاح الطلاب الأكاديمي والمهني بينما تعمل على تنمية تزرع الشعور بالانتماء للمجتمع.
يختتم د. محمد الشوربجي "تؤدي كلية الصيدلة بجامعة الخليج الطبية دوراً مهماً في تشكيل مستقبل ممارسة الصيدلة محلياً وِعالمياً. حيث تهدف محلياً إلى مواجهة تحديات الرعاية الصحية من خلال تخريج صيادلة ذوي كفاءات عالية قادرين في تقديم رعاية متميزة للمرضى وإحداث تأثير إيجابي على صحة المجتمع. وعلى الصعيد العالمي، تسعى الكلية جاهدة لتكون رائدة في التعليم والبحث الصيدلي وذلك من خلال تعزيز الشراكات المثمرة مع المؤسسات الدولية المختلفة وذلك للمساهمة الفعالة في قاعدة المعرفة العالمية".
