تحدي الملك

كل الأشياء الجميلة عرضة للزوال والاندثار، ولا شيء يدوم ويستمر على حاله، وهذه هي القاعدة الذهبية والموضوعية، وهكذا كان الحال بالنسبة ل«الملك» الشرقاوي الذي قدم أداء استثنائياً الموسم المنصرم، توج به الفوز ببطولة الدوري العام، وأردفها لاحقاً ببطولة السوبر ضد شباب الأهلي، وبخسارة وحيدة في رصيده أمام الوصل، مستثمراً ومستغلاً الحالة الإيجابية والمعنوية للفريق هذا الموسم، والدور الذي قدمه جهازه الفني والإداري، بسلسلة متواصلة من عدم الخسارة لأسابيع عديدة من الموسم الماضي، حتى كاد أن يكون الفوز على الشارقة والتغلب عليه هدفا مهماً للبعض، وهماً وقلقاً وإحباطاً للجمهور الشرقاوي، وخسارة صنعت الحدث الأبرز هذا الأسبوع.
وبعيداً عن تكبد الخسارة الأولى التي لحقت بنادي الشارقة، واستغل بها فرسان الغربية جيداً، الحالة الممتازة للفريق وعاملي الأرض والجمهور والغيابات الأبرز في صفوف الملكي، وعلى رأسها جوهرته الأرجنتيني إيجور كورونادو أفضل لاعب الموسم الماضي؛ القلب النابض وترمومتر أداء الفريق، ليُلحق به الخسارة ويُزيحه عن الصدارة ويتنازل عنها لشباب الأهلي.
فقد استطاعت إدارة الكرة بمبادرة تكاد تكون غير مسبوقة اختصار الزمن وتقليص مدة غياب الجوهرة وعلاجه، واستغلال فترة التوقف الدولي، بالمسارعة إلى استقدام الجراح الفرنسي جيلي ريبول خصيصاً من باريس، وقد أجرى العملية بنجاح داخل الدولة.
وقد تكون هذه الخسارة مؤثرة نوعاً ما، ومؤشراً على وجود أعراض خلل داخل الفريق، عطفاً على أدائه المخيب في الجولات الأخيرة، ومواجهاته مع فرق في الوسط وفي أسفل الترتيب من الموسم الماضي، ولكن ما قد يميز نادي الشارقة والفرق المتجانسة فنياً وإدارياً حتى الآن على الرغم من التغيير الأبرز المتمثل في اعتذار سالم عبيد الشامسي، وغياب ركائز الفريق الأهم هو التكاتف والتضامن والتعلم من الأخطاء السابقة، بمجموعة متجانسة في أدائها، قادرة على مواجهة التحديات والاستمرار في الاتجاه الإيجابي، والاستعداد لمواجهة التحديات القائمة، والتعويل على أفضل العناصر المتاحة، أو تعاقدات مدروسة لكسب الرهانات القادمة التي تتطلب تضافر الجهود، بعيداً عن التشنج والعصبية.
والإشادة مستحقة لخطوة المسؤولين في شركة كرة القدم، بالسماح بإطلالة أحد ذوي الإعاقة البصرية هو عبد العزيز نجم، لإدارة المؤتمر الصحفي الخاص للمدرب عبد العزيز العنبري أمام فريق الظفرة، بحضور وسائل الإعلام المحلية في سابقة مجتمعية تسجل لهم، لإظهار طاقاتهم وتفجير قدراتهم.