مسقط – راشد النعيمي
قالت هيئة البيئة في سلطنة عمان، إنها تمكنت من مكافحة أكثر من مليون طائر غازٍ من طائر المينا والغراب الهندي، ضمن الحملة الوطنية التي أطلقتها بهدف الحد من تأثيرها في النظام البيئي وتوازن مكوناته من خلال استهدافها بعض الأنواع الأخرى التي تقتات عليها من فراخ الطيور الأخرى وبيوضها والزواحف والحشرات والقوارض.
وتتسبب تلك الطيور في إحداث خلل في التوازن البيئي، إضافة إلى المحاصيل الزراعية والثمار والحبوب، ما ينعكس سلباً على الموارد الاقتصادية ومصادر الدخل في السلطنة التي لجأت لعدد من الآليات ووسائل المكافحة للقضاء على الطيور الغازية، أبرزها الإطلاق عبر الأسلحة الهوائية التي تعد أكثر أماناً وفاعلية وفق بروتوكولات معتمدة وتطبق فيها إجراءات وقواعد السلامة.
وتم القضاء على 661 ألفاً و592 طائراً غازياً بمحافظة شمال الباطنة، وفي محافظة جنوب الباطنة تمت مكافحة 203 آلاف و77 طائراً. أما في محافظة ظفار، فتم القضاء على 126 ألفاً و700 طائر غازٍ، بينما في محافظة مسقط تمت مكافحة 50 ألفاً و12 طائراً غازياً حتى الآن، وذلك من خلال إشراك عدد من أبناء المجتمع المحلي بالمحافظات في الفرق واللجان الفرعية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على إيصال الرسالة التوعوية بالحملة، وجعل المواطن العماني عضواً فاعلاً للحد من انتشار هذه الطيور.
وأشارت اللجنة الرئيسية للحملة الوطنية لمكافحة الطيور الغازية، إلى أنه بعد تزايد الطلب والنجاح الكبير في القضاء على الطيور الغازية في بعض المحافظات، مثل محافظة ظفار ومحافظة شمال الباطنة، تم تفعيل تطبيق الحملة على مزيد من المحافظات الأخرى، مثل محافظة جنوب الباطنة ومحافظة مسقط، كما أن الحملة مستمرة بالتوسع وزيادة الوعي وقياس الأثر الإيجابي بحد سواء على المجتمع المحلي الذي اتخذ موقفاً في الواقع، أو المناطق أو الحيز الجغرافي لعمليات التنفيذ التي تم توثيق عودة مشاهدة أنواع مختلفة من الطيور البرية وعودة توازن النظام البيئي بها.
وأشادت اللجنة بالجهود الحثيثة التي تعمل عليها الهيئة لاستدامة خطة المكافحة ومواصلة العمل بها باستخدام التقنيات الحديثة، والتشجيع على البحث والابتكار، واستخدام المنهج العلمي خلال متابعة هذه الطيور ومراقبة سلوكياتها وأثرها في البيئة والأنواع الأخرى، حيث تم القيام بعدد من المسوحات الميدانية التي تعنى بمتابعة حركة هذه الطيور وانتشار أعدادها ومواقع تعشيشها وتغذيتها، والتي من المقرر أن تمتد لتشمل محافظات أخرى في الفترة المقبلة، وأشارت التقارير الميدانية إلى رصد بداية تشكل بؤر من هذه الطيور في مختلف الولايات بتلك المحافظات.
وأكدت اللجنة أن جميع الخطوات التنفيذية، وما تحقق من نتائج، كان بإشراف مباشر من قبل اللجنة الرئيسية واللجان الفرعية بكل محافظة، وتعتبر عملية التخلص من بقايا الطيور نتاجاً لتعاون مثمر بين هيئة البيئة والبلديات التابعة للمحافظات المستهدفة والشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة»، والتي تضمن التخلص النهائي من جميع المخلفات الناتجة عن آليات المكافحة مع ضمان عدم الإضرار بالبيئة الطبيعية.
