كوادر خارج الملاك

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

أتعلم من هم ملائكة الرحمة في قطاع التعليم؟ هؤلاء الذين نعرفهم باسم معلمي ومعلمات «الظل»، حيث يؤدون دوراً محورياً في دمج الطلبة أصحاب الهمم في بيئة تعليمية آمنة وشاملة، ويُقدمون الدعم الكامل والرعاية لطلاب هذه الفئة، ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من منظومة التعليم في الدولة.

إذا نظرنا إلى مهام معلمي ومعلمات الظل، نجد أن لها كبير الأثر لتغيير حياة الطلبة أصحاب الهمم في مجتمع التعليم، إذ إن واجباتهم تأخذنا إلى خدمات جليلة مقدمة للطلاب، بدءاً من مساعدتهم على فهم المواد الدراسية، وإذابة عراقيل الدروس وشرحها بطرائق مُبسطة، مروراً بتمكينهم من التواصل مع زملائهم ومعلميهم بمرونة وسهولة، وصولًا إلى توفير بيئة آمنة وداعمة لهم داخل قاعات الدراسة.

كم من قصص النجاح، التي تروي لنا إنجازات هذه الفئة من المعلمين، فبفضلهم وصبرهم وتفانيهم، تمكن الطلاب أصحاب الهمم من تحقيق تفوق دراسي واجتماعي، وبلغوا مراحل الدمج الحقيقية، فصار معلمو ومعلمات الظل رمزاً للإنسانية والرحمة في ميادين العلم، إذ إن دورهم لا يقل أهمية عن دور المعلم في العملية التعليمية، وإسهاماتهم مشهودة في بناء جيل واعٍ ومتسامح، يُقدر الاختلاف ويحتضن فئات المجتمع كافة.

وعلى الرغم من أن منظومة التعليم تخطو بفاعلية نحو دمج أصحاب الهمم في بيئة تعليمية متكاملة وآمنة، إلا أننا لاحظنا أن بعض المدارس الخاصة تعامل معلمي ومعلمات الظل وكأنهم لا ينتمون إلى طاقمها التعليمي، ولا توفر لهم عقود عمل رسمية، وتحرمهم من بعض المزايا، وتهمل تقييماتهم، ويعاني معظمهم القدرة على التواصل مع إدارة المدرسة والتنسيق مع معلمات الصفوف الأخرى، ما يُعيق عملهم ويُؤثر على فعالية أدائهم.

وهنا دعونا نسأل.. هل معلمو ومعلمات الظل كوادر خارج الملاك؟ ومن يسدد رواتبهم؟ ولماذا؟ هل تأخذ المدارس توصياتهم باهتمام وجدية؟ وكيف توظف طاقاتهم ومهاراتهم في حال عدم وجود أصحاب الهمم؟ وهل تخضعهم لحقائب تدريبية ترتقي بهم مهنياً ومهارياً؟

في الحقيقة، تقع مسؤولية تعزيز مكانة معلمي ومعلمات الظل وتمكينهم من أداء مهامهم على عاتق الجهات المعنية بالتعليم في الدولة، ولابد من وضع معايير واضحة تلزم المدارس بتأهيلهم وفق المتغيرات والتطورات، ونحن بحاجة ماسة لرقابة جادة تقيس أداء المدارس الخاصة في هذا الشأن، وتستمع لمعاناة الآباء، لضمان تطبيق أفضل الممارسات، وإلزام المدارس بتخصيص ميزانية كافية للارتقاء بهم، بعيداً عن ميزانيات أولياء الأمور، لنضمن بناء جيل مؤهل علمياً ومعرفياً من أصحاب الهمم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr6ft8w4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"