عادي

«قمة السلام» حول أوكرانيا تنعقد بغياب زعماء الدول الكبرى

21:28 مساء
قراءة 3 دقائق
الرئيسة السويسرية ووزير خارجيتها خلال مؤتمر صحفي حول «السلام في أوكرانيا» (أ ف ب)

أعلنت الحكومة السويسرية أن تسعين دولة ومنظمة سجلت حتى يوم الاثنين للمشاركة في قمة تهدف إلى تمهيد الطريق للسلام في أوكرانيا، وسوف تستضيفها سويسرا في الفترة من 15 إلى 16 يونيو، لكن نتائج هذه القمة تبدو غير مضمونة في غياب زعماء الدول الكبرى وأولهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينغ، إضافة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باعتبار بلاده خصماً في هذه الأزمة. بينما أدى فشل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إشراك دول «الجنوب العالمي» في المؤتمر إلى إراحة موسكو.

قالت الحكومة السويسرية: إن التجمع يهدف إلى «تحديد خارطة طريق بشكل مشترك» حول كيفية إشراكها وأوكرانيا في عملية سلام مستقبلية. ووافقت في يناير على استضافة القمة بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحاولت حشد الدعم لها بين البلدان التي لديها علاقات أفضل مع موسكو من القوى الغربية الرائدة. لكن موسكو رفضت القمة باعتبارها مضيعة للوقت. وقال الكرملين مراراً: إنه لن يشارك في أي مفاوضات إذا لم تقبل كييف بضم روسيا نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها في الوقت الحاضر.

  • «خيبة أمل لزيلينسكي»

وكشفت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن رفض الصين المشاركة في «قمة السلام» في سويسرا حول أوكرانيا خيب آمال الرئيس فلودومير زيلينسكي. وقالت المجلة في تقرير: إن ألمانيا لا ترى اهتماماً من الجنوب العالمي بالمؤتمر حول أوكرانيا، وأضافت أن «رفض الجمهورية الشعبية يمثل خيبة أمل شديدة لزيلنسكي، وكذلك للحكومة الألمانية التي قامت بحملة من أجل مشاركة الصين». وأوضحت أن مشاركة الصين، حتى لو كان لها مفوض واحد فقط في القمة، كانت ستعطي وزناً أكبر للمؤتمر. كما أشارت إلى أن قوى إقليمية مهمة مثل البرازيل لا ترغب أيضاً في إرسال رؤساء دولها أو حكوماتها للمشاركة في المؤتمر.

  • «وضع الأسرى والتهديد النووي»

والهدف من القمة التي طلبت كييف تنظيمها هو «إلهام عملية سلام مستقبلية»، لكن نتيجة الاجتماع تبقى غير مؤكدة. وحذّر مصدر في الحكومة الألمانية من أنه «من المهم تجنب توقعات مبالغ فيها». وتأمل أوكرانيا في الحصول على دعم دولي واسع من خلال وضع الشروط التي تعتقد أنها ضرورية لإنهاء الحرب. ويرتكز المؤتمر خصوصاً على خطة السلام المؤلفة من عشر نقاط التي طرحها الرئيس الأوكراني بهدف تحديد الوسائل الكفيلة بتحقيق «سلام عادل ودائم»، فيما صرح وزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس، لدى تقديمه برنامج المؤتمر لوسائل الإعلام: «نحن نجرؤ على التحدث عن السلام». وقال «سنجري مناقشات حول مواضيع أساسية بالنسبة إلى أوكرانيا والعالم: وضع أسرى الحرب والتهديد النووي والأمن الغذائي». وبحسب الناطق باسم وزارة الخارجية السويسرية، نيكولا بيدو، فإن مواطنيه ليسوا الجهة التي «ستقود» المناقشات حول تلك المواضيع، بل «دول الجنوب»، أو تلك التي لديها «مهارات» في هذه المجالات.

وفي ذات السياق، قالت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد: «نحن نرغب في وضع... خريطة طريق حول طريقة التقاء الطرفين في عملية سلام مستقبلية». ومن بين أعضاء «مجموعة البريكس» التي تعد روسيا جزءاً منها، الهند هي الدولة الوحيدة التي أكدت مشاركتها علناً، في حين تجد الصين والبرازيل صعوبة في حضور المؤتمر في غياب روسيا، بينما لا تزال مشاركة جنوب إفريقيا غير مؤكدة. ويأتي المؤتمر فيما تعلن القوات الروسية تحقيق مكاسب ميدانية مع الهجوم البري الواسع النطاق الذي شنته على منطقة خاركيف في 10 مايو، حيث سيطرت على عدد من القرى والبلدات. ويواجه الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الذخيرة والعتاد، صعوبة في مواجهة القوات الروسية بسبب التأخير في تسليم المساعدات العسكرية الغربية خصوصاً.

ويعقد «المؤتمر حول السلام في أوكرانيا» عقب اجتماع «مجموعة السبع» المقرر من الخميس إلى السبت في جنوب إيطاليا، الذي سيشارك فيه زيلينسكي. ويأمل قادة «مجموعة السبع» التوصل إلى اتفاق بشأن الطريقة التي يمكن الاستفادة عبرها من الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا التي يستهدفها منذ فبراير 2022 هجوم روسي. وسينضم زيلينسكي بعد اجتماع «مجموعة السبع» إلى ممثلي أكثر من 90 دولة ومنظمة في سويسرا، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2889wwt6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"