قالت روسيا أمس إنها لا تستبعد رداً عسكرياً على هجوم أوكراني استهدف القرم، كما لا تستبعد رداً عسكرياً تقنياً على الولايات المتحدة بعد اتهامها بالمشاركة في اعتداء سيفاستوبول، فيما طلب وزير الدفاع الأمريكي من نظيره الروسي في محادثة هاتفية ضرورة إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الطرفين، ووصفت أوكرانيا الوضع في فوفشانسك شمال شرق أوكرانيا ب«غير المستقر»، بينما زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خط الجبهة في دونيتسك.
وأعلنت موسكو أن وزيري الدفاع الروسي أندري بيلوسوف والأمريكي لويد أوستن بحثا خلال مكالمة هاتفية الوضع في أوكرانيا. وقالت الوزارة الروسية في بيان إن «الوزيرين تبادلا وجهات نظرهما بشأن الوضع المتعلق بأوكرانيا»، مشيرة إلى أن بيلوسوف «أشار إلى خطر حدوث مزيد من التصعيد للوضع بسبب تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة أمريكية». وأضافت أن هذا الاتصال جاء بمبادرة من الولايات المتحدة.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن أوستن «شدد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في سياق الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا».
من جهته، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الأربعاء، إن موسكو لا تستبعد رداً عسكرياً على هجوم أوكراني على القرم بصواريخ أتاكمس قدمتها الولايات المتحدة لكييف، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة 151 آخرين. كما أكد نائب الوزير أن موسكو لا تستبعد رداً عسكرياً تقنياً على الولايات المتحدة بعد الاعتداء على القرم. وشدد ريابكوف على ضرورة الحفاظ على الاتصالات بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي لتحذير الولايات المتحدة من العواقب الثقيلة لنهج واشنطن تجاه أوكرانيا.
ميدانياً، وصفت أوكرانيا الأربعاء الوضع في مدينة فوفشانسك شمال شرق البلاد التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها وشن هجوم في منطقة خاركيف بأنه «غير مستقر». وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف على حسابه على تطبيق تيلغرام «الوضع غير مستقر وقتال الشوارع مستمر». وأضاف «تم احتجاز عشرات المحتلين في أحد المواقع الصناعية في مدينة فوفشانسك. ويحاول الروس القيام بعمليات اختراق لكنهم يسجلون خسائر باستمرار».
وتقع فوفشانسك على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الروسية وتحاول القوات الروسية أيضاً التقدم غرباً في قطاع ليبتسي. وشدد سينيغوبوف على أن «مهمة جيشنا هي تكبيد (القوات الروسية) أكبر قدر من الخسائر في ليبتسي وفوفشانسك. ويجب تدمير أكبر عدد ممكن من القوات والمعدات العسكرية والأسلحة».
وقالت الإدارة الروسية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الأربعاء إن قصفاً أوكرانياً دمر مقراً للتحكم في الإشعاع في فيليكا زناميانكا في منطقة زابوريجيا. وقالت الإدارة عبر تطبيق تيلغرام «نفذ متخصصون (في محطة زابوريجيا للطاقة النووية) عدداً من الإجراءات للسيطرة على الوضع الإشعاعي في المنطقة». وأضافت الإدارة أن مستويات الإشعاع لا تتجاوز المستويات الآمنة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه توجه الأربعاء إلى مدينة بوكروفسك القريبة من نقطة ساخنة في منطقة دونيتسك في شرق البلاد، حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين. وجاءت الزيارة بعد أيام على تعيين زيلينسكي الجنرال أندري غناتوف قائداً جديداً للقوات المشتركة عقب انتقادات لسلفه، في وقت تواجه كييف صعوبة في التصدي لقوات موسكو في الشرق منذ أشهر. وعين زيلينسكي غناتوف بعدما اتهم قائد عسكري كبير سلفه يوري سودول بعدم الكفاءة.
يذكر أنه من المقرر أن يحضر الرئيس الأوكراني زيلينسكي اليوم الخميس قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث سيوقع اتفاقاً بشأن «التزامات أمنية» للاتحاد الأوروبي تجاه كييف. وأوضح قصر الإليزيه الفرنسي أن زيلينسكي «سيحضر افتتاح اجتماعات المجلس الأوروبي لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا وخصوصاً مسألة الالتزامات الأمنية». وذكرت الرئاسة الفرنسية أن للاتحاد الأوروبي «التزامات أمنية» بمساعدة كييف في مواجهة روسيا، فضلاً عن اتفاقات ثنائية موقعة بين أوكرانيا ودول أعضاء عدة، بينها فرنسا. وبحسب مسؤولين أوروبيين، فقد صادقت الدول الأعضاء في التكتل على اتفاق بشأن هذه الضمانات الأمنية التي من المقرر توقيع اتفاق بشأنها اليوم الخميس.
وتشير مسودة للنص اطلعت عليها وكالة فرانس برس إلى أن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى مواصلة تمويل عمليات تسليم الأسلحة لكييف، وتدريب الجنود الأوكرانيين وتكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز قطاع الصناعات الدفاعية الأوكراني. لكن المسودة لا تتضمن أي تعهد ملموس بتقديم الاتحاد الأوروبي مساعدة جديدة. وعلى غرار بقية الاتفاقيات، ينص بند في الوثيقة على إجراء الاتحاد الأوروبي مشاورات مع أوكرانيا خلال 24 ساعة في حال شنت روسيا «عدواناً في المستقبل». (وكالات)
