بعث الروح والأمل

01:49 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* من تنادوا ودندنوا، باسم العالمية كثيرون، لكن من بلغوا مراتبها وعانقوا مجدها قليلون، ومع مونديال الأندية كنت «يازعيم» أنت الحدث وأنت الرواية، وأنت البطل، وإن كنت غير متوج باللقب في نهايتها، صغت تفاصيل الحكاية بأروع ما يكون، وختمتها بأبهى التألق والفنون، فظفرت بالمجد، وصنعت تاريخاً، ودوّنت أسطورة، صنع لك كبير القوم والعالم، وملكها الأول بلا منازع، ممراً شرفياً ليحييك، صفق لك طويلاً، وأنت تمضي إلى منصة تتويجك، فقد أبهرتهم بأمرٍ، فاق وخرق توقعاتهم، فما فعلته في هذه البطولة، أمر عظيم لن يُنسى، ستتناقله الأجيال تلو الأجيال، وسيحكون عن فصولها، ويرتلون لك تفاصيلها، ما بين قصيدة ومقال، وقصص تُحكى وخيال.
* أصبحت بالطاقة الإيجابية التي شاعت في الأجواء، من بعث في النفوس الإلهام، وغدوت خير من بث في الأرواح الإقدام، في صناعة وصياغة الروح الجماعية، والإخلاص في العمل، والجهد والمثابرة، والتضحية والتفاني، والقلب الواحد النابض، الذي تعاظم وتوحد، فصار خالياً من كل عيب، وعوض عن كل نقص وريب، تعاضد الجميع وتكاتف، وردّد اسمك الكل وتعاطف، ساندتك كل أطراف الإمارات، في برّها وبحرها وجوّها، وكنت خير سفير لكرة الإمارات وآسيا، أنت من حطم الظنون، بالضعف والهوان، ومسح كلمات العجز والخذلان، فكانت النهاية أروع ما يكون، وأحلام نستطيع أن نلمسها ونحققها، إذا توحدت الجموع.
* ها نحن نجد أنفسنا، لم نكد نهنأ ونفيق، من غمرة فرحنا الكبير، بهذا الإنجاز العظيم، لتأتي بطولة الأمم الآسيوية، ومرحلة جديدة من عمر هذا المنتخب، وبلائحة أسماء أخيرة، تم اختيارها بعناية، لتضع الأبيض على المحك القاري، بفريق يستحق الثقة، ويستحق البناء عليه مستقبلاً، وببعث الروح والأماني، وعودة الأمل من جديد، بتلك الرائحة الرائعة، البنفسجية العبقة، التي ما زالت عالقة في الأذهان، أن تلهم هذا المنتخب، بوجود عناصره، وتدفق شلال من الدعم والمؤازرة، والروح المعنوية والقوة الدافعة، التي عرف عنها، حين يكون الأمر، تمثيل وتشريف الوطن.
* إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد، في كل مكان، فاعلم أن فصل الربيع، حتماً سيأتيك، فافتح أبواب النوافذ، ولتستمتع به، مادام في عزمنا أمل، سنحقق الأحلام التي نريدها، ونمضي إلى الأمام، ونحقق الفوز بعزمنا وإرادتنا، فقط أظهر شخصيتك، وأبرز قدراتك وحدودك، «وقدّها يا الأبيض».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"