إنجاز إماراتي جديد

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

ربما كان الحلم الأكبر دخول الإمارات عالم الفضاء وإطلاق مسبار الأمل ووقوف أبنائها بجانب العلماء من الدول الكبرى في رحلات علمية استكشافية، والعودة إلى الأرض بسلام مسجلين إنجازاً تاريخياً ليس للإمارات فقط بل لكل العرب.. لكن الأيام تثبت أن الحلم ليس له سقف ولا حدود، وأن الإمارات تجد باستمرار ما تخترق فيه التوقعات وتحقق الإنجاز تلو الآخر، خصوصاً في مختلف المجالات العلمية، وها هي اليوم تؤكد أنها لا تكتفي بالريادة في مجال دون الآخر، من خلال تحقيقها «إنجازات على صعيد الاستراتيجية الوطنية للجينوم ومنظومة البحث والتطوير في علوم الجينوم».

اجتماع مجلس الإمارات للجينوم، الذي كشف عن النتائج التي توصّلت إليها «دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي»، يضعنا أمام حقائق علمية مذهلة، أولاً تضافر جهود مختلف الجهات في هذه الدراسة والإشراف على تنفيذها، من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إلى دائرة الصحة في أبوظبي، وهيئة الصحة في دبي، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وجامعة الإمارات، وجامعة الشارقة وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة لوبيك في ألمانيا، وشركة M42.. ثانياً السعي الحثيث إلى التقدم العلمي لتحقق الإمارات إنجازات تمكنها من تحسين جودة الحياة الصحية لأبنائها، حيث كشفت الدراسة عن ١٢٪؜ من المتغيرات الوراثية الجديدة، «وغير المكتشفة في خريطة الجينوم الإماراتي».

نتائج الدراسة تؤدي إلى فهم أعمق للعوامل الجينية المرتبطة بالأمراض الوراثية في الإمارات، ولا شك أنها تعزز من مكانة الدولة في مجالات الابتكار وعلوم الجينوم، وتطوير منظومة الصحة الوقائية بكل ما تشمل من أمراض وراثية وجينية، وبلا شك القدرة على تشخيص الأمراض وإيجاد العلاج بشكل أسرع؛ لكن لا ننسى أن أهمية هذه الدراسة لا تنعكس على الداخل فقط، كونها الأولى من نوعها على مستوى العالم «من حيث التركيز على التنوع الجيني في المنطقة العربية»، باعتبار أن الدراسات التي تمت حتى الآن تم إجراؤها على أشخاص من أصول أوروبية، بينما اعتمدت الدراسة الإماراتية على تحليل ٥٠ ألف عيّنة جينيّة، كما تم إطلاق منصة الجينوم المرجعي الإماراتي، «لتمثل التركيب الجيني لأكثر من ١٤٠ ألف مواطن إماراتي، وهي أكبر مجموعة في الشرق الأوسط حتى الآن»، لمساعدة الأطباء والباحثين في تحديد «عوامل مخاطر الأمراض الوراثية الشائعة بين المواطنين».

عودتنا الإمارات على ألا نستغرب، لكننا ما زلنا نندهش وننبهر بكل إنجاز وكل قفزة علمية وكل نجاح تحققه اليوم لبناء مستقبل أفضل، بجانب مساهماتها في كل ما يمكنه تطوير الأبحاث والعلوم في العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yamb7nr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"