عادي
باستخدام الذكاء الاصطناعي

بعد واقعة المعلمة.. «فضائح الصور المزيفة» تضرب 50 طالبة في أستراليا

16:33 مساء
قراءة 4 دقائق
«فضائح الصور المزيفة» تضرب 50 طالبة في أستراليا
«فضائح الصور المزيفة» تضرب 50 طالبة في أستراليا

باتت فضائح الصور المزيفة تضرب النظام التعليمي في أستراليا بشدة، بعد تكرار حوادث استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لخلق صور خادشة للطالبات والمعلمات على حد سواء، في ظل عجز القوانين الموجودة هناك عن مواجهة هذه الظاهرة.

وبعد أيام من طرد طالب من كلية ساليسيان، وهي مدرسة كاثوليكية في جنوب شرق ملبورن، بعد أن أنشأ صوراً خادشة مزيفة لمعلمة تم تداولها في جميع أنحاء المدرسة، هزت فضيحة أخرى مدرسة على أطراف مدينة ملبورن في فيكتوريا، إذ انتشرت صور مزيفة ل 50 طالبة في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر، أي بين 14 و18 عاماً.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن أحد طلاب المدرسة هو من قام بالتلاعب بصور الطالبات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحولها لصور فاضحة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث ألقت الشرطة القبض عليه ثم أطلقت سراحه، في انتظار مزيد من التحقيقات.

وأشارت نقابة التعليم المستقلة في أستراليا، وفقاً لقناة أى بي سي، إلى أن هذه ليست الأمثلة الوحيدة لاستهداف النساء والأطفال بمواد خادشة مزيفة داخل النظام المدرسي. وكشفت عن تقديم «الدعم للعديد من المعلمين الذين وقعوا ضحية لطلابهم».

وأكد المتحدث باسم النقابة: «كانت هذه أحداثاً مدمرة للموظفين المعنيين وأسرهم».

وقد أثارت هذه الوقائع تساؤلات في أستراليا حول استخدام الذكاء الاصطناعي بين الأطفال والغرض من بعض مواقع الويب والتطبيقات التي يمكن الوصول إليها بسهولة، حيث يمكن إنشاء هذه الصور.

ويشير متخصصون إلى أن الجناة لا يفكرون غالباً في العواقب التي قد يخلفها هذا النوع من المواد على الشخص طوال حياته، خاصة بالنظر إلى مدى واقعية الصور. وقالت: «هذا لديه القدرة على التأثير في كل جانب من جوانب حياتك من إمكانية توظيفك، ومن قدرتك على الكسب في المستقبل، ومن سمعتك إلى صحتك العاطفية والعقلية والجسدية».

قالت كل من مدرسة باكوس مارش الثانوية وكلية ساليزيان إن لديهما برامج تعليمية لتعليم الطلاب العلاقات المحترمة والسلامة الإلكترونية.

لكن الاتحاد الدولي للتعليم انتقد بعض المدارس والأنظمة المدرسية، لعدم أخذ الحوادث على محمل الجد في بعض الأحيان.

  • قوانين غير كافية

ورغم أن فيكتوريا هي الولاية الأسترالية الوحيدة التي تعتبر فيها مشاركة «المواد الإباحية» المزيفة جريمة جنائية، فقد انتشرت الوقائع بها، وترى الأستاذة المساعدة في علم الإجرام بجامعة موناش آشر فلين، إن اقتراح الحكومة بإدخال قوانين من شأنها أن تجعل مشاركة المواد الإباحية المزيفة غير المقبولة جريمة جنائية لم تذهب إلى أبعد من ذلك.

وأضافت: «أشعر بأنه كان يجب التفكير في كيفية فرض المزيد من العبء على الأشخاص الذين يصنعون هذه الأنواع من الأدوات لاستخدامها من قبل الناس، على سبيل المثال توسيع صلاحيات مفوض السلامة الإلكترونية وتوسيع الموارد المتاحة لهم».

وأوضحت: «ما نحتاج إلى رؤيته هو المزيد من الاعتراف والعبء على مقدمي التكنولوجيا ومطوري التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية».

ولا تغطي القوانين الجديدة سوى الصور التي تم إنشاؤها لأشخاص تزيد أعمارهم عن 18 عاماً. ويتم التعامل مع مواد استغلال الأطفال، كما في حالة طالبات المدرسة بشكل منفصل.

وقالت: «هذه قضية عالمية ولا يوجد الكثير مما يمكن لأستراليا القيام به، لأنها تتعامل مع مرتكبي الجرائم الذين يمكن أن يقيموا على الجانب الآخر من العالم».

وفي عام 2022، فرضت حكومة الولاية أحكاماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات على استخدام التكنولوجيا لإنشاء أو مشاركة مواد إساءة معاملة الأطفال، أو مواد جنسية صريحة دون موافقة.

وقدمت الحكومة الأسترالية هذا الشهر تشريعاً لتجريم توزيع المواد الإباحية المزيفة في جميع أنحاء البلاد، وبموجب القانون المقترح، يمكن أن يواجه الجناة عقوبة السجن لمدة تصل إلى ست سنوات، بسبب مشاركة مواد جنسية صريحة غير موافقة عليها.

  • مشكلة عالمية

وتأتي هذه الواقعة في الوقت الذي تضغط فيه الحكومة لسن قوانين جديدة لفرض عقوبات بالسجن على الجناة الذين يقومون بإنشاء ومشاركة الصور التي تصنعها أدوات الذكاء الاصطناعي، بغرض ابتزاز الضحايا وتشويه سمعتهم.

وتحاول دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، معالجة الارتفاع المثير للقلق في المواد الإباحية المزيفة، حيث تم إنشاء ونشر صور مزيفة عميقة لفتيات المدارس ومشاركتها - في بعض الحالات، من قبل تلاميذ المدارس كما يُزعم.

وتقول شركات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك X وMeta، إن جميع المواد الإباحية غير التوافقية محظورة على منصاتها، لكن الصور الفاضحة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي تستمر في الانتشار بسرعة عبر الإنترنت.

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قادت طالبة المدرسة الثانوية في نيوجيرسي، فرانشيسكا ماني، 14 عاماً، المطالب العامة بشن حملة فيدرالية في الولايات المتحدة ضد المواد الإباحية المزيفة العميقة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، قائلة إنه تم التلاعب بصورها وعشرات من زملائها في مدرسة «ويستفيلد» الثانوية.

ومن بين الضحايا البارزين للصور التي تم التلاعب بها بشكل واضح، تايلور سويفت وعضوة الكونغرس في نيويورك، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bwbskhn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"