عادي
استمرار الحرب يخلق أزمات عالمية

«قمة أوكرانيا» تختبر «مساعي السلام» وسط مخاوف بشأن الأمن الغذائي والنووي

06:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
قمة أوكرانيا في سويسرا
قمة أوكرانيا في سويسرا

بورجنشتوك (سويسرا) – رويترز
اجتمع زعماء من دول العالم في منتجع بجبال الألب السويسرية، السبت، سعياً إلى التوصل لتوافق أوسع لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة تجاهلتها الصين ووصفتها روسيا بأنها مضيعة للوقت.
وشاركت أكثر من 90 دولة في القمة، لكن غياب الصين على وجه الخصوص بدد الآمال في أن تظهر القمة روسيا على أنها معزولة عالمياً، كما وضعت انتصارات عسكرية روسية مؤخراً، أوكرانيا في موقف دفاعي، بينما حولت الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» الانتباه بعيداً عن أوكرانيا.

الصورة
قمة أوكرانيا في سويسرا

  • الأمن الغذائي والنووي


وركزت المحادثات على مخاوف أوسع نطاقاً أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي. لكن تركيا والسعودية، وهما من الدول المرشحة لاستضافة حدث آخر على غرار هذه القمة، قالتا إن مشاركة روسيا ضرورية لتحقيق أي تقدم ملموس.
وجاء في مسودة البيان الختامي للقمة بأن «الحرب» التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا تسببت في «معاناة إنسانية ودمار على نطاق واسع وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم» وحثت على احترام سلامة أراضي أوكرانيا.
وتدعو الوثيقة المؤرخة في 13 يونيو / حزيران أيضاً إلى استعادة كييف السيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية وضمان استخدام كييف لموانئها المطلة على بحر آزوف.


  • مسودة بيان مشترك لقمة أوكرانيا


وأشارت المسودة إلى أن «القمة عقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة».
وأكدت التزام الدول المشاركة «بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي ومبادئ السيادة وسلامة أراضي جميع الدول ومنها أوكرانيا».
وأوضحت المسودة أن «أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية يجب أن يكون آمناً ومحمياً وسليماً من الناحية البيئية»، مشددة على ضرورة أن «تعمل محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومنها محطة زابوريجيا تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها».
وأضافت أن «أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب الجارية ضد أوكرانيا أمر غير مقبول».
وشددت على ضرورة «إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال التبادل الكامل وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني».

الصورة
قمة أوكرانيا في سويسرا

  • أساس لتحقيق السلام


وعبر الزعماء في المسودة عن الاعتقاد «بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينها».
وأشارت المسودة إلى أن «ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساساً لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا».
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع «أنها ستصنع التاريخ».
وقال زيلينسكي للزعماء المجتمعين «اليوم هو اليوم الذي يبدأ فيه العالم الطريق صوب تحقيق نهاية سلمية عادلة».
وأوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن نائبته كاملا هاريس بدلاً منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف.
وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا، حيث تتعرض البنية التحتية لضربات جوية روسية منذ بدء الحرب في فبراير / شباط 2022.
وعشية القمة، قال بوتين إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف وحلفاؤها سريعاً.
ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب.
وقالت هاريس تعليقاً على ما قاله بوتين «إنه يدعو إلى الاستسلام... لن ندع أي أمر بشأن نهاية هذه الحرب يتحدد دون أوكرانيا».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «إبقاء الصراع على ما هو عليه الآن بوجود قوات أجنبية على أراض أوكرانية ليس هو الحل، بل هو وصفة لنشوب حروب عدوانية أخرى في المستقبل».
 

الصورة
قمة أوكرانيا في سويسرا

  •  الصين وروسيا


وأعلنت الصين أنها ستقاطع القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة. وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها ترى أن قرار بكين اتخذ بناء على طلب من موسكو.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: «بوتين ليس مهتماً بتحقيق سلام حقيقي». 
وأضاف أن بوتين «أطلق حملة دبلوماسية مستمرة ضد هذه القمة وروج لسرد زائف حول استعداده للتفاوض».
ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس القمة بأنها «نبتة صغيرة تحتاج إلى ريّها وتغذيتها وإلى رعاية فائقة» وهو ما قد يؤدي إلى تحقيق نتائج في المستقبل.
لكن دولاً من بينها تركيا والسعودية وكينيا قالت إن غياب روسيا يمثل عقبة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان «يجب أن أشير أيضاً إلى أن هذه القمة كان من الممكن أن تركز بشكل أكبر على النتائج لو كان الطرف الآخر في الصراع، وهو روسيا، حاضراً في القاعة».
من جهته أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المحادثات التي تحظى بالمصداقية ستتضمن «تنازلات صعبة».
بينما أشار المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى أن هذه القمة فرصة للبدء في بناء توافق عالمي أوسع للضغط على روسيا.
وأضاف نيهامر: «يبدو الأمر كما لو كنا (الغرب) لا نسمع إلا أنفسنا وصدى أصواتنا في غرفة مغلقة. تتفق جميع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة على ما نريد أن يحدث مع أوكرانيا... لكن هذا وحده لا يكفي».
وقال بوب دين، وهو زميل بحث بارز في معهد كلينجينديل البحثي ومقره هولندا، إن الدعوات المطالبة بمشاركة روسيا في المحادثات ستزداد قوة بمرور الوقت.
وأضاف دين أمام منتدى على هامش القمة: «هناك خطر من أنه إذا انتظرت أوكرانيا أكثر من اللازم فقد ينتهي الأمر بظهور صيغ منافسة. وقد تواجه (كييف) خطر خسارة عامل المبادرة».
وينظم داعمو أوكرانيا على هامش القمة سلسلة من الفعاليات في مدينة لوسيرن القريبة بهدف لفت الانتباه إلى التكلفة الإنسانية للحرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tfv6ja9t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"