عادي
بعد اتهامه الجيش والشاباك بالخيانة

نجل نتنياهو المدلل.. سجل حافل من «التخوين»

23:28 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - متابعات

عاد يائير نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحمل سجلاً حافلاً من السجالات مع الأجهزة الإسرائيلية إلي الواجهة مجدداً، حيث اتهم جهاز الأمن العام (الشاباك) ب «الخيانة»، وذلك في أعقاب بعد تراجع موجة الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه بعد تسببه في غضب آلاف الإسرائيليين حين أطل من شقة فاخرة بأمريكا في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

واتهم نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ب «الخيانة» في مواجهة هجمات حركة حماس بمحاذاة قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية وقف تحقيق يجريه مراقب الدولة ماتانياهو أنجلمان في إخفاقات 7 أكتوبر، لحين عقد المحكمة جلسة استماع في يوليو/ تموز المقبل.

ومنتقداً قرار المحكمة، تساءل يائير، عبر منصة «إكس»، الاثنين: «ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إذا لم تكن هناك خيانة، فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟».

وأضاف: «لماذا يستمر قادة الجيش والمخابرات في الادعاء بأنه تم ردع حماس؟ أين كان سلاح الجو في 7 أكتوبر؟».

واتهم يائير المحكمة نفسها بقوله: «لجنة تحقيق الدولة، على الرغم من اسمها المنمق، يرأسها قاضٍ من المحكمة العليا، وبالتالي يتم استخدامها كلجنة تستر لليسار»، في إشارة إلى معارضي حكومة والده.

وفي الأشهر الماضية، أعلن قادة كبار بأجهزة الأمن والمخابرات والجيش تحملهم مسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر، بينما يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية عن هجمات حماس.

وتتهم المعارضة نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الخاصة، ولاسيما الاستمرار في منصبه، والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، ولاسيما القضاء على حماس واستعادة الأسرى من القطاع.

وكان نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية أثار في بداية تفجر الحرب على قطاع غزة، غضب آلاف الإسرائيليين حين أطل من شقة فاخرة في أمريكا، مستمتعاً بينما يرافقه حراس، فيما كان العديد من الشبان الإسرائيليين من عمره منخرطين في الحرب.

ولدى يائير نجل نتنياهو المدلل سجل حافل بالتخوين تجاه الأجهزة الإسرائيلية ومنتقدي والده لاسيما من الأحزاب المعارضة أو الأجهزة الأمنية التي يرى أنها تخالف سياساته، حيث شن قبل يومين هجوماً على 3 من كبار قادة الأمن في البلاد ووصفهم بأنهم «إخفاقات قاتلة».

وشارك نجل نتنياهو، منشوراً يظهر صوراً لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا.

وكان الفيديو مرفوقاً بعبارة: «3 إخفاقات قاتلة هي تعيينات من رجل واحد»، وبعدها، جرى الانتقال إلى مقطع آخر يظهر رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس، المستقيل مؤخراً من حكومة الحرب، وعبارة «ملك الفكرة».

والأشخاص الثلاثة المذكورون تم تعيينهم في عهد حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، وفي تلك الفترة كان غانتس يشغل منصب وزير الدفاع.

  • تخوين الصحافة واليساريين

وفي مطلع ديسمبر 2018 اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الاعتذار عن التصريحات التي أدلى بها نجله المدلل يائير، وفيها شتم اليساريين اليهود والصحافة العبرية واتهمهما بالخيانة.

وقال نتنياهو الأب: «أنا لا أحب الاتهامات بالخيانة من أي جهة كانت، حتى لو كان ابني، فهذه لغة لا مكان لها بيننا».

وكان يائير نتنياهو، نشر آنذاك على صفحته في موقعي «فيسبوك» و«تويتر»: «الآن بات مسموحاً أخيراً استخدام هذه الكلمة، وأنا أقول ما يفكر به الجميع في الدولة... المنظمات اليسارية التي تموّلها حكومات أجنبية معادية، والسياسيون اليساريون، والإعلاميون الذين يقفون دائماً إلى جانب العدو، ودائماً ضد المصالح اليهودية، ويتعاملون بقلوب قاسية مع ضحايا الإرهاب، ومع المستوطنين، هم خونة، يخونون إسرائيل ومصالحها».

  • تخوين المدعي العام والشرطة

وفي ديسمبر 2022 نأى بنيامين نتنياهو مجدداً بنفسه عن تصريحات لنجله تحدث فيها عن أولئك المسؤولين عن محاكمة والده بتهمة الفساد، حيث دعا في مقابلة إذاعية إلى محاكمة أولئك المسؤولين في مكتب المدعي العام عن محاكمة والده بالفساد، بتهمة الخيانة.

وكتب نتنياهو الأب عبر موقع تويتر آنذاك «أحب ولدي يائير وهو شخص مستقل بآرائه»، وأضاف أن «كل شخص له الحق في الإعراب عن النقد، ولكنني أختلف مع تصريحاته التي نشرت».

وتحدث يائير نتنياهو في المقابلة عن «انقلاب سياسي خبيث»، وقال: إن المدعي العام والشرطة كانا على علم «بأنهم كانوا يخططون للإيقاع برجل بريء، تصادف أنه سيكون رئيساً للوزراء منتخباً من الشعب الإسرائيلي»، وفق تعبيره.

وأضاف يائير «هذا يوصف بأنه خيانة.. والجميع مدعوون للنظر في القانون والاطلاع على عقوبة الخيانة. سأقول فقط: إنها ليست حكماً بالسجن». وترجمت وسائل إعلام إسرائيلية ذلك بأنه تلميح إلى عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة.

واستندت محاكمة بنيامين نتنياهو بتهمة الفساد، والتي بدأت في عام 2020، إلى اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي رشى. وينفي بنيامين نتنياهو دائماً هذه الاتهامات، قائلاً: إنه يتعرض للاضطهاد.

ولا يشغل يائير نتنياهو أي منصب حكومي، لكن ينظر إليه على نطاق واسع بأنه مستشار نافذ لوالده.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 37347 قتيلاً، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وقالت الوزارة: «ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 37347 قتيلاً، و85372 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول»، مضيفةً: «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرق، ويمنع الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم».

ويرتفع عدد القتلى في غزة على نحو مطّرد، على الرغم من المناشدات الدولية للقوات الإسرائيلية، للحد من الضرر الواقع على المدنيين في المرحلة الجديدة، لهجومها العسكري البري في غزة الذي بدأته في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، بعد انتهاء هدنة مع حركة حماس.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» في غزة.

وقصفت الضربات الجوية الإسرائيلية المنشآت الصحية والمستشفيات، فيما اعتقلت إسرائيل عدداً من العاملين في القطاع الطبي أثناء هجومها البري، وتعدّ الخدمات الصحية بغزة في وضع كارثي، وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4pappn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"