وجود القدوة في حياة طفلك ليس عنصراً إضافياً، بل هو أساسي وضروري لتربيه سليمة، فالدور الذي تلعبه القدوة في حياة الطفل يمكن أن يحدد مسارات نجاحه وتطوره على المدى الطويل، ويضمن له حياة مليئة بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.
ويُشير مفهوم القدوة إلى الشخص الذي يقتدي به الطفل ويتأثر بتصرفاته وأقواله، سواء كان أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة أو معلماً، أو قائداً.
ويلعب وجود القدوة دوراً محورياً في توجيه سلوك الطفل وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية في نفسه وتطبيقها، فعندما يرى الطفل سلوكاً إيجابياً مثل الصدق والاحترام والتسامح من الشخص الذي يعتبره قدوة له، يعمل على تقليد هذه السلوكيات في حياته اليومية بحيث تصبح أسلوب حياة. ويعزز التعلم من خلال القدوة أو النمذجة مفهوم الذات لدى الطفل، وتساعد أيضاً القدوة في تحفيز الطفل وتحقيق تطلعاته، وتلعب دوراً حاسماً في توفير الدعم العاطفي والنفسي للطفل.
وأن تكون قدوة لطفلك هو أحد أهم الأدوار التي يمكنك أن تلعبها كوالد أو ولي أمر، فالأطفال يتعلمون الكثير من خلال مراقبة سلوكيات والديهم وتقليدها، ولكي تكون نموذجاً وقدوة إيجابية لأطفالك، يتطلب منك ذلك أن تكون واعياً بسلوكياتك وتصرفاتك في كل لحظة، فالأطفال يلاحظون كل شيء، لذلك من المهم أن تكون مثالاً يحتذى به في جميع جوانب الحياة من خلال التزامك بعدد من المبادئ، من ضمنها التحلي بالصدق والأمانة والالتزام بالوعود، وإظهار الاحترام والاستماع والتقدير للآخرين، والتحلي بالمثابرة والاجتهاد والإتقان عند إنجاز أي عمل، والالتزام بأدب التواصل والحديث مع الآخرين فهو يعكس مستوى أخلاقك ويرفع قيمته.
ولا بد لك كقدوة، أن تمارس العادات الصحية والسليمة كممارسة النشاط البدني والتغذية السليمة، والاهتمام بالتعلم المستمر والقراءة والاطلاع، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية.
وأخيراً، أن تكون قدوة لطفلك هو نوع من التربية غير المباشرة التي تُكسب الطفل القيم والأخلاق بالملاحظة والتقليد. وانتباه الوالدين لسلوكياتهما والتركيزعلى القيم والسلوكيات السليمة هو الأساس لتربية إيجابية.