د. موزة سيف الدرمكي*
الفقاعة الرقمية هي البيئة الافتراضية التي يعيش فيها أطفالنا محصورين داخل العالم الرقمي، حيث يقتصر تفاعلهم على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو نتيجة طبيعية في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا تحيط بنا من كل جانب كالهواتف الذكية والإنترنت والأجهزة اللوحية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع فوائدها الكبيرة إلا أنها أصبحت مصدر قلق لأولياء الأمور والمربين، حيث تأتي بتحديات ومخاطر تهدد سلامة أطفالنا وتطورهم النفسي والاجتماعي.
ومن التأثيرات الإيجابية للفقاعة الرقمية على أطفالنا إتاحتها التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم والمقربين بكل سلاسة ويسر، كما يمكن لأطفالنا الاستفادة من تطبيقات التعليم الإلكترونية لتطوير مهاراتهم، هذا بالإضافة إلى الألعاب التي تعتمد على التيقظ وسرعة الاستجابة، وبالتالي تنمية الذكاء وبعض جوانب التفكير.
وما جعل التكنولوجيا والأجهزة الرقمية أشد جذباً لأطفالنا والمستحوذ الأول على اهتماماتهم حرص المنتجين والمزودين بهذه البرامج والتطبيقات على إدخال عناصر الجذب لتلك الألعاب والتطبيقات كالألوان، والأصوات، والسرعة والتفاعل، ما يوفر عنصر التشويق، هذا بالإضافة إلى وجود عنصر التحدي الذي يجعل الطفل ما إن ينتهي من جولة حتى ينخرط في أخرى.
وبالطبع ما يعزز ذلك ويزيد من حجم الوقت الذي يقضيه الطفل في عالمه الافتراضي هو انشغال الوالدين، وطول وقت الفراغ الذي يقضيه الطفل دون جدول منظم أو برامج ذات قيمه، ما يقود إلى عدد من المخاطر من ضمنها الإدمان الرقمي لدى الأطفال، والتعرض لمحتويات مسيئة وغير مناسبة عبر الإنترنت.
وللتعامل مع الفقاعة الرقمية التي تقوقع فيها أبناؤنا يجب على أولياء الأمور وضع حدود زمنية لاستخدام الأطفال للأجهزة الرقمية، وعدم السماح بدخول هذه الأجهزة غرف النوم، والتأكد من أن استخدامها متوازن مع أنشطتهم اليومية الأخرى، بالإضافة إلى تفعيل المراقبة لأجل الوعي والتوجيه.
* جامعة كلباء