عادي

الرئيس الصيني يكشف «الفخ» الأمريكي: لن نبتلع «طُعمَ» تايوان

17:46 مساء
قراءة 3 دقائق
الرئيس الصيني
(وكالات)
تفاقمت التوترات بين الصين وتايوان، ووصل الصراع إلى مديات بعيدة، مع زيادة وتيرة التهديدات الصينية بضم الجزيرة ولو بالقوة، وتمسك تايبيه بالاستقلال في وجه العملاق الآسيوي، متلقية دعماً غير محدود من الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً، وكان آخرها التصديق على صفقة محتملة لبيع منظومة قذائف مضادة للدروع لتايوان تتجاوز قيمتها 60 مليون دولار، وأكثر من 290 طائرة مُسيّرة، في حين أكد الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، أن بلاده لن ترضخ لضغوط الصين.
وترى الصين أن التدخل الأمريكي يهدف في أساسه إلى دفع المنطقة للحرب وجعل تايوان «طُعماً»، بهدف استنزاف «التنين» بحرب تعيدها سنوات للوراء، خصوصاً في ظل تقدمها المتسارع اقتصادياً وعسكرياً يجعلها في موقف الند مع واشنطن قطباً عالمياً يعتد به.

محاولة خداع

ووفق موقع «بزنس إنسايدر» الأمريكي، فقد اتهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الولايات المتحدة بمحاولة «خداع» بلاده لحملها على غزو تايوان، يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر بين البلدين بشأن قضية تايوان.
وحسب الموقع، فقد وجّه شي جين بينغ الاتهام خلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في إبريل من العام الماضي، وبحسب ما ورد، قال الرئيس الصيني إن الولايات المتحدة حاولت استفزاز بلاده لدفعها إلى القيام بعمل عسكري ضد تايوان، لكنه قال إن بلاده «لن تبتلع الطعم»، بحسب تعبيره.
وتعد هي المرة الأولى المعروفة التي يقدم فيها شي جين بينغ مثل هذا الاتهام المباشر لزعيم أجنبي، على الرغم من أنه تحدث عن هذه الاتهامات في وقت سابق أمام المسؤولين في بلاده، بحسب الصحيفة.
وأشار الرئيس الصيني، خلال الاجتماع، إلى أهمية تايوان البالغة بالنسبة لبلاده، مشدداً في الوقت ذاته على أن بكين لن تقدم أي تنازلات بشأن قضية تايوان. غير أن الاتهام ضد الولايات المتحدة لم يتم تضمينه في البيان الصحفي الرسمي الذي صدر بعد الاجتماع.

«الغموض الاستراتيجي»

وتحافظ الولايات المتحدة على سياسة «الغموض الاستراتيجي» في تعاملها مع تايوان، فمن ناحية، وضعت الولايات المتحدة نفسها كأقرب حليف لتايوان، حيث قدمت الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري. ومع ذلك، تجنبت عمداً تقديم التزامات صريحة بالدفاع عن تايوان عسكرياً في حالة تعرضها لهجوم عسكري صيني. وفي السنوات الأخيرة، برزت دلائل تشير إلى أن الكونغرس الأمريكي أصبح أكثر دعماً بشكل علني لتايوان، ما يشير ربما إلى تبني موقف أمريكي أكثر حزماً ووضوحاً عندما يتعلق الأمر بدعم تايوان.
والتقى وفد من الكونغرس الأمريكي، الشهر الماضي، مع كبار المسؤولين التايوانيين لمناقشة العلاقات الأمريكية التايوانية بعد أيام قليلة من إجراء الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة.

«السلم يتآكل»

وتشعر الصين بالقلق بسبب التقارب الأمريكي التايواني، لذا فإنها أصبحت أكثر شدة في تعاملها مع الملف التايواني، فقد قال وزير الدفاع الصيني دونغ جون، إن جيش بلاده مستعد لمنع استقلال تايوان «بالقوة». جاء ذلك في المنتدى الأمني السنوي في سنغافورة.
وحذّر دونغ من أن احتمالات «إعادة الوحدة» سلمياً مع تايوان «تتآكل»، على نحو متزايد بسبب الانفصاليين التايوانيين والقوى الخارجية، وتعهّد بضمان عدم حدوث الاستقلال أبداً. وأكد دونغ أن «جيش التحرير الشعبي الصيني سيتحرك بحزم وبقوة في كل حين لمنع استقلال تايوان.. وكلّ مَن يجرؤ على فصل تايوان عن الصين سيُسحق».
وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية ستصبح في نهاية المطاف تحت سيطرة بكين، لكن الجزيرة تعتبر نفسها كياناً مستقلاً.

«لن نرضخ لبكين»

وقالت وزارة الدفاع التايوانية تعليقاً على صفقة السلاح الأمريكية لإحدى القنوات الإعلامية: «في مواجهة العمليات العسكرية المتكررة للحزب الشيوعي الصيني في محيط تايوان، وافق الجانب الأمريكي على بيع أسلحة تمكننا من الرد بسرعة على تهديدات العدو».
يأتي ذلك في حين قال رئيس الجزيرة: إن بلاده لن ترضخ لضغوط بكين، وأكد أن «ضم تايوان هو سياسة وطنية لجمهورية الصين الشعبية». وقال لاي تشينغ تي، خلال مؤتمر صحفي نظم في ختام أول شهر من ولايته، إن «شعب تايوان سيدافع بقوة عن السيادة الوطنية وسيحافظ على أسلوب حياته الدستوري الديمقراطي الحر».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5h8k6rad

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"