** في زمن عزت فيه القيم والمثل العليا وصارت تحكمه لغة المصالح، وانكمشت فيه العلاقات الإنسانية المباشرة بين الناس وحلت محلها رسائل صمّاء عبر وسائل التواصل، يجب أن نشيد ونحتفي ونقدر ونزكي تلك المبادرة التي رعاها ودعا إليها سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، لتكريم الرياضي الأصيل والقطب الشرقاوي الكبير أحمد الفردان بمناسبة عودته بحمد الله من رحلة العلاج.
** إنها لمسة وفاء صادقة بدت مثل نسمة باردة في حر الجفاء، وذكرتنا جميعاً برموز ورجالات ماضينا الجميل الذي يحاول البعض أن يطوي صفحته بدعوى الحداثة.. لكن في وجود قدوة خبيرة ومبادرة هو سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، الذي استطاع أن يلم شمل الندين اللدودين (الشرقاوي والشعباوي) تحت راية واحدة في أقل من عام بعد قرار الدمج التاريخي للناديين.. وفي وجود شخصية رائعة مثل «أبو راشد» جديرة بالتقدير والامتنان على عطائها الرياضي الغني والمتنوع، يجب أن نستدرك ونقول بملء الفم «إن الدنيا مازالت بخير، وإن الوفاء لن يندثر لأن له ناسه».
** كان الحفل الذي جرى أمس في قاعة الدانة بالشارقة لاستقبال الفردان احتفالية حب وتقدير وعرفان، تداعت فيها الذكريات، واختلطت فيها المشاعر، وتجلت فيها كل المعاني الجميلة، بحضور قامات كبيرة من رموز وأقطاب الحركة الرياضية عبر أربعة عقود من الزمان. ولا أبالغ إذا قلت إن المناسبة كانت أشبه بالعيد، بما جمعت من أجيال ولمة حلوة قلما تتكرر، فكل الحضور جالت في خاطرهم أسئلة كثيرة تمتد إجاباتها من الماضي إلى الحاضر، ومع الأحضان ودموع الفرح باللقاء من بعد الغياب، تساءل الجميع.. لماذا لا يلتقي هذا الجمع الفريد من آن إلى آخر، ولماذا لا تتم الاستفادة من هذا الرعيل الذي يتمتع بكل هذا الثراء من التجارب والخبرات؟
** كان «أبو راشد» بما يحمله في صدور كل الحضور من محبة وتقدير هو القاسم المشترك في هذا الحفل، والرسالة التي يجب أن تبقى في البال على مر الأجيال من مبادرة الوفاء، أن من يعمل بإخلاص وتفان ونكران للذات، سيجد التكريم حاضراً في كل لفتة وكل نظرة وكل لمسة. ولعل الصور التذكارية العديدة التي عمدت إلى توثيق اللحظة التاريخية قد خلّدت في ظلالها بعض المعاني الجميلة التي نتحسر على غيابها في هذا الزمان.
ضياء الدين علي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
