عادي

هل يتفكك «الناتو» بسبب هزات سياسية محتملة في أمريكا وفرنسا؟

22:24 مساء
قراءة 3 دقائق

بروكسل - أ ف ب

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الخميس، أن الحلف بتاريخه المضطرب الممتد 75 عاماً، قادر على مواجهة أي احتمال، بما في ذلك الانتخابات في فرنسا، أو الولايات المتحدة.

وقبل ساعات من المناظرة الانتخابية الأولى بين جو بايدن، ودونالد ترامب، سعى ستولتنبرغ للطمأنة. وقال المسؤول النرويجي للحلف في مقابلة مع «فرانس برس»: «أتوقع أن تظل الولايات المتحدة حليفاً قوياً في الحلف الأطلسي، بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية، لأن ذلك يصب في مصلحة الولايات المتحدة من أجل أمنها».

وتثير عودة محتملة لترامب إلى البيت الأبيض الذي وصف في الماضي الحلف الأطلسي، بأنه منظمة «عفا عليها الزمن»، قلقاً في بروكسل، وعواصم أوروبية عدة. واحتمال تشكيل حكومة من اليمين المتطرف في فرنسا، بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي تجري دورتها الأولى، الأحد، يثير القلق نفسه في أوساط قادة «الناتو»، والاتحاد الأوروبي.

لكن وفقاً لستولتنبرغ، فإن التقلبات السياسية التي شهدها الحلف منذ تأسيسه عام 1949 جعلته أكثر متانة.

وأوضح ستولتنبرغ ردّاً على سؤال عن مخاطر تفكك الحلف بعد الانتخابات الأمريكية والفرنسية: «الأمور ليست محفورة في الصخر، ولا هي قانون الطبيعة. هذه قرارات سياسية نتخذها يومياً، لكننا أثبتنا أننا قادرون على التوصل إلى أقصى درجات الصمود، لأن من مصلحتنا أن نبقى معاً، وهذا ينطبق على الولايات المتحدة، وأوروبا، على حد سواء».

«مرونة»

كمثال على «المرونة»، ذكّر الزعيم النرويجي الذي سيتنحى عن منصبه في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بعد عشر سنوات على رأس الحلف، بالصدمة التي سببها القرار الفرنسي الانسحاب من القيادة العسكرية المتكاملة للحلف عام 1966.

وأضاف أنه خلال 75 عاماً «واجهنا نقاشات داخلية عدة، وتساؤلات عدة حول قوة الحلف، والعديد من الشكوك حول قدرتنا على البقاء معاً، بدءاَ من أزمة 1966، والقرار الفرنسي بالانسحاب من قيادة الناتو».

وأضاف أنه في كل مرة صمد الحلف، و«أتوقع أن يظل قويا»، مهما كانت المخاطر المقبلة. وأوضح أن الناتو نجح أيضاً في التكيف.

وأكد المسؤول النرويجي أن «انتقادات الرئيس السابق دونالد ترامب، لم تكن موجهة ضد الناتو، بل ضد الحلفاء (داخل) الناتو الذين لا يدفعون ما يكفي».

وتابع، أن هذا الوضع تغير الآن، إذ تخصص 23 دولة، من أصل 32 بلداً عضواً، ما لا يقل عن 2% من إجمالي الناتج المحلي للإنفاق العسكري. وأوضح: «نحن في وضع أفضل لإثبات أن الولايات المتحدة لا تتحمل وحدها عبء النفقات».

تهديد روسي

وذكر ستولتنبرغ أن ترامب لم يكن أول رئيس أمريكي يشكو من عدم التزام الأوروبيين بتمويل دفاعهم. وأوضح أن ترامب كان «صريحاً جداً، ومباشراً للغاية في انتقاداته للحلفاء. وصاغ بايدن الرسالة نفسها، لكن بالطبع بأسلوب مختلف، ولهجة مختلفة». لكن الرسالة ظلت كما هي: «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو».

وأظهر ستولتنبرغ ثقة كبيرة بقدرة الحلف على مواجهة روسيا. وأضاف: «متأكد تماماً من أن الناتو لديه القوة الكافية لمنع الهجمات في المستقبل، كما أثبتنا طوال هذه السنوات».

وحلف شمال الأطلسي ليس في حالة حرب مع موسكو، على الرغم من أنه الداعم الرئيسي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

ومن وجهة النظر هذه، لا يعتقد ستولتنبرغ، أن روسيا قادرة على تحقيق خرق كبير في ساحة المعركة.

وأكد قائلاً: «ليس لدينا أي مؤشر، أو سبب للاعتقاد بأن روسيا لديها القدرات أو القوات اللازمة لتحقيق خرق كبير»، لكنه أكد أن موسكو ستواصل محاولاتها، وستشن هجمات جوية ضد أوكرانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4szrm3ye

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"