عادي

«الذخائر تنفد والقوات تقل».. جنرالات إسرائيل يضغطون لوقف القتال في غزة

16:54 مساء
قراءة 4 دقائق
«الذخائر تنفد والقوات تقل».. جنرالات إسرائيل يضغطون لوقف القتال في غزة

إعداد: محمد كمال

كشف مسؤولون أمنيون إسرائيليون، الثلاثاء، أن القيادة العسكرية في إسرائيل تريد وقف إطلاق النار في غزة في حالة اندلاع حرب أكبر مع «حزب الله» اللبناني، حتى لو بقيت حماس في السلطة في الوقت الحالي، مؤكدين أن الجيش يعاني نقصاً في الذخائرز يأتي ذلك في إشارة جديدة إلى مدى اتساع الفجوة بين الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الذي يعارض الهدنة.

ووفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، فقد قال ستة مسؤولين أمنيين، حاليين وسابقين، في إسرائيل، إن جنرالات الجيش يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين، أحياء وأمواتاً، في غزة، مع الأخذ في الاعتبار عدم تجهيز القوات الإسرائيلية لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود.

ويعتقد الجنرالات أن القوات الإسرائيلية تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد جماعة «حزب الله» التي تخوض معركة منخفضة المستوى مع إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول. فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أن الهدنة مع حماس يمكن أن تسهل أيضاً التوصل إلى اتفاق مع «حزب الله».

  • نقص كبير

وقال مسؤولون إنه بعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر على حرب لم تخطط لها إسرائيل، يعاني جيشها نقص قطع الغيار والذخائر، والدوافع، وحتى القوات. ففي جيش يعتمد، إلى حد كبير، على جنود الاحتياط، يقوم البعض بجولتهم الثالثة في الخدمة منذ أكتوبر/ تشرين الأول، ويكافحون من أجل تحقيق التوازن بين القتال، والتزاماتهم المهنية، والعائلية.

وقال أربعة مسؤولين عسكريين إن: «عدد جنود الاحتياط الذين يحضرون الخدمة يقلّون، كما يتزايد عدم ثقة الضباط بقادتهم، وسط أزمة في القيادة العسكرية ناجمة، جزئياً، عن فشلها في منع الهجوم الذي قادته حماس في أكتوبر».

وأضاف ضابطان إسرائيليان أن «بعض الدبابات في غزة ليست محملة بكامل طاقتها من القذائف، حيث يحاول الجيش الحفاظ على مخزونه في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله، كما أن القذائف في الجيش بدأت تنفد. ويفتقر أيضاً إلى قطع غيار الدبابات، والجرافات العسكرية، والمركبات المدرعة». لكن مسؤولاً آخر أكد أن إسرائيل لديها ما يكفي من الذخائر للقتال في لبنان، إذا اعتقدت أنه ليس هناك بديل.

  • الجنرالات يدعمون «الصفقة»

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين: «إن الجيش يدعم بشكل كامل صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار».

وأضاف أن الجنرالات «يعتقدون أن بإمكانهم دائماً العودة والاشتباك مع حماس عسكرياً، في المستقبل، ويدركون أن التوقف المؤقت في غزة يجعل وقف التصعيد أكثر احتمالاً في لبنان». وأكد: «لديهم ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل، لذلك يعتقدون أن التوقف المؤقت يمنح مزيداً من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله».

  • حرب أبدية

وأقر أربعة مسؤولين إسرائيليين كبار بأنه «في ظل عدم استعداد نتنياهو علناً، للالتزام باحتلال غزة، أو نقل السيطرة إلى قادة فلسطينيين آخرين، فإن الجيش يخشى حرباً أبدية، تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجياً، حتى مع بقاء الرهائن أسرى، وقادة حماس طلقاء. وفي مواجهة هذا السيناريو، فإن إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي، مقابل استعادة الرهائن يبدو الخيار الأقل سوءاً بالنسبة لإسرائيل».

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا لم يتناول هذه المسألة بشكل مباشر، وقال إنه يواصل تدمير «قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإعادة الرهائن، وعودة المدنيين الإسرائيليين من الجنوب والشمال، بسلام إلى منازلهم». لكن في تصريحات ومقابلات أخرى أجريت أخيرا، أعطى القادة العسكريون تلميحات علنية حول ما توصلوا إليه «سراً».

وقال الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين باسم الجيش، في تصريحات سابقة: «أولئك الذين يعتقدون أنه من الممكن جعل حماس تختفي مخطئون.. حماس فكرة».

وقد حاول رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أخيراً، التهويل من إنجازات الجيش، فيما وصف بعض المحللين تصريحاته بأنها محاولة لخلق ذريعة لإنهاء الحرب من دون فقدان ماء الوجه، بحسب نيويورك تايمز.

  • منتدى الأركان العامة

وتتكون القيادة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة مجتمعة باسم «منتدى الأركان العامة»، من نحو 30 من كبار الجنرالات، بما في ذلك رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وقادة الجيش بمن فيهم قادة القوات الجوية، والبحرية، ورئيس المخابرات العسكرية.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 14 ألف مسلح، أي الجزء الأكبر من عناصر حماس. لكن المسؤولين يعتقدون أيضاً أن عدة آلاف من المقاتلين ما زالوا طلقاء، مختبئين في أنفاق محفورة عميقاً تحت سطح غزة، لحراسة مخزونات الأسلحة، والوقود، والغذاء، وبعض الرهائن.

كما قتل أكثر من 300 جندي إسرائيلي في غزة، لكن أكثر من 4000 آخرين أصيبوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وفقاً للإحصاءات العسكرية، أي 10 أضعاف العدد الإجمالي خلال حرب 2014 في غزة، والتي استمرت 50 يوماً فقط. كما يعاني عدد غير معروف اضطراب ما بعد الصدمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr42cmyj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"