عادي
الإجازة فرصة للتخلص من الإرهاق الدراسي واكتساب معارف جديدة

التعلم الذاتي في الصيف.. رحلة لتنمية المهارات

23:10 مساء
قراءة 6 دقائق
1

اكتساب خبرات متنوعة

تحقيق: عائشة خمبول الظهوري

فصل الصيف فترة زمنية للتجديد والاستعداد النفسي لمواجهة تقلبات الطقس واغتنام العطلة الصيفية بما هو مثمر ومفيد، وفي عالمنا المعاصر الذي تتزايد فيه التحديات المستمرة ولاسيما في سوق العمل الحديث، أصبحت القدرة على التعلم الذاتي واكتساب المهارات من السمات الأساسية لتنمية الطلاب الأكاديميين والموظفين المهنيين على حدٍ سواء، إذ يعكس فصل الصيف هذه الفرصة الذهبية لاستثمار الوقت في تطوير الذات وتحقيق النمو المهني والشخصي بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، كما يمكن للفرد التركيز على تحسين مهاراته وتوسيع معارفه عن طريق المبادرات المستقلة.

مع كثرة الأنشطة الترفيهية في فصل الصيف، والتي تركز بشكل خاص على الحركة الجسدية للأفراد لما فيها من زيارات لأماكن جديدة أو التنزه وسط الحدائق المائية، يتخذ بعضهم جانباً آخراً للترفيه عن النفس، وتجديد العقل بأفكار ومهارات أكثر إلهاماً، ويقول علي الظاهري: «من وجهة نظري، يعتبر فصل الصيف فرصة لاستعادة النشاط بعد عام دراسي طويل، إلا أن العديد منا يشعر بالملل والإرهاق في منتصفه ويجد صعوبة في تنظيم وقته بشكل فعال، ولمن يدرك أهمية الصيف، فإنه يمثل فترة مثالية للتعلم الذاتي بعيداً عن الضغوط الدراسية والالتزامات الروتينية، وبفضل تنوع الفرص الوظيفية وارتفاع الطلب على المهارات الأساسية، تتوفر العديد من المنصات التعليمية عبر الإنترنت التي تقدم دورات في مجالات متنوعة، على سبيل المثال «Udemy» و «Coursera»، بالإضافة إلى دورات متخصصة في اختصاصات أخرى مثل البرمجة، والتسويق الرقمي، إذ يمكن للطلاب والمهنيين استغلال عطلتهم الصيفية للاستفادة من هذه المنصات واكتساب معارف جديدة تعزز مكانتهم المهنية والاجتماعية».

ويضيف، «إلى جانب المنصات التعليمية، وبتجربة شخصية أفضل قراءة الكتب والمقالات كوسيلة فعالة لتعميق المعرفة وتوسيع الآفاق، كما يمكن اختيار كتب تتعلق بالمهنة الحالية أو مرحلة التعليم مثل كتب التحليل الاقتصادي أو التكنولوجيا الحديثة، وللاستفادة القصوى من فصل الصيف، لابد من المزج بين التعليم النظري والتطبيق العملي، ويتحقق ذلك من خلال الدورات التعليمية، وقراءة الكتب، والمشاركة في ورش العمل، كما يمكن للفرد سواء كان طالباً أو موظفاً وضع خطة تتضمن أهدافاً محددة وتخصيص وقت يومي أو أسبوعي لتحقيقها، ما يعزز فرص النجاح في العام الدراسي المقبل أو في التحديات المهنية القادمة».

إدارة الوقت

يقول سالم الشامسي: «أسعى إلى تعزيز مهارات الإدارة الشخصية لتنظيم وقتي بكفاءة وتحقيق أهدافي بنجاح، فأرى أن هذه القدرة أساسية لنجاح أي شخص في مجال عمله، سواء كان مديراً، أو موظفاً، أو متدرباً، وخلال فصل الصيف، أخطط لتطوير نفسي من خلال دراسة إدارة الوقت واستخدام أدوات إدارة المشاريع مثل «Trello» و«Asana»، والمشاركة في مشاريع تطوعية لاكتساب الخبرة العملية، إذ إن الدورات التدريبية عبر الإنترنت تمثل فرصة رائعة لاكتساب مهارات جديدة في أي وقت ومن أي مكان، وأنا ملتزم بحضور دورات متخصصة في إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي على منصات «Coursera» و«LinkedIn Learning»، لتعزيز قدراتي في إدارة الفريق والتخطيط للمستقبل».

ومن جانبها تقول هتاف محمد هشام: «في فصل الصيف، تنتهز فرصة فريدة للابتعاد عن الروتين والالتزامات، وتكون فرصة مثالية للمشاركة في أنشطة التعلم الذاتي والنمو الشخصي، ويعد استغلال فصل الصيف من خلال دورات تدريبية ومنصات تعليمية مثل «إدراك» و«منصة رواق» فرصة ذهبية لتعزيز مهارات المعرفة والابتكار، كما أصبح من السهل التعامل مع ورش العمل، التي كانت تتطلب الحضور الفعلي، أصبحت الآن منتشرة بشكل كبير عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا تقتصر الخبرات والمهارات على مجالات معينة، إنما تسهم كذلك في إضفاء الكثير من التغيير الفكري وتعلم فن التحاور، بالإضافة إلى اكتساب لغة جديدة تساعد الفرد على الحياة اليومية والمهنية، ويعد العمل على تطوير المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت والتفكير النقدي والتحدث أمام الجمهور استثماراً للوقت بشكل إيجابي، ما يجعلك أكثر استعداداً لتحقيق النجاح في مساعيك المستقبلية».

اغتنام الفرص

اكتساب مهارات جديدة مرتبطة في مجال العمل تعد فرصة لتحقيق التقدم المثمر في مجالات عدة، فضلاً عن التطوير الشخصي وتنمية سمات عدة متعلقة في العمل والحياة اليومية، يقول وسام المجلي: «أحرص دائماً على استغلال وقتي بشكل فعال لتطوير تعليمي الذاتي، حيث أركز على تحسين مهاراتي الشخصية مثل الإدارة الذاتية والتفكير النقدي، والتحدث أمام الجمهور، لأنها تشكل عناصر مهمة في مجال عملي، كما أؤمن بأن الطلاب والمهنيين يمكنهم تحويل العطلة الصيفية إلى فرصة ذهبية للتحضير للعام الدراسي المقبل أو لمواجهة التحديات المهنية المستقبلية، كما أعمل بجد لتطوير مهاراتي في البرمجة وتصميم الجرافيك، إذ يثير هذان المجالان اهتمامي بشكل خاص نظراً لارتباطهما بمهامي اليومية، وأقضي فترات فراغي في قراءة الكتب والمقالات التي تثري معرفتي الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى البحث عن محتوى يتعلق بالإعلام والعلاقات العامة لتعميق فهمي المهني، إضافة إلى ذلك، أحرص دائماً على المشاركة في ورش العمل والندوات التي تتيح لي فرص التعلم التفاعلي وتبادل الأفكار مع المحترفين في المجال، إذ تسهم هذه الأنشطة بشكل كبير في تطوير مهاراتي المهنية في العلاقات العامة، ما يمكّنني من التكيف مع التغيرات السريعة في هذا المجال وتحقيق أداء متميز في المستقبل».

استغلال أوقات الفراغ فن من فنون التنمية المهنية والشخصية، ولا يمتلكه إلا من يطمح دائماً لاكتساب خبرات ومهارات متجددة تعمل على تطويره من جوانب عدة، ويقول عبد الله المنصوري: «أركز بشكل مكثف على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لتحسين تصاميمي وإضفاء جاذبية وابتكارية عليها، وهذه القدرة تسهم في تقديم أفكار فريدة ومميزة للعملاء، وتلعب دوراً حاسماً في زيادة إيراداتي، إذ إن تطوير المهارات يخلق فرصاً مالية مبتكرة، وأحد أفضل الاستثمارات الرابحة هو استغلال أوقات الفراغ، وخاصة في عطلة الصيف التي تمثل فرصة لاكتساب المعرفة الواسعة وتطبيقها عبر المشاريع الشخصية، واستكشاف أدوات وبرامج جديدة في مجال التصميم لتحسين المهارات الفنية والإبداعية، كما أنه لا يجب على الفرد أن يرضى بمستوى معين ويكتفي، بل ينبغي له أن يسعى دوماً لتجاوز حدود قدراته وإمكاناته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال حضور دورات تدريبية متخصصة وندوات تفاعلية تسهم في رفع مستوى الوعي والتطور المهني، وبشكل شخصي أقضي وقت فراغي في تعلم أدوات جديدة في مجال التصميم مثل «Adobe XD» و«Sketch»، وذلك لتعزيز مهاراتي الشخصية ولإضفاء روح المهنية الاحترافية لملفي الشخصي في سوق العمل اليومي المتطور».

آليات التحفيز

لا تقتصر عملية اكتساب الخبرات على الموظفين والأشخاص البالغين فقط، إذ إنه بجانب الفصل الدراسي واجتياز الاختبارات النهائية، يسعى الأطفال دائماً لاستكشاف اهتماماتهم ولاسيما في عطلة فصل الصيف التي تشكل عالماً واسعاً للخيارات المتاحة، ولتمكين الطفل نحو تلك الاهتمامات والمواهب التي تعد في بدايتها، يأتي دور الأسرة بشكل فعال لغرس حب الاكتشاف والتطلع، ويقول سعيد صقروه: «دور أولياء الأمور يمتد بشكل أساسي إلى تعزيز الثقافة الذهنية والجسدية لأبنائهم، إذ يعملون جنباً إلى جنب معهم ويشجعونهم على المشاركة في مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية وبرامج الناشئة والأندية الرياضية المختلفة، ولا تقتصر هذه الجهود على مستوى الأسرة فقط، بل تتعداها إلى الدوائر والمؤسسات التي تنظم ورش عمل مثل «المهندس الصغير»، بهدف تعزيز الثقافة الشاملة ودور المجتمع في تشكيل جيل مستعد للتحديات وقادر على بناء الثقة بالنفس، وتحمل المسؤولية بفخر وإدراك كامل لما يتطلبه العمل الجماعي والتفاعل في المجتمع».

تأخذ دورات الصيف التعليمية جزءاً فعالاً نحو تطوير الكفاءات، وخصوصاً لدى الأطفال والمراهقين لما في ذلك من فرص مميزة لتنمية المهارات الأكاديمية والشخصية، وتعمل على حسن استغلال الوقت بشكل مثمر ومفيد خلال العطل الصيفية، كما تقول مزون حمدان: «دعم العائلة في هذه الخطوة يشكل فارقاً كبيراً من خلال اختيار الدورات التي تتناسب مع اهتمامات أطفالهم، مثل الفنون القتالية «كارتيه»، والفنون الثقافية مثل، الشعر والإلقاء، بالإضافة إلى المهارات التقنية والحوسبة، إذ يعمل ذلك على تحفيز شغف الطفل وتوجيهه نحو اكتشاف مجالات جديدة، وتوسيع أفق الإدراك لديهم، كما أقترح وأشدد على أهمية التناقش مع الأطفال عن الفوائد المحتملة لهذه الدورات والبرامج الصيفية، إذ ينتج ذلك أطفالاً لديهم مهارات متطورة وثقة عالية بالنفس تأهلهم لتحقيق نجاح أكبر في مستقبل الغد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4tuy4v4m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"