عادي

«ورقة انتصار ترامب».. لماذا رفض بايدن 3 مرات الخضوع لاختبار إدراكي؟

18:52 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن

إعداد: محمد كمال

ردود فعل واسعة في أوساط الرأي العام الأمريكي، عقب إعلان الرئيس جو بايدن رفضه الخضوع لتقييم طبي مستقل، بهدف تأكيد تمتعه بالقدرات الإدراكية اللازمة لخوض فترة رئاسية ثانية، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأمريكي البالغ 81 عاماً ومساعدوه اتهامات يرفضونها بشدة بأنهم لم يكونوا صريحين بشأن كيفية تأثير عمره على قدرته لتولي المنصب شديد الحساسية، وهي الورقة التي سيستغلها الجمهوريون ليس فقط للنيل من منافسهم الأول، ولكن كذلك من نائبته كامالا هاريس.

بايدن رفض مجدداً في مقابلة تلفزيونية الجمعة الماضية إجراء مثل هذا التقييم، بذريعة عدم وجود مؤشرات على أنه يعاني مرضاً خطيراً، وأضاف لمذيع شبكة إيه بي سي الأمريكية، في إشارة إلى المهام التي يواجهها يومياً في منصب بالغ الحساسية: «انظر، لديّ اختبار إدراكي كل يوم. كل يوم، أجري اختبارات. كل ما أفعله هو اختبار، أنا لا أقوم بالحملة فحسب، بل أنا أدير العالم»

وفي تعليق على ذلك قالت الكاتبة الأمريكية المعروفة روث ماركوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست:«إن رفض بايدن الخضوع لتقييم إدراكي خاطئ من الناحيتين الطبية والسياسية»، متسائلة عن خشيته من أن «يكشف الاختبار عن مشاكل تفاقم تعريض ترشيحه للخطر».

وأضافت روث: إن «تبرير بايدن لرفض الاختبار غير مقنع. إنه بصراحة إهانة للناخبين الذين رأوا ما رأوه في المناظرة وفي أماكن أخرى، والذين يريدون بشكل معقول ضمانات بأن الرئيس قادر على الخدمة لمدة أربع سنوات أخرى».

وتشير الإعلامية الأمريكية إلى أن بايدن رفض ثلاث مرات إجراء فحص عصبي وإدراكي كامل. وقال بايدن: «لم يقل أحد إنني مضطر إلى ذلك. قالوا إنني بخير». وتتساءل روث: «هل تقبل هذه الإجابة من والدك المسنّ الذي يواجه ظروفًا مماثلة - أم ستضغط عليه لطلب الرعاية الطبية؟ بالطبع ستتأكد من إجرائه فحصًا كاملاً، ولو فقط للتأكد من حصوله على الرعاية المناسبة. إذا كانت عائلة بايدن تقاوم هذه الخطوة، فإنها تقدم له خدمة سيئة للغاية».

  • طلب معقول

واعتبرت روث ماركوس أن طلب خضوع بايدن للفحص الطبي:«معقول من أي فرد يسعى إلى الانتخابات في سن بايدن - أو في سن دونالد ترامب، فالرئاسة مرهقة بشكل فريد، وسيكون بايدن في الثانية والثمانين من عمره عند أداء اليمين الدستورية لولاية ثانية، وفي السادسة والثمانين عند تركه منصبه».

وتشير إلى أن رفض إجراء فحص إدراكي، أوقع بايدن وحملته في تناقض من صنعهم، فقبل المناظرة، كان رده المتكرر على المخاوف المتعلقة بالعمر بسيطًا، وهو «انظروا إليّ»، لكن ما تم مشاهدته مثيرًا للقلق، على حد تعبير روث، معتبرة أن «الحملة تتحمل الآن عبء إثبات لياقة بايدن - لكنها رفضت اتخاذ الخطوة الأكثر منطقية نحو تحقيق هدفها».

  • هل يخفون الحقيقة؟

عمل مساعدو بايدن بشكل متزايد على حمايته من خلال تقصير تفاعلاته مع وسائل الإعلام وتركيب أجهزة تلقين في جميع المناسبات التي يشارك فيها، حتى في المناسبات الخاصة الصغيرة، مما أثار الشكوك في أن تدهوره قد يكون أسوأ مما اعترف به المساعدون.

ويتهم الجمهوريون بايدن والبيت الأبيض بالفعل بالتورط في «التستر»، مشيرين إلى أنهم سيستخدمون تعامل الديمقراطيين مع شيخوخة بايدن ليس فقط ضده ولكن أيضًا ضد نائبة الرئيس هاريس إذا حلت محله. وقال رئيسا حملة ترامب كريس لاسيفيتا وسوزي وايلز إن الديمقراطيين «تواطأوا لإخفاء الحقيقة عن الشعب الأمريكي».

  • خطة الفوز تنهار

وتشير صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها إلى أن استراتيجية المعسكر الديمقراطي للفوز بالسباق الانتخابي بدأت في الانهيار منذ المناظرة، فمع بداية حملة إعادة انتخاب بايدن، كانت خطة الفوز هي جعل الرئيس السابق دونالد ترامب غير مستساغ لدرجة أن الناخبين غير المرتاحين للرئيس الحالي سيصوتون له على أي حال.

ويؤكد التقرير أن بايدن عالق الآن في حالة من الاضطراب السياسي، يدفع إلى قلق وطني جماعي بشأن قدرته على القيام بعمله بينما يقول عدد متزايد من الديمقراطيين في مجلس النواب إنه يجب أن يترك السباق. لحمل الناخبين على التركيز على التهديدات التي تشكلها إدارة ترامب الثانية.

وقال النائب إريك سوالويل من كاليفورنيا، الذي نافس بايدن للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة 2020: «يجب أن يتحول التركيز مرة أخرى إلى ترامب وما هي الحقوق التي نفقدها إذا أصبح رئيسًا.. لقد أظهرت لنا الانتخابات الثلاثة الأخيرة أنه إذا كنت محور الاهتمام، فستخسر». وفي الواقع، سعت حملة بايدن منذ فترة طويلة إلى جعل ترامب محور اهتمامها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d9y9b4v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"