عادي

معسكر ماكرون يبحث عن بديل لليسار.. مفاوضات مكثفة بالجمعية الوطنية الفرنسية

19:14 مساء
قراءة 3 دقائق
معسكر ماكرون يبحث عن بديل لليسار.. مفاوضات مكثفة بالجمعية الوطنية الفرنسية

«الخليج» - وكالات

يحاول معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إيجاد بديل لليسار، لتسلم الحكم، عبر التوجه إلى اليمين المتردد، فيما دخل نواب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي حل ثالثاً في الانتخابات التشريعية الوطنية، إلى مقر مجلس النواب، واضعين الاقتراع الرئاسي في 2027 نصب أعينهم.

  • «جبهة جمهورية»

رغم تشكيل «جبهة جمهورية» صمدت أكثر مما كان متوقعاً في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الأحد، حصل التجمع الوطني مع حلفائه على 143 نائباً سيكون ما لا يقل عن 123 منهم ضمن مجموعة التجمع الوطني التي تترأسها مارين لوبن. وحقق الحزب اليميني المتطرف تقدماً واضحاً مقارنة بالانتخابات التشريعية السابقة في 2022 عندما نال 89 نائباً، إلا أنه يبقى بعيداً من الأغلبية المطلقة التي كان يأمل بتحقيقها بعد نتائج الدورة الأولى في 30 حزيران/يونيو.

  • «خارج المداولات»

وبعدما وقفت كل الأحزاب الأخرى في وجهه، يبقى التجمع الوطني خارج المداولات الدائرة لاختيار رئيس للوزراء وتشكيل الحكومة. وسيكون تالياً في صفوف المعارضة.

ويهيمن على هذه المداولات، النقاش الدائر في صفوف اليسار حول الشخصية المفضلة لمنصب رئيس الوزراء. وتصدرت الجبهة الشعبية الجديدة المؤلفة من اليسار والمدافعين عن البيئة، الانتخابات من دون تحقيق الأغلبية المطلقة. وترى تالياً أن عليها اختيار رئيس الحكومة. وسيكون للكتلة اليسارية 190 إلى 195 مقعداً، أي أقل بنحو مئة نائب عن الأغلبية المطلقة، لكنها تؤكد أنها قادرة على حصد تأييد أغلبية من النواب على مشاريع محددة. وشددت على أنها ستطبق برنامج الجبهة الشعبية الجديدة.

  • «اقتراح رئيس للوزراء»

وفيما يعتزم اليسار اقتراح رئيس للوزراء على ماكرون، يعرب قسم كبير من المعسكر الرئاسي عن رفضه لذلك. وقالت وزيرة المساواة الاجتماعية أورور بيرجيه التي أُعيد انتخابها نائبة الأحد «نحن أكثر من 160 بقليل اليوم... وأسمع نواباً من الجمهوريين واليمين ويمين الوسط واليسار، يقولون إنهم مستعدون للانضمام إلينا، ما يعني أننا سنتمكن من التفوق عددياً على الكتلة اليسارية».

  • «اجتماع جماعي»

من جهته، دعا الرئيس المنتهية ولايته لنواب المعسكر الرئاسي سيلفان مايار إلى «اجتماع جماعي» الأربعاء للبحث في «النواب الذين يمكن» ضمهم إلى كتلة الوسط. وسبق لفرنسا أن شهدت ثلاث حكومات تعايش بين رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء من معسكرين مختلفين، لكنها تواجه اليوم جمعية وطنية مشرذمة بين ثلاث كتل رئيسية من دون أغلبية مطلقة.

  • «المستنقع»

جرياً على العادة منذ العام 2022، يتطلع المعسكر الرئاسي بشكل أساسي إلى اليمين للبحث عن حلفاء. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان «من الممكن أن يكون هناك رئيس وزراء يميني، وهذا لن يزعجني على الإطلاق». ويؤيد عدد كبير من النواب هذا التوجه إذ يريدون أن يتجنبوا «بأي ثمن» حكومة تضم أعضاء من حزب فرنسا الأبية.

مساء الثلاثاء، دعا رئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب (يمين وسط) إلى توقيع «اتفاق فني» مع حزب الجمهوريين يهدف إلى «تطوير وإدارة شؤون البلد لمدة سنة على الأقل». وبعدما أبدوا عدم مرونة حيال فرضية تشكيل ائتلاف، يبدو أن بعض قادة اليمين بدأوا ينفتحون تدريجياً على الفكرة ويطالبون بتعيين رئيس وزراء من معسكرهم على رأس «حكومة وحدة». لكن في ظل المفاوضات، اتهم منسق حزب فرنسا الأبية مانويل بومبار الرئيس الفرنسي ب«زيادة المناورات» ل«خطف نتائج» الانتخابات التشريعية.

  • «المعركة مستعرة»

والمعركة مستعرة بين التشكيلين الرئيسيين في الجبهة الشعبية الجديدة، أي فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي. وأمام هذه الاضطرابات، نددت مارين لوبن لدى دخولها مقر الجمعية الوطنية ب«المستنقع» الذي أعقب الانتخابات التشريعية المبكرة. وقالت لوبن «حرمتنا بعض المناورات لا سيما الانسحابات الجماعية (بعد الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية) من االأغلبية المطلقة. هذا مجرد تأجيل (لفوزنا)». وبعد ذلك، اجتمع رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاماً) بنواب الكتلة وطلب منهم ولاية «لا غبار عليها»، مضيفاً «ستكون مسؤوليتكم (...) زيادة مصداقية مشروعنا».

  • «ماكرون صامت»

من جهته، لزم ماكرون الصمت منذ إعلان نتائج الانتخابات الأحد، وطلب من رئيس الوزراء غابريل أتال البقاء في منصبه لتصريف الأعمال في الوقت الراهن. ويسافر الرئيس إلى واشنطن، حيث يشارك في قمة حلف شمال الأطلسي مدى يومين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yksj3mzc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"