عادي
مزارات وكتب نادرة و6000 مخطوطة

«التجلي الأعظم».. آفاق جديدة للسياحة الروحية في مصر

22:51 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»
أعلنت وزارة السياحة والآثار في مصر، قرب انتهاء العمل بمشروع التجلي الأعظم الذي يضم عدداً من المزارات الروحية والسياحية بمنطقة سانت كاترين في جنوب سيناء، تمهيداً للبدء الفعلي في تشغيل المشروع باحتفالية كبري في أكتوبر / تشرين الأول المقبل.

وقال د. عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن مشروع «التجلي الأعظم» بجنوب سيناء سوف يحول مدينة سانت كاترين، المعروفة بتراثها التاريخي والديني العظيم، إلى مقصد للسياحة العالمية، مشيراً إلى، أن المشروع الذي يضم 14 نقطة سياحية، سوف يفتح آفاقاً جديدة للسياحة المصرية، ويجذب عشاق السياحة الدينية من مختلف أنحاء العالم، لزيارة منطقة جنوب سيناء التي تضم العديد من المعالم الدينية والتاريخية.

بدأت الحكومة المصرية في مشروع التجلي الأعظم بجنوب سيناء، في يوليو / تموز عام 2020 بالإعلان عن خطة شاملة تستهدف تطوير منطقة سانت كاترين، وما تضمه من مزارات سياحية وأثرية، بما يتوافق مع معايير منظمة اليونسكو، التي أدرجت المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 2002، وقال ريحان في مداخلة مع فضائية مصرية: إن المشروع يستهدف إنشاء مزار روحاني على جبل موسى وجبل التجلي بمنطقة سانت كاترين، واستثمار كل المقومات السياحية في المدينة بصفة خاصة وسيناء بصفة عامة، مشيراً إلى، أن المشروع يشمل إنشاء مركز للزوار بميدان الوادي المقدس، يعمل كنقطة استقبال وتوجيه للزوار، تشمل جميع الخدمات من مكاتب حجز وكافتيريا وقبة سماوية لمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد عن القيمة الروحانية للمنطقة، بالإضافة إلى مناطق انتظار وعربات كهربائية ومنطقة للاستجمام.

ويعد دير القديسة كاترين، الذي يشمله مشروع التجلي الأعظم، أحد أقدم الأديرة في العالم، حيث يرجع تاريخ بنائه إلى عصر الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول (527 - 565) ميلادية، وقد اكتسب الدير أهمية روحية كبري، باعتباره كان يمثل الملاذ الآمن للرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي، ومن أشهرهم القديسة كاترين، التي يحمل الدير اسمها، والتي اكتشف الرهبان رفاتها بالقرب من جبل سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي، كما يضم الدير كنيسة تجلي السيد المسيح، التي تتكون من تسع كنائس أصغر، إلى جانب شجرة العليق، التي تروي كتب الأثر، أن الله تعالى كلم نبيه موسى إلى جوارها، كما يضم الدير مكتبة ضخمة تضم الكثير من الكتب النادرة، و6 آلاف مخطوطة.

ويضم دير سانت كاترين مسجداً عتيقاً، يطلق عليه المسجد الفاطمي، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله، وقد بني المسجد داخل الدير، رمزاً للعلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وهي العلاقة التي بلغت ذروتها في زمن الخلافة الفاطمية، وقد ظل هذا المسجد لعقود طويلة، يمثل محطة رئيسية للحجاج المصريين في رحلتهم المقدسة إلى مكة، كما تضم منطقة سانت كاترين مقام النبي هارون، الذي ينتصب فوق ربوة عالية في مواجهة جبل موسى، الذي يصنف باعتباره أعلى جبل في مصر، حيث يرتفع فوق سطح البحر إلى مسافة 7363 قدماً، ويجذب الآلاف من عشاق تسلق الجبال في فصل الشتاء كل عام، عندما تكسو الثلوج قمته والجبال المحيطة، لممارسة تلك الرياضة الشاقة، حيث تستغرق عملية صعود الجبل نحو ثلاث ساعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bna8965t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"