د. تامر محمود صلاح الدين
تمر العديد من مناطق العالم حالياً بحالة غير مسبوقة من الارتفاع في درجات الحرارة التي تؤثر في كل مناحي الحياة وعلى رأسها صحة الإنسان. ويتأثر في المقام الأول بارتفاع درجات الحرارة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى القلب والكلى والسكر البولي.
وقد حذرت الجمعيات الطبية الدولية من تأثير الارتفاع الشديد في درجات الحرارة على حياة الإنسان، حيث أثبتت الدراسات أن أعداداً متزايدة من الناس يموتون بسبب الحرارة الشديدة، ففي بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، يموت أكثر من 1000 شخص سنوياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة. و من أكثر الأجهزة التي تعاني ارتفاع الحرارة في جسم الإنسان هي الجهاز الدوري، حيث أثبتت الدراسات الحديثة تزايد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالحرارة الشديدة بشكل ملحوظ مع توقعات باستمرار هذا التزايد خلال العقدين القادمين.
وتضع الحرارة الزائدة القلب تحت ضغط مباشر، ما يجعله يعمل بجهد أكبر ينتهى به إلى الدخول في إنهاك حراري يؤدي إلى تأثر وظائفه الحيوية بشكل كبير.
وتزداد أمراض الأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم بشكل كبير في فصل الصيف خاصة إذا لم يتناول الشخص كميات كافية من السائل.
كما بينت النقاشات التي عقدت مؤخراً في جلسات علمية لجمعية القلب الأمريكية أن التعرض المباشر والمستمر لدرجات الحرارة المرتفعة يزيد من معدلات الالتهابات المختلفة التي تؤدي إلى الإسراع في ظهور أمراض القلب المختلفة وضعف المقدرة على مقاومتها نتيجة تأثر الجهاز المناعي.
وهنا يأتي دور الوقاية من أضرار الحرارة الشديدة، حيث أشارت التوصيات العالمية إلى وجوب اتباع الإجراءات الصحيحة اللازمة للسلامة بتجنب أشعة الشمس المباشرة، وارتداء القبعات ونظارات الشمس والألبسة القطنية المريحة، وتناول كميات كافية من الماء والسوائل، وتجنب شرب كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول، حيث تؤدي إلى فقدان كميات أكبر من السوائل، وتجنب النشاط البدني في الأماكن الحارة.
وتتمثل أعراض الإجهاد الحراري في الشعور بالصداع والضعف، وخفقان القلب، وألم العضلات، والتشنجات، والغثيان، والقيء، وفقد الوعي. و يجب على الشخص فور الشعور بهذه الأعراض البحث عن مكان بارد و تناول كميات من السوائل و الأملاح والتماس المشورة الطبية فوراً.
أخصائي أمراض القلب
مستشفى آدم فيتال- دبي
