عادي
نظمت ندوة حول جهودها المبتكرة

الشارقة تعرض تجربتها في الحفاظ الرقمي على التراث الثقافي بالهند

13:13 مساء
قراءة 4 دقائق
الشارقة تعرض تجربتها في الحفاظ الرقمي على التراث الثقافي بالهند
الشارقة تعرض تجربتها في الحفاظ الرقمي على التراث الثقافي بالهند
  • عيسى يوسف: استخدام الأساليب الحديثة يتيح صون الإرث

نظمت هيئة الشارقة للآثار، مؤخراً، ندوة بعنوان «الحفاظ الرقمي: ضمان الإرث الثقافي»، على هامش الدورة ال46 للجنة التراث العالمي في مدينة نيودلهي بالهند، بحضور عيسى يوسف، مدير عام الهيئة، والشيخ إبراهيم آل خليفة، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وخبير التراث العالمي م.د. جاد تابت، وخلود الهولي السويدي، مدير إدارة التراث الثقافي المادي بالهيئة، إضافة إلى نخبة من الأكاديميين علماء الآثار والباحثين والخبراء.

وقال عيسى يوسف: «يجسد تنظيم هذه الندوة التزامنا العميق بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للإمارة؛ تحقيقاً لتوجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار استراتيجية الهيئة لاستدامة وصون التراث الثقافي. واستخدام الأساليب الرقمية

خطوة تاريخية تتيح لنا حفظ الإرث الثقافي بمختلف مظاهره بشكل أكثر دقة واستدامة، مما يعزز أهداف الهيئة بتبادل المعرفة على الصعيد الدولي حول تسخير التقنيات الحديثة لتوثيق التراث الثقافي وحمايته لضمان حفظه ونقله للأجيال القادمة». وأضاف: «ننطلق من إيماننا بأن التراث الثقافي الإنساني وسيلة تواصل بين ثقافات وشعوب العالم، كونه مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع، ونفخر بأن نكون جزءاً من هذا الجهد العالمي».

وأكد عيسى يوسف أن التقدم التكنولوجي يُعتبر العامل الأبرز في تطوير مناهج الحفاظ الرقمي في مجال التراث، وأن الندوة مثّلت منصة وفرصة مميزة لمشاركة الأكاديميين والمختصين في الهيئة جهودهم في توثيق القطع والمواقع الأثرية مع نخبة من الخبراء العالميين.

وركزت الهيئة خلال الندوة التي أدارها د.منير بوشناقي، مستشار التراث العالمي، على توثيق الفن الصخري في شبه الجزيرة العربية والتاريخ الغني الذي يمتد على مدى سبعة آلاف عام بدقة علمية متقنة، والمشاهد الثقافية التاريخية، مما يُمثل وسيلة لإنشاء سجلات مفصلة ودقيقة لها، ويضمن الحفاظ عليها حتى مع تغييرات المناظر المادية بمرور الوقت بسبب التغيرات البيئية والمخاطر الطبيعية أو الأنشطة البشرية.

  • عرض شامل

استعرضت خلود الهولي السويدي خلال الندوة النهج الشامل والنوعي لهيئة الشارقة للآثار في التوثيق الرقمي، مؤكدةً دمج التقنيات التقليدية واليدوية لتقديم رؤية شاملة توفر 360 درجة للكنوز والمواقع الأثرية بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي للإمارة ومشاركته مع العالم. وسلطت الضوء على التزام الهيئة بأهداف استراتيجية واضحة لصون التراث الثقافي وتوثيقه، مما يجعله متاحاً للمجتمع المحلي وللجمهور والأكاديميين، ونشر الدراسات الخاصة به.

وأشارت إلى توازن عمليات الحفاظ بين المنهجيات الرقمية المتقدمة، والتي تتيح للدارسين والجمهور الاستفادة من التقنيات ثلاثية الأبعاد وصور الأقمار الصناعية للنقوش الصخرية والمشاهد الثقافية التاريخية، والتقليدية اليدوية التي لا تقل أهمية في بعض الحالات مثل الدراسات الخاصة بالنقوش الصخرية.

ونجحت الهيئة بتوثيق ما يناهز الخمسمئة قطعة بتقنيات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والواقع المعزز، إضافة إلى 300 نقش صخري و35 موقعاً ثلاثي الأبعاد، وقدمت ما يزيد على 100 محاضرة أكاديمية حضرها 7600 مشارك إضافة إلى 80 إصداراً تنوعت بين الحوليات السنوية التي توثق أعمال بعثات التنقيب، وكتب أثرية ومقالات أكاديمية.

وتناولت الندوة تقديم ماريسا جيورجي، أحد أبرز الخبراء في هذا المجال، رؤية شاملة حول كيفية استخدام التكنولوجيا في إنشاء سجلات رقمية مفصلة ودقيقة تساعد في الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة. وتطرق د.أنجيلو فوساتي، خبير النقوش الصخرية بجامعة القلب المقدس بميلانو ورئيس الاتحاد الدولي لمنظمات الفنون الصخرية، إلى الجهود المبذولة لدمج الأساليب التقليدية مع التقنيات الرقمية في توثيق النقوش الصخرية، وكيفية مزجها لضمان دقة التوثيق واستدامته، مما يشكل قاعدة بيانات ثمينة للباحثين والخبراء في المستقبل.

  • الخرائط الرقمية

استعرض كاميار كامياب التجارب في رسم الخرائط الرقمية عالية الدقة للمشاهد الثقافية التاريخية، مُظهراً كيف أن هذه التقنية أحدثت ثورة في دراسة وتوثيق المعالم التاريخية، واقتناء البيانات ثلاثية الأبعاد وصور الأقمار الصناعية، وسلّط الضوء على أهمية خلق سجلات رقمية تساهم في حفظ المعلومات المهمة حول المواقع الأثرية والبيئات التاريخية.

وتضمنت الندوة عرضاً للمشاهد الثقافية الرقمية، وتجربة الواقع الافتراضي والميتافيرس من خلال مشروع هيئة الشارقة للآثار «مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس» الذي يهدف إلى توفير تجربة محاكاة واقعية للتجوّل في المواقع الأثرية في الإمارة باستخدام هذه التقنية، ومشاهدة عملية محاكاة للأشخاص الذين نقشوا على الصخور، والتعرف إلى الأدوات المستخدمة في النقش، ليكون الأول من نوعه على مستوى مؤسسات التراث الثقافي في المنطقة. وعرضت الهيئة «مسار جبل خطم ملاحة الأثري» الذي يضمّ أكثر من 120 نقشاً صخرياً تعود للعصر الحجري الحديث، ولدى التجوال في المسار الافتراضي، يمكن للزائر استكشاف النقوش الصخرية لبعض الحيوانات، إضافةً إلى عرض نموذجين حجريين لفن صخري في الشارقة.

وكانت هيئة الشارقة للآثار سجلت في فبراير/شباط 2023 مواقع النقوش الصخرية في الإمارة على القائمة التمهيدية للتراث العالمي ب«اليونيسكو» ضمن ملفي «مواقع النقوش الصخرية في خطم الملاحة وخورفكان وموقع وادي الحلو: شاهد على تعدين النحاس في العصر البرونزي بشبه الجزيرة العربية»، و«المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، الذي يعكس التاريخ العريق للشارقة، ويعد في الوقت نفسه أحد أهم مواقع العصر الحجري في الجزيرة العربية والعالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4jauy2ur

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"