عادي
زيارة نتنياهو لأمريكا كشفت الكثير

خبراء: أمريكا «عاجزة» عن مواجهة الصراعات الدولية

18:52 مساء
قراءة 3 دقائق
خبراء: أمريكا «عاجزة» عن مواجهة الصراعات الدولية
خبراء: أمريكا «عاجزة» عن مواجهة الصراعات الدولية

متابعات : الخليج 

في ظل المخاوف العالمية من اندلاع مواجهات شاملة أكثر ضراوة، خلال الفترة الحالية، سواء في الشرق الأوسط، أو في ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أو في التوترات بين الصين وتايوان، وغيرها من المناطق المشتعلة، فإن الولايات المتحدة تبدو «عاجزة» الآن في مواجهتها، بالنظر إلى ما تمر به من دراما سياسية على مستوى الانتخابات الرئاسية، ما دفع البعض للتساؤل: هل تعاني واشنطن فراغاً سياسياً، حالياً؟
وقبل أقل من 100 يوم من انتخاب الأمريكيين لرئيس جديد، اندلعت تلك الأزمة الجيوسياسية الأوسع، إذ أدت عمليات القتل التي استهدفت قادة «حزب الله» و«حماس»، في بيروت وطهران، إلى تعميق المخاوف من نشوب صراع على مستوى المنطقة، وهو الصراع الذي قد لا تملك الولايات المتحدة، العالقة في دراما سياسية داخلية، قدرة تُذكر على تجنبه، أو حتى احتوائه، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
بيان بلينكن
ويوم الأربعاء، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية في طهران، أو حتى على علم بها، والتي سارعت الحكومة الإيرانية إلى إلقاء اللوم فيها على إسرائيل، فيما قال خبراء إن بيان بلينكن يكشف عن وجود فراغ سياسي خطر، في الولايات المتحدة.
ويؤكد فالي نصر، أستاذ الشؤون الدولية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: «اعتقدنا أن فلاديمير بوتين، أو شي جين بينغ، أو كيم جونغ أون، هم من سيستفيدون من هذه الفترة في الولايات المتحدة، لكن لم نتصور أن الحليف الأمريكي (إسرائيل) سيقوم بذلك».
وأضاف نصر، الذي خدم في وزارة الخارجية خلال إدارة أوباما: «هذا سيجعل المنطقة في حالة من التوتر الشديد.. ليس من الجيد أبداً أن يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها بلا حيلة».
جهود بايدن تذهب هباء
ويؤكد محللون سياسيون أنه «بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن، فإنه قد بذل وقته، وأدوات الضغط لديه، في محاولة التوسط للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، لإطلاق سراح الرهائن في غزة، لكن الاغتيالين المتتاليين لقائد حزب الله، فؤاد شكر، والزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، يمكن أن يكونا إشارة إلى عدم جدوى جهوده الدبلوماسية، على الأقل في الوقت الحالي».
ويشير تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن الولايات المتحدة عملت خلف الكواليس لإقناع إيران بالحد من أعمالها الانتقامية العسكرية ضد إسرائيل، بعد أن نفذت طائرات إسرائيلية غارة قاتلة على اجتماع لجنرالات إيرانيين في دمشق، لكن هذه المرة، يشير مقتل هنية، بينما كان في طهران لحضور أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان، إلى أن الأوراق الأمريكية لم يكن لها تأثير يذكر، كما يقول المحللون، إذ سارعت طهران إلى التوعد بـ«عقوبة قاسية».
زيارة أمريكا كشفت المستور
ويؤكد مراقبون أمريكيون أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أعطته نظرة مباشرة على بلد يعاني تغيرات سياسية غير عادية. إذ التقى بايدن بعد أربعة أيام فقط، من انسحابه من السباق الرئاسي، وكذلك مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أصبحت، بسرعة، المرشحة الديمقراطية المفترضة.
وفي حين كررت هاريس دعم بايدن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فقد أوضحت أيضاً أنها ستتحدث علنًا نيابة عن المدنيين الذين قتلوا في صراع غزة. وقالت بلغة أقوى بشكل ملحوظ، من تلك التي يستخدمها عادة بايدن: «لا يمكننا أن نغضّ الطرف في مواجهة هذه المآسي.. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح عديمي الإحساس بالمعاناة، ولن أصمت».
وسافر نتنياهو في وقت لاحق إلى بالم بيتش، بولاية فلوريدا، للقاء الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري. وعندما سلّمه نتنياهو صورة لطفل قال إن حماس أسرته خلال هجماتها القاتلة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قال له ترامب: «سنعتني به».
وأشار بعض المحللين إلى أن نتنياهو، وهو مراقب ذكي للسياسة الأمريكية، رأى فرصة في الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة للعمل ضد حماس.
ويؤكد فالي نصر: «ربما قرر أن هناك فراغاً واضحاً في واشنطن، لذا فهذا هو الوقت المناسب للتحرك».
فقدان النفوذ
ومن شأن فقدان النفوذ الأمريكي عالمياً أن يثير قلق الحلفاء في أوروبا عادة، في الوقت الذي يعانون من مشاكلهم الخاصة، ففي فرنسا وألمانيا، على سبيل المثال، ينشغل القادة بصعود الأحزاب اليمينية. وفي لندن، ابتعد رئيس الوزراء العمالي الجديد، كير ستارمر، عن الولايات المتحدة في تعاملها مع إسرائيل، بعد أشهر كانت فيها لندن على الخطى نفسها مع واشنطن.
وأسقطت بريطانيا، الأسبوع الماضي، اعتراضاتها على أوامر الاعتقال التي طالبت بها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت. وهي تدرس ما إذا كانت ستعلق شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من أنها أرجأت اتخاذ القرار في انتظار مزيد من المراجعة القانونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39c2f5d5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"