عادي
قبلة صناديق التحوط

أبوظبي تستقطب المزيد من المؤسسات المالية العالمية

22:40 مساء
قراءة 5 دقائق
متابعة: خنساء الزبير

أبوظبي مركز رأس المال في المنطقة، وهي قبلة الثروات الخاصة والاقتصاد الأكثر ثراءً واستقراراً وطموحاً.

وفقاً لشركة الاستشارات المالية «M/HQ»، قفز عدد المؤسسات المالية المسجلة في أبوظبي بنسبة 35% منذ بداية عام 2024، في بيئة مالية متطورة.

وتتمتع أبوظبي بمكانة قوية بين المستثمرين العالميين، بفضل ثروتها الحقيقية وجاذبيتها الكبيرة، وهي مقر أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا».

باتت أبوظبي مركزاً مالياً قوياً تستقطب في سوق أبوظبي العالمي، العديد من الشركات الباحثة عن التوسع في المنطقة، ومن خلال هيكل مرن لجذب استثمارات العائلات والأثرياء، إضافة إلى سهولة تسجيل الشركات والمكاتب العائلية.

ومع تزايد الطلب على الشركات للتمركز داخل سوق أبوظبي العالمي تجاوزت معدلات الإشغال في جزيرة المارية 95% وبالتالي فإن التوسع هو الخطوة الطبيعية والضرورية التالية، لتلبية الطلب المتزايد من الشركات التي تسعى إلى تأسيس وجود لها في المركز المالي في أبوظبي بشكل أفضل.

وأدى انتقال كبار صناديق التحوط العالمية إلى أبوظبي إلى خلق نقص في المساحات المكتبية في مركز الإمارة المالي، حيث أصبحت الأبراج الأنيقة في سوق أبوظبي العالمي، في جزيرة المارية، على وشك الإشغال الكامل.

وفي أبوظبي، 1950 شركة، بما في ذلك مؤسسات عالمية، مثل: أبولو غلوبال مانجمنت، وبلاكستون، ومجموعة غولدمان ساكس.

  • القادمون الجدد

ومؤخراً، قالت شركة «مارشال ويس»، إنها تخطط لفتح مكتب في أبوظبي، وفقاً لما نقلته صحيفة «فاينانشال تايمز» عن مصادر مطلعة. وقالت المصادر إن هذه الخطوة تهدف إلى مساعدة صندوق التحوط الذي تبلغ قيمته 65 مليار دولار على أن يكون أقرب إلى قاعدة المستثمرين في الشرق الأوسط، وهو مصدر مهم لرأس المال، وأن يكون قادراً على المنافسة مالياً، فيما يتعلق بالمواهب.

كذلك، تسعى شركة «مونرو كابيتال» الأمريكية للإقراض الائتماني الخاص وإدارة الأصول، إلى إقامة شراكات طويلة الأجل مع المستثمرين في الشرق الأوسط من بوابة مكتبها الجديد في أبوظبي.

وقال تيد كوينغ، الرئيس التنفيذي للشركة، لقناة «بلومبيرغ» مؤخراً: «إن قارة آسيا والشرق الأوسط من أسرع الأسواق نمواً اليوم للاستثمار الائتماني الخاص، لأن المستثمرين فيها لديهم أفق استثماري طويل الأجل للغاية، ومتحمسون لفئة الأصول التي تفوقت على الأسهم الخاصة والائتمان العام». مضيفاً بأن اقتصادات المنطقة فتية، ويمكنها تحمل المزيد من المخاطر.

  • محادثات

من جهته، يجري صندوق التحوط «كابولا لإدارة الاستثمارات» محادثات في أبوظبي لتوسيع عملياته، وفقاً ل«بلومبيرغ». ويدير الصندوقان، «كابولا» و«مارشال ويس»، اللذان يخططان للانتقال إلى أبوظبي، 95 مليار دولار فيما بينهما، والمقر الرئيسي لكل منهما في لندن.

وبينما لا تزال خطة «كابولا» في مرحلة مبكرة، ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد، يستعد «مارشال ويس» لإطلاق مقر، ربما يستوعب أكثر من 20 شخصاً؛ بما في ذلك مديرو المحافظ.

ويعمل الآن ما يصل إلى 107 من مديري الأصول والصناديق من أبوظبي، ويتطلع 52 كياناً إضافياً إلى الانضمام.

  • الأصول الرقمية

على صعيد متصل، تعد «هاشد فينتشرز»، أحدث شركة للأصول الرقمية تعمل على توسيع نطاق وجودها في أبوظبي، حيث جعلتها البيئة التنظيمية المؤاتية واحدة من أهم مراكز العملات المشفرة العالمية.

وأطلقت شركة الاستثمار في العملات المشفرة ومقرها سيؤول بكوريا الجنوبية شراكة مع منصة Hub 71 في أبوظبي. وتخطط «هاشد» إلى إدخال المزيد من الشركات الناشئة الكورية إلى أسواق الإمارات، بما في ذلك الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية. وستتطلع «هاشد» أيضاً إلى فتح مكتب تمثيلي لها في أبوظبي واستكشاف فرص جمع رؤوس الأموال المحتملة، وفقاً لسيمون سيو جون كيم، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري للشركة.

تأسست «هاشد» في عام 2017، وتشرف على أصول تبلغ قيمتها نحو 700 مليون دولار، ولديها بالفعل مكاتب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سان فرانسيسكو وسنغافورة.

وقال كيم في مقابلة إن الشركة تتطلع بنشاط إلى التوسع في الخارج، حيث أصبحت بيئة الشركات الناشئة في كوريا الجنوبية صعبة بشكل متزايد لعدة أسباب، بما في ذلك صعوبة توسيع سوقها المحلي.

وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تكثيف الجهود لجذب شركات العملات المشفرة، وقد اجتذبت بالفعل عمليات من شركات «باينانس» و«أوكيه أكس» و«ليزر ديجيتال».

وفي أبوظبي، أطلقت Hub71 أيضاً برنامجاً برأس مال يزيد على ملياري دولار، لتمويل شركات «ويب 3»، وتقنيات البلوكشين.

وقال أحمد علي علوان، الرئيس التنفيذي لشركة Hub71، في بيان عبر البريد الإلكتروني: «نحن متحمسون للترحيب بالمزيد من الشركات الناشئة الكورية في أبوظبي وجذب تقنيات الويب 3 والأصول الرقمية الواعدة إلى عاصمة الإمارات العربية المتحدة».

وقال كيم: «تعد دولة الإمارات سوقاً خاصاً جداً بالنسبة لنا، لأنه من الناحية التنظيمية، تمتلك أبوظبي توجيهات تنظيمية الأكثر ودية ووضوحاً للشركات الناشئة في مجال تقنيات ويب3، لذا نتوقع استقطاب المزيد من الشركات الناشئة إلى أبوظبي».

  • «بلومبيرغ»: أبوظبي ملاذ أثرياء بريطانيا الآمن

قالت وكالة «بلومبيرغ»، إن أبوظبي برزت بوصفها نقطة جذب لأغنى أغنياء العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، وبأن أعدادهم تعززت مؤخراً بتوافد الأفراد ذوي الملاءة الصافية العالية في بريطانيا ممن يسعون إلى حماية أصولهم.

ونوهت الوكالة بالضمانات التي توفرها أبوظبي لحماية الأصول الأجنبية، واحتوائها على صناديق ثروة سيادية تفوق قيمتها ال 1.5 تريليون دولار، فضلاً عن توسيع وزارة المالية شبكة اتفاقياتها الخاصة، بتجنب الازدواج الضريبي على الدخل والاتفاقيات الثنائية في الإمارات. مشيرة إلى الامتيازات الأخرى، مثل الدخل المُعفى من الضرائب، والمناخ الدافئ، والمنطقة الزمنية التي تسمح للمستثمرين بالتداول عبر ساعات آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. مع وجود دبي في الجوار، والتي تجتذب الأثرياء، أفراداً وصناديق ومؤسسات، من لندن وهونغ كونغ وسنغافورة.

وأكدت «بلومبيرغ»، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن سوق أبوظبي العالمي يتلقى سلسلة من الاستفسارات من أثرياء المملكة المتحدة، وبأنه يعمل بالفعل على حزمة من الحوافز، بما في ذلك دعم نمط الحياة والتأشيرات، لجذب المتخصصين الماليين. في وقت ألغى فيه حزب المحافظين الحاكم المعاملة الضريبية التفضيلية للمقيمين «غير الموطنين»؛ أي الأجانب الأغنياء الذين يعيشون في المملكة المتحدة. في غضون ذلك، قال متحدث باسم سوق أبوظبي العالمي: «تواصل أبوظبي جذب الأفراد ذوي الثروات العالية من جميع أنحاء العالم. حيث طورت إطاراً تنظيمياً ومناخاً بيئياً قوياً، مع لوائح تقدمية تستند إلى التطبيق المباشر للقانون العام الإنجليزي، ما يعزز جاذبية عاصمة الإمارات العربية المتحدة».

في الأسابيع الأخيرة، عقد ممثلون اجتماعات في لندن مع بعض هؤلاء الأفراد، ووفقاً لهم، فإن أبوظبي لا تسعى فقط إلى جذب أصحاب الأموال في المملكة المتحدة، بل شرح فوائد الانتقال إلى بيئة أوسع، تضم مجموعة كبيرة من النظراء في الإمارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48vvpxav

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"