عادي

اضطراب ما بعد الصدمة.. ترامب يدخل في «دوامة التدمير الذاتي»

16:17 مساء
قراءة 4 دقائق
ترامب واضطراب ما بعد الصدمة.. هل «ينتحر سياسياً»؟

إعداد ـ محمد كمال
يخشى مطلعون على حملة مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، من أنه ربما يعاني اضطراب ما بعد الصدمة، منذ تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في ولاية بنسلفانيا الشهر الماضي، وأنه يتصرف بطريقة تؤدي إلى «تخريب» حملته الانتخابية، في الوقت الذي يتجاهل نصائح مستشاريه قائلاً لهم «أعرف ما أفعله».
وعبر حلفاء لترامب عن مخاوفهم من أنه «ينتحر سياسياً» في طريقه إلى «اختيار خسارة الانتخابات»، ويزعمون أنه ربما يعاني اضطراب ما بعد الصدمة بعد محاولة اغتياله، واستشهدوا بأنه يحرص على مشاهدة لقطات للحظة إطلاق النار عليه «مراراً وتكراراً»، زاعمين أنه مر بالكثير و ربما يعاني حالياً بالفعل.
يتجاهل نصائح مستشاريه
وقال مطلعون على الحملة إن مرشح الحزب الجمهوري كان في «دوامة التدمير الذاتي» منذ انسحاب جو بايدن من السباق، كما يتجاهل بشكل صارخ نصيحة مستشاريه، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل».
ويشير التقرير إلى أن مستشاري حملة ترامب نصحوه بالتوقف عن إطلاق «الشتائم»، على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وهو ما يؤدي إلى نتائج عكسية، وبدلاً من ذلك شجعوه على شن هجوم سياسي، والتركيز على ما يهم الناخب الأمريكي، لكنه «رفض» نصيحتهم قائلاً: «أعرف ما أفعله».
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، فقد قام ترامب خلال ظهور في تجمع انتخابي بولاية كارولينا الشمالية ليلة الأربعاء، بتناول باهت للملفات ذات الصلة بالحملة، بينما كرر كثيراً كلمة «هم» المراوغة، كما أطلق سيلاً من الشتائم ضد هاريس، وحاول ابتداع ألقاب ساخرة جديدة ضدها، فيما وصف أحد المطلعين على الحملة ما يقوم به بـ«المكسرات»، في إشارة إلى أنها مجرد تسلية. كما أكد أنه من غير المجدي تكرار وصف هاريس بالغباء والجنون.
الاضطراب
تشتبه المصادر في أن تصرفات ترامب يمكن أن تنبع من اضطراب ما بعد الصدمة أو بعض ردود الفعل الأخرى على الصدمة جراء محاولة اغتياله خلال تجمعه في بتلر بولاية بنسلفانيا الشهر الماضي. وقال أحد المصادر: «لقد كان يشاهد هذا المقطع الذي تبلغ مدته سبع ثوانٍ، والذي يوضح مدى اقترابه من الإصابة برصاصة في رأسه مراراً وتكراراً».
لكن مصدراً آخر افترض أن ترامب يرفض تجاوز حقيقة انسحاب جو بايدن من السباق، وقال لمقربين منه: «لقد غشوا بمبادلة بايدن».
ويأتي ذلك بعد أن حذر فرانك لونتز، خبير استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري، من أن ترامب يرتكب «انتحاراً سياسياً»، حيث انهارت كتل تصويتية بأكملها لصالح هاريس، مما تسبب في تحول كبير في الحملة.
تغير المجمع الانتخابي
وأوضح لونتز في تصريحات على قناة CNBC الأربعاء، أن هاريس تعتمد على دعم الناخبين المترددين، الذين اتجهوا إلى حد كبير لصالحها. وأكد: «لقد تغير المجمع الانتخابي بأكمله». وألقى منظم الاستطلاعات باللوم في هذا التحول على خيارات حملة ترامب، معلناً أن الرئيس السابق يتراجع.
وأضاف لونتز غاضباً: «يبدو الأمر كما لو أنه فقد السيطرة.. أعلم أن هناك مليارديرات يشاهدون هذا البرنامج وينفقون الكثير من المال على دونالد ترامب، ولا يفهمون سبب انتحاره السياسي». كما حذر من أنه إذا ظلت الأمور على هذا النحو، فقد يفوز الديمقراطيون أكثر من البيت الأبيض. ويمكنهم أيضاً السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب. وأشار خبير الاستطلاعات إلى أن هاريس أصبحت أكثر قوة الآن
وتعرض ترامب لانتقادات من قبل أعضاء الحزب الجمهوري القلقين الذين يخشون أنه يقضي الكثير من الوقت في مهاجمة خصومه ولا يقضي وقتاً كافياً في القضايا المهمة.
وحاول ترامب مهاجمة هاريس خلال تجمع الأربعاء بشأن التضخم، على الرغم من أن ذلك جاء في يوم انخفض فيه التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلك إلى 2.9%، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2021. وقد يدفع ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي أخيراً إلى تخفيف أسعار الفائدة.
من الأفضل للاقتصاد؟
وتأتي نصيحة الحديث عن الملف الاقتصادي بعد أن أعرب الناخبون باستمرار في استطلاعات الرأي عن أن الاقتصاد يمثل قضية رئيسية في تحديد من سيصوتون له.
ويتفوق ترامب على هاريس بفارق ثماني نقاط مئوية عن من يثق بهم الناخبون أكثر في الاقتصاد، وفقًا لاستطلاع بلومبرج نيوز/مورنينج كونسلت في سبع ولايات متأرجحة.
من المرجح أن يؤيد الناخبون في ولايات ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، وهي ثلاث ولايات تعتبر متأرجحة حالياً، ترامب (53%) بدلاً من هاريس (44%) فيما يتعلق بالاقتصاد، وفقاً لاستطلاع صحيفة نيويورك تايمز/كلية سيينا. ومع ذلك، أظهرت بعض استطلاعات الرأي على مستوى البلاد أن هاريس تقترب من ترامب بشأن هذه القضية.
وأظهر استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة فايننشال تايمز وجامعة ميشيغان أنه لأول مرة في هذه الدورة الانتخابية، يثق الناخبون في المرشح الديمقراطي أكثر من ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد. وأظهرت نتائج استطلاع أغسطس أن 42% ممن شملهم الاستطلاع يثقون في قدرة هاريس على إدارة الاقتصاد، بينما يؤيد 41% ترامب.
ويمثل الاستطلاع «تغيراً حاداً في معنويات الناخبين بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق البيت الأبيض» الشهر الماضي، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7y85y469

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"