مايا الهواري
قال الله تعالى في كتابه العزيز: «قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ» سورة البقرة الآية (215)، وقال تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ» سورة البقرة الآية (180)، تنبيهاً منه تعالى على صلة القرابة ومدى قوّة الرّابط في ما بين الأقرباء، وأنّهم السّند والملجأ وقت الشّدّة، على عكس ما يقول النّاس «الأقارب عقارب»؛ فهذه مقولة مغلوطة هدفها تشتيت النّاس؛ لأنّ أبناء العمومة وأبناء الخال هم كالإخوة، وعندما يجتمعون معاً يشكّلون عائلة جميلة، خاصّة إذا كانت الألفة والمحبة تسيطر على القلوب، فيتعاملون مع بعضهم كالإخوة بقلوب صافية، إلا أنّ بعض النّفوس الضّعيفة تحاول أن تدسّ سموم الضّغينة في صفوفهم لتفرّقهم وتشتّت شملهم، فتبدأ إحداهنّ مثلاً بمحاولة إبعاد قريبتها عن هذا الجمع الجميل بحجّة معيّنة لا أساس لها من الصّحّة، أو إن بدر موقف معيّن من إحداهنّ ستتّخذه ذريعة لإبعادها، ولكن هنا لا بدّ من الحكمة لتفادي التّشتّت، كما يجب معالجة الموقف الحاصل بأسرع وقت حتّى لا تكبر المشكلة ويصبح حلّها صعباً.
إنّ بنات الخال/ة أو بنات العم/ة إخوة حقيقيون، والجلوس معهم يبثّ الطّاقة في النّفوس ويزرع الإيجابيّة داخلها؛ إذ يربط فيما بينهم رابط قوي ألا وهو صلة الدّم، هذا الرّابط الّذي لا يزول أبداً حتّى لو انتهت وماتت العلاقات يظلّ صلة وصل وجسر يتم من خلاله وصل هذه العلاقة الّتي انقطعت لسبب من الأسباب.
نستنتج ممّا سبق أنّ هناك روابط قويّة لا تموت أبداً مهما انقطعت العلاقات أو اندثرت؛ إذ يبقى هناك خيط رفيع متين لا ينقطع أبداً يمكن من خلاله إعادة كلّ شيء إلى ما كان عليه، ألا وهو رابط الدّم وصلة القرابة، فلنحافظ على أقربائنا فهم عزوتنا في السّرّاء والضّرّاء، ومن يقول غير ذلك فهو هادم للعلاقات يجب الابتعاد عنه.
