عادي

3 خيارات للقوات الأوكرانية في كورسك.. وروسيا تقترب من هدف طال انتظاره

19:33 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد ـ محمد كمال

يبدو أن القيادة العسكرية الروسية قررت المضي قدماً في تحقيق هدف طال انتظاره على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، بدلاً من سحب أعداد كبيرة من قواتها وتوجيهها إلى الجبهة الجديدة في كورسك حيث تواصل أوكرانيا توغلها داخله، وإن كان بوتيرة أبطأ، في الوقت الذي وضع محللون عسكريون ثلاثة خيارات أمام القوات الأوكرانية الموجودة داخل الأراضي الروسية.
ومع مواصلة الجيش الأوكراني مقامرته الخطرة في منطقة كورسك غربي روسيا، كانت قواته تخسر الأرض بشكل مطرد على أراضيه، حيث وصل الجيش الروسي الآن على بعد حوالي ثمانية أميال فقط من مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، وفقاً لخرائط ساحة المعركة. ومن شأن الاستيلاء على بوكروفسك، المعقل الأوكراني، أن يقرب موسكو خطوة واحدة من هدفها الذي طال انتظاره وهو الاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها.
وقال كبار المسؤولين الأمريكيين سراً إنهم يتفهمون حاجة كييف إلى تغيير رواية الحرب، لكنهم كانوا متشككين في قدرة أوكرانيا على الاحتفاظ بالأراضي في كورسك لفترة كافية لإجبار روسيا على تحويل موارد كبيرة من الخطوط الأمامية في شرق وجنوب أوكرانيا، رغم تأكيدهم أنها قامت بسحب أعداد صغيرة من قواتها في هذه الجبهة لمحاولة المساعدة في صد الأوكرانيين، لكن ليس بما يكفي للتأثير بشكل كبير في ساحة المعركة الشاملة في الوقت الحالي، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
ـ السيناريوهات الثلاثة ـ
ومع مرور حوالي أسبوعين على التوغل الأوكراني في كورسك، يقول المحللون إن كييف أمامها خيارات عديدة، ولكل منها تحدياته الخاصة.
وأوضحوا أنه قد تحاول القوات الأوكرانية مواصلة التوغل داخل روسيا، لكن ذلك سيصبح أكثر صعوبة مع وصول التعزيزات الروسية واتساع خطوط الإمداد الأوكرانية.
كما قالوا إنه يمكن للقوات الأوكرانية الاستمرار في التشبث بالأراضي التي يسيطرون عليها الآن ومحاولة الدفاع عنها، لكن ذلك قد يعرض المواقع الأوكرانية الثابتة لضربات جوية روسية مدمرة محتملة.
أما الاحتمال الثالث، فإن الجنود الأوكران قد يقررون، بعد تعرضهم للخسائر المستمرة في شرق أوكرانيا، أنهم حققوا وجهة نظرهم وينسحبون.
وأكد تيبو فويل، نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والدفاعية، وهو مركز أبحاث فرنسي، أن الخطوة التالية لأوكرانيا ستعتمد على كيفية رد روسيا. وأضاف: «الأسبوع المقبل سيكون حاسماً».
وأدت خسائر أوكرانيا المتواصلة على أراضيها إلى دفع المحللين العسكريين للتساؤل عما إذا كان هجوم كييف عبر الحدود يستحق المخاطرة، إذ يسلط ذلك الضوء على المقامرة التي خاضها الجيش الأوكراني عندما عبر الحدود إلى روسيا، حيث قام بإلقاء قواته في هجوم جريء هدد بإضعاف مواقعه على الجبهة الشرقية.
واقتحمت القوات الأوكرانية والمركبات المدرعة منطقة كورسك في غرب روسيا في 6 أغسطس، واخترقت بسرعة الدفاعات الروسية واستولت على عدة قرى.
وفتح الهجوم، الذي تم الإعداد له بأقصى درجات السرية، جبهة جديدة في الحرب التي استمرت 30 شهراً، ولم يفاجأ روسيا فحسب، بل قال بعض الجنود الأوكرانيين والمسؤولين الأمريكيين أيضاً إنهم لم يكن لديهم إشعار مسبق.
ويقدر محللون ومسؤولون غربيون أن أوكرانيا نشرت نحو ألف جندي في بداية التوغل. لكن محللين عسكريين يقولون إنها أرسلت منذ ذلك الحين المزيد من القوات إلى العملية لمحاولة الحفاظ على مواقعها وتوسيعها.
وتباطأ تقدم أوكرانيا في منطقة كورسك في الأيام الأخيرة، وفقاً لخرائط لساحة المعركة بناءً على لقطات قتالية وصور الأقمار الصناعية، حيث ترسل روسيا المزيد من التعزيزات. ويبدو أن الجيش الأوكراني يحاول التشبث بمكاسبه على طول المنطقة الحدودية بدلاً من التوغل في عمق روسيا.
وقال الجنرال كريستوفر جي. كافولي، القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي خلال حديثه في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: «لا تزال روسيا تضبط رد فعلها».
ويقول المحللون إن الهجوم الأوكراني له هدفان رئيسيان: سحب القوات الروسية من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، والاستيلاء على الأراضي التي يمكن أن تكون بمثابة ورقة مساومة في محادثات السلام المستقبلية، في ظل تشكيك واسع بقدراتها على تحقيق مكاسب على المدى البعيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxssdh3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"