رسالة العمل الإنساني الإماراتي

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
2

كان الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني مناسبة متجددة تؤكد فيها دولة الإمارات الالتزام بنهجها الراسخ في الجهود الإغاثية عبر العالم، بتقديم المساعدات إلى المتضررين من الأزمات الراهنة، وأهمها اليوم، الكارثة الإنسانية الجارية منذ أشهر في غزة، جراء العدوان الإسرائيلي، والثانية في السودان بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ العام الماضي، وما خلفته هاتان الأزمتان من أوضاع مأسوية، وتداعيات خطرة على المدنيين.
على مدار 288 يوماً، قدّمت الإمارات إلى أشقائها في فلسطين بقطاع غزة، ضمن «عملية الفارس الشهم 3»، ما يقرب من 44 ألف طن من المساعدات والطرود المتنوعة والمستلزمات الطبية والأدوية ومواد الإيواء والطعام والمياه والملابس، جرى نقلها في 4 سفن و257 طائرة و104 قوافل من السيارات، إضافة إلى افتتاح مستشفيات ميدانية ومحطات لتحلية مياه، وتوزيع خيام، كما استقبلت مستشفيات الدولة دفعات من المرضى والمصابين، لتلقي العلاج في أفضل الظروف الصحية، وقد كان لهذه المساعدات والمواقف أثرها الطيب في تخفيف معاناة النازحين والمتضررين في أنحاء قطاع غزة، وما زالت شرايين الإغاثة الإماراتية تتدفق بالعطاء إلى الشعب الفلسطيني، حتى ينتهي العدوان الظالم الذي يستهدفه، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وعلى غرار فلسطين، تسجل الإمارات مواقف إنسانية في السودان الذي يواجه أيضاً وضعاً استثنائياً، جراء الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع»، ومنذ أن استفحلت الحرب، وبدت تداعياتها الكارثية على المدنيين تتوالى، كانت الإمارات، كدأبها دوماً، سبّاقة في إغاثة الأشقاء، حيث قدّمت آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، وتعهدت، خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان في باريس خلال إبريل الماضي، بتقديم 100 مليون دولار، دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، وخصصت 70% من تعهدها إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، وها هي اليوم تشارك بفاعلية في المفاوضات الجارية في مدينة جنيف السويسرية الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان، واتخاذ قرارات إنسانية عاجلة من شأنها معالجة انعدام الأمن الغذائي، ووقف المجاعة والأوبئة والأمراض التي تفتك بالآلاف وتهدد حياة الملايين من السكان والنازحين، خصوصاً في إقليم دارفور.
جهود الإمارات المقدرة في غزة والسودان، تأكيد لالتزام إنساني أصيل تسير عليه الدولة منذ التأسيس، وتعززه قيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تلقى مبادراته الاحترام والإكبار، وتشيد به الدول والمنظمات عرفاناً وامتناناً، ففي مايو الماضي منحه برلمان البحر الأبيض المتوسط جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية»، تقديراً لدور سموّه وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
وفي ضوء توجيهاته الحكيمة، لا تتوانى الإمارات عن تقديم المساعدات إلى كل من يحتاج إليها، أينما كان ومهما كانت الصعوبات، فالعمل الإنساني رسالة قبل أن يكون عوناً، ودعوة مستمرة إلى إنهاء الحروب والصراعات وإشاعة الأمن والاستقرار بين مختلف الأمم والشعوب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wyy2ne4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"