عادي

الموانئ.. شريان حياة الدول ومن أصولها الاستراتيجية

15:22 مساء
قراءة دقيقتين

متابعة: خنساء الزبير
تأخذ الموانئ البحرية أهمية عالمية، حيث إنها شريان الحياة لسلاسل التوريد ولنشاط الاقتصادات، فهي تنقل 80% من البضائع حول العالم. ومن الصعب القول: إن هناك روابط أكثر أهمية في سلاسل التوريد العالمية من الموانئ، بحسب تقرير حديث لـ«بلومبيرغ».
وعندما تتعطل هذه الموانئ، بسبب الكوارث أو الحروب، أو حتى بسبب الأحوال الجوية كما حدث في قناة بنما بسبب الجفاف، فقد يترتب على ذلك آثار سلبية كبرى.
ولهذه الأهمية تتصدر الموانئ عناوين الصحف عندما يطرأ أي جديد عليها، فعلى سبيل المثال عندما انهار جسر «فرانسيس سكوت كي» في بالتيمور في شهر مارس الماضي وأغلق ميناء بالتيمور أصبح حديث الساعة ووصفه حاكم ولاية ماريلاند بأنه «أزمة عالمية».
وأشارت تقديرات أولية إلى، أن إغلاق هذا الميناء من شأنه أن يتسبب في خسارة اقتصادية قدرها 15 مليون دولار في اليوم الواحد.
شراكات
إذا انهارت الموانئ، هذا النظام المترابط بشكل قوي، فقد يعني ذلك ارتفاعاً هائلاً في أسعار الشحن ونقصاً في الغذاء والدواء وانخفاضاً في الإيرادات للمدن التي فيها موانئ وتأخيراً في وصول الطرود إلى العملاء.
لذا تستعد الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم لإنفاق تريليونات الدولارات على تعزيز سلاسل التوريد الخاصة فيها من خلال بناء موانئ المستقبل.
وسلطت «بلومبيرغ» الضوء على أهمية أخرى للموانئ، بجانب الأهمية الاقتصادية، وهي الأهمية الاستراتيجية، حيث أصبحت الموانئ من بلجيكا إلى بيرو، مواقع استراتيجية للدول للدفاع عن مصالحها ومواقع يتم إنفاق تريليونات الدولارات عليها من أجل تحقيق هذه الطموحات.
فقد ازدادت أهمية الموانئ كمواقع جغرافية مع تصاعد الصراعات بين القوى العالمية وأصبحت أحدث ساحات المعارك التي يتم فيها كسب قوة جيوسياسية أو خسارتها.
أصول استراتيجية
وتحولت لتكون بمنزلة أصول استراتيجية حقيقية للأمن القومي، ولم يعد بوسع الحكومات أن تفترض أنها سوف تستخدم لأغراض اقتصادية مفيدة. فالموانئ ليست مجرد بوابات وروابط للاقتصاد العالمي، بل إنها قد تتحول إلى نقاط خانقة تحاول القوى العظمى العالمية، مثل الولايات المتحدة والصين، زيادة بسط نفوذها عليها.
ومن الحراك الذي تشهده موانئ العالم اندماج ميناء «أنتويرب» مع «بروج» في بلجيكا ليصبح أنتويرب ثاني ميناء للحاويات في أوروبا بعد «روتردام»، ويمثل 5% من الاقتصاد البلجيكي، ويتعامل مع 15% من الغاز الطبيعي المتدفق إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ومع نموه أقام شراكات مع موانئ دبي العالمية («دي بي ورلد»)، بجانب شراكات دولية أخرى، مثل ناميبيا وألمانيا، ومع الصين التي تستثمر في البنية التحتية في جميع أنحاء العالم كجزء من «مبادرة الحزام والطريق».
وفي الوقت الحالي يحاول ميناء أنتويرب سد الفجوة بين القديم والجديد في بعض النواحي، وتعد هذه المهمة وجودية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zpx56yr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"