فريق الأحلام

02:33 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* معظمنا يملك القدرة على الحُلْم، لكن قلة هم من يملكون القدرة على تحقيق هذه الأحلام، وآخرين قد لا تكون الأحلام ضمن قواميسهم، أو من المفردات التي تستهويهم، لكن هناك مبدعون لا يستطيعون مطلقاً التوقف عن الحلم، فهم يواصلون التحليق في عالم الأحلام وإلا ماتت الروح فيهم، هم قانعون بأن الحلم مهما طال الزمن حتماً سيتحقق، وإن غاب أو تأخر كثيراً لسوف يخضع يوماً ما، فلن تكون مهزوماً ما دمت تقاوم ولديك الإصرار، ولست مهزوماً ما دمت تحاول المرة تلو الأخرى، التاريخ لا يصنعه الجبناء والمتواكلون، والمجد لا تصنعه أقدام الكسالى والمرتعشين.

* كانت كل الأمنيات والدعوات، بالصعود على منصة القارة من جديد، وآمال الشعب والجماهير اصطبغت بلونها الهلالي الأزرق، ورجال تعاقبوا سنوات بنهج مستدام على صناعة فريق قاري، لم يتخلف في العشر السنوات الأخيرة، من إثبات جدارته وكفاءته فكان حاضراً على الدوام، وأخذوا على عاتقهم ألا يخضعوا لليأس، فكانت الكأس القارية مستحقة بعد نهائي تاريخي، وليكون المجد للحالمين الذين أبوا ألا تكون الثالثة ثابتة، خلال الست السنوات الأخيرة جاهد طويلاً وكافح كثيراً، ومحاولات مستمرة بكل استماتة، من أجل العدالة والإنصاف وإحقاق الحق، بعد أن وصل للنهائيين الآسيويين الأخيرين، وخسرهما أمام سيدني الأسترالي ثم أوراوا الياباني، لكنه عاد لينتفض ويحققها، بعد غياب 19 عاماً عن دوري أبطال آسيا.

* الزعيم الهلالي مثال يحتذى، بالهمة العالية والإصرار والعزيمة، وبإدارة على مستوى الحدث والمسؤولية، في كل البطولات أمام جماهيرها، لمثل هذه التطلعات المستمرة والطموح المتقد، بتهيئة كافة السبل والأجواء والدعم والمؤازرة والمساندة من كافة الأطراف، لا تكتفي ببطولة واحدة بل بعدة بطولات وإنجازات متواصلة، في حين نشاهد بعض إدارات أنديتنا وفرقنا المحلية، ما إن تشارك وتصرف الموازنات الخيالية وتحقق بطولة ما، إلا وتعود إلى الغياب عن الساحة الرياضية والمنافسة!.

هكذا هي منهجية وإرادة الأندية التي تسعى لاسترداد عروشها، وعقلية الفرق التي تعرف صناعة الفرح لعشاقها، وشخصية الإدارات التي تجيد ابتكار السعادة لجماهيرها، كلما نالت من مجد أبت إلا أن تأت بمجد آخر، فمن أراد أن يسير في هذا الطريق، عليه بتعزيز وتثبيت أركانه وتدعيم خطوطه، الكل قادر على أن يصنع ما صنعه الهلال لنفسه، من مجد تاريخي على مستوى القارة، إن وجد تلك الإرادة الصادقة والرغبة الخالصة، وكل الأمنيات بالتوفيق والتقدم المتواصل، لرياضتنا وأنديتنا المحلية التي ابتعد مسارها، عن الاستحقاقات القارية والتمثيل الخارجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"