كن مختلفاً

02:40 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* في السقوط الحر، الذي ختم على تأشيرات، أغلب الفرق العربية، في الأدوار الإقصائية، من مرحلة خروج المغلوب، بالوداع وحزم الحقائب، كانت كل الأمنيات والدعوات، أن تكون أنت المختلف، في الشكل والمضمون والأداء، وتكسر هذه القاعدة، وتحقق المراد، الذي ينتظره شعبك من خلفك، بالفوز والتأهل، على القرغيزستاني الجموح، الذي نعلم جميعاً، أن ليس لديه ما يخسره، وتحقيق الحلم، الذي يراودك ويراودنا، ويشعل حفيظة، القاصي والداني، لدعمك ومؤازرتك، مهما كانت الألوان، التي كنت سترتديها وتظهر بها.
* لقد كان حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مختلفاً ومؤثراً، ووجوده كان مميزاً وساحراً، فأن يكون في المدرجات، يلهب الحماسة، بسحر المفعول والترياق للجميع، وبتفاعله مع الأهداف، يقف خلفك فيدعمك ويساندك، تفاعلت مع وقفته الجماهير، التي هتفت الحناجر باسمه، كي يصلك صوتها، ويدفع بك وجوده، لكسر حالة التعادل، التي طبعت وغلّفت المباراة، ونحن معك يلتفّ حولك الجميع، صغاراً وكباراً، حتى الأمتار الأخيرة.
* نعم كنت مختلفاً ومميزاً، وأنت ترتدي اللون الأخضر لأول مرة، بعدما عوّدتنا، في سنوات تألقك، على لونك الأبيض، الذي اشتهرت به، واللون الأحمر الذي أغرمتنا به، وكنت مختلفاً حين بدأت «بالسمعة» كبير القوم، من بداية المباراة، على غير عاداتك، لكن لم يكن طريقك كذلك، مفروشاً بالورود، كما أردت واشتهيت، بعدما نقلتنا من الواقع الافتراضي، إلى أحداث ودراما حقيقية، وأشواط إضافية، بعد هدف التعديل القرغيزستاني، في الأنفاس والأمتار الأخيرة، وحالة من الترقب والشدّ العصبي، تصيبنا في كل مرة، وكأنك أصبحت متخصصاً، ومتلذذاً في تعذيبنا، بتجفيف الدماء في عروقنا.
* يكفيك أن تكون، العربي الأول، الذي تأهل لربع النهائي، حققت المراد والمقصد، وسيكون لقاؤك القادم، مع حامل اللقب، والضيف الأقيانوسي، منتخب الكانجارو، وفي المقابلة القادمة، التي لا تقبل القسمة على اثنين. استطاع منتخب أستراليا، في النسخة الماضية، أن يتجاوزنا، للمباراة النهائية، حينما كان الأبيض ناصعاً، وتوهّجه واضحاً، أن يحقق اللقب على أرضه، يأتي هنا وهو ليس، في أحسن أحواله، بيدك الوصول، لأبعد مسافة وأبعد نقطة، وبأقدامك صناعة المستحيل، والوصول للحلم، إن أردت أن تكون مختلفاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"