هواجس طبيعية

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** تولدت في الحال مع قرار تجنيس اللاعبين تيجالي (الوحدة) وكايو (العين)، وأيضاً ليما (الوصل) الذي تجرى حالياً إجراءات إتمام قيده، مجموعة من الهواجس والتساؤلات أراها طبيعية، بحكم أنها تولدت بأسباب واقعية وتتعلق بحقوق مشروعة عند أصحابها من الأندية التي لا يمكن بأي حال أن نتجاهل دورها في اتجاهي «التأثير والتأثر» بالقرار، ففي اتجاه التأثير.. هي التي قدمت وأنتجت بصورة أو بأخرى ذاك اللاعب الذي أصبح جديراً بالتجنيس وهو ما يمكن تسميته بالدور «الفاعل»، وفي اتجاه التأثر ستجد بقية الأندية التي لم تنطبق على لاعبيها الأجانب الشروط المطلوبة، سواء كانت الأسباب تخصهم أو تخص اللاعبين أنفسهم، فهم بصورة أو بأخرى أصبحوا متضررين «تنافسياً» مع نظرائهم من الفرق التي سيتسع لديها هامش المحترف الأجنبي، والدور هنا يأخذ صفة «المفعول به» في أصداء وتوابع هذا القرار، الذي لن نختلف على جدواه، وأنه «استراتيجي»، وأنه تأخر، وكلنا نعلم أن «تيجالي» كان مرشحاً بقوة لارتداء قميص الإمارات قبل نهائيات كأس آسيا 2019 التي أقيمت على أرض الدولة، لكن لأسباب لا نعرفها لم تتم الخطوة.
** المعطيات التي بين أيدينا تصنعها وتحكمها اعتبارات كثيرة متداخلة مع بعضها البعض، وتقتضي كثيراً من الحكمة والعقل، في خانتي الفعل ورد الفعل، فهناك المصلحة الوطنية للمنتخب التي لا خلاف على سموها وعلوها على كل ماعداها، ومعها وبها ستبرز معاني «التعاون والتضحية والإيثار»، وهناك مصالح الأندية التي من السهولة بمكان ملاحظة أنها ما بين مستفيد ومتضرر، بحكم ما سيترتب على القرار من إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص في المسابقات المشاركة فيها، وهنا تحضر الشكوى من غياب العدل والمساواة بينها، ومعلوم سلفاً أن مبدأ تكافؤ الفرص حق أصيل من حقوقها.
وهناك هواجس أخرى تتعلق بصوابية الشروط والمعايير المعتمدة بالنسبة إلى اختيار اللاعبين، وإلى أي مدى هي مفتوحة وسارية على كل الأندية في الدولة.
** تبدو المسألة للرائي وكأننا أمام معضلة، لكن الأمر في حقيقته بسيط للغاية، خصوصاً إذا اتفقنا على أن المعضلة الحقيقية كانت في فتح هذا الباب الذي كان موصداً «بالضبة والمفتاح» لسنوات.. الحل أراه في اعتماد «الشفافية والمصارحة والحوكمة» التي ترتفع شعاراتها، بين كل الأطراف المعنية بالقرار وتباعاته، بالجلوس تحت سقف واحد لبحث كل الظروف والأسباب والتداعيات جملة واحدة، وما يتم الاتفاق عليه يكون ملزماً للجميع، وبذلك يتم القضاء على كل تلك الهواجس، وهيئة الرياضة مؤهلة وجديرة بهذا الدور.. وسلمتم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"