يؤكد العلماء أن الفيروسات تواجدت منذ فجر التاريخ، وانتقلت مع البشرية من حقبة إلى أخرى وحافظت على وهجها وتواجدها طوال التاريخ، إلا أن الإنسان انتظر حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما اكتشف لأول مرة، وتحديداً في عام 1888، هذه الكائنات الصغيرة جداً التي تسبب العدوى والأمراض الجسيمة.
وقد توالت بعد هذا الاكتشاف معرفة الإنسان بمثل هذه الفيروسات منها ما حدث في عام 1900 في كوبا وعرف بالحمى الصفراء، ثم اكتشاف فيروس مرض الكلب في عام 1903 ثم ظهور فيروس شلل الأطفال عام 1908 والحصبة في عام 1911 وصولاً إلى الوباء الذي ضرب أوروبا في عام 1918 وعرف بالإنفلونزا الإسبانية، وجميع هذه الفيروسات معدية.
ولم يتوقف حضور الفيروسات في الحياة البشرية، ففي كل عقد أو عقدين من الزمن يظهر فيروس يهدد السلامة البشرية، وكما هو واضح من تصريحات وكلمات عدد من العلماء، فإن معرفتنا بهذه الفيروسات متواضعة ولا ترقى إلى مستوى أثرها الكبير والمدوي في الحياة البشرية تحديداً، لأن لها أثراً أيضاً في مختلف أوجه الحياة على كوكبنا. وخطورتها تكمن في أنها تصيب الكائنات الحية التي تدخل في غذاء الإنسان، سواء أكانت حيوانات أو نباتات أو نحوها، وتقريباً منشأ ومنبع كل فيروس يبدأ من هذه النقطة تحديداً، تماماً كما يتردد اليوم عن أسباب ظهور فيروس كورونا وأنه انتقل من البعض من الحيوانات عند تناولها، ولا يوجد جزم حتى الآن في هذا الجانب، وفي الأيام القادمة سيتمكن العلماء من الكشف الفعلي عن الأسباب.
وقد حثت منظمة الصحة العالمية على: «تفادي إطلاق أسماء البشر والحيوانات والمناطق الجغرافية على الفيروسات، ووصف الفيروس في المقابل بالأعراض التي يسببها».
ما يعانيه العالم اليوم من انتشار فيروس «كورونا» ليس جديداً، وليست الحالة الفريدة أو الوحيدة التي يذهب فيها الكثير من الضحايا لفيروس خطر، إلا أننا في هذا الزمن تحديداً، نملك القدرة على الحد منه ومن أضراره. وكما هو واضح، فإن معظم دول العالم اتخذت الإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره والحد من الإصابة به، وهي إجراءات تعطي مفعولاً وهناك نجاحات في عدة مواقع.
ولله الحمد، جميع المؤشرات تتجه للتغلب على «كورونا» ومحاصرته والقضاء عليه في القريب العاجل، المهم هو اتباع التعليمات التي تصدر من الجهات الرسمية وعدم إرخاء السمع للشائعات والكلمات التي تصدر من مجهولين.
شيماء المرزوقي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
